بروفة انتخابية على نهج التغيير

بروفة انتخابية على نهج التغيير

البروفة الانتخابية التي ستشهدها قبة البرلمان يوم غد لانتخاب رئيس لمجلس النواب، تُجرى بين نهجين، القديم والجديد، حيث يحاول القديم إعادة تأهيله ليناسب المرحلة، بينما يستعد الجديد، ليعتلي سدة الرئاسة، استجابة للمطالبات الواسعة بضرورة التغيير.

النهج القديم، بأسلوب إدارته للحياة البرلمانية وبأشخاصه، يقف اليوم مصعوقا من حجم العداء له، حيث ظهر هذا العداء مباشرة في اجتماعات تحضيريه، ومن دون دبلوماسية، وصلت الرسائل مباشرة إلى هؤلاء الأشخاص، بأن النواب الجدد في المجلس لا يريدونكم، ولا يمكن أن يسمحوا لكم بإعادة التربع على سدة المرحلة الجديدة.

هذا النهج، برجاله وسياساته، لم يستسلم لهذا الواقع الجديد، فقد حصل في بداية السباق إلى انتخابات رئاسة المجلس على دعم معنوي من جهات في الدولة، حتى انحصرت الفرص في شخص واحد، لكن ومع مرور الأيام، لم يتمكن هذا المرشح، ولا الجهات الداعمة من تسويقه أمام دعاة التغيير، والرفض لكل ما هو قديم، الذين يريدون أن يثبتوا لقواعدهم الانتخابية، انهم نجحوا في التغيير، فكيف سيسمحون لرجال المرحلة الماضية بالعودة من جديد، وكأن شيئا لم يقع، وكأن الحل السابق للبرلمان، كان عبارة عن إعادة توزيع للطواقي.

الآن في مجلس النواب كتل وائتلافات، صحيح أن الكتل لا تجمعها برامج، لكن تجمعها تفاهمات، قد تمضي هذه إلى تشكيل ائتلافات، وقد حصل في اليومين الماضيين ولادة ائتلافين، قد يشكلان أغلبية برلمانية، إذا مضت الساعات المتبقية على الانتخابات، من دون "لغوصة" من أطراف اخرى.

كتلة الوسط الإسلامي التي تعلن انه تضم 17 نائبا، والحقيقة غير ذلك، تلعب على حبلي الائتلافين، فهي تفاهمت مع كتلتي وطن والمستقبل، كما تفاهمت مع كتلتي الإصلاح الديمقراطي والوعد الحر، وهذه انتهازية منذ بداية الطريق، تشي بكيفية تفكير وسلوك الحزب، والوهم الذي أصاب قيادته بأنه (اللحى المطلوبة في المرحلة المقبلة)، فتجاوز بتفكيره رئاسة مجلس النواب إلى رئاسة الحكومة، وإن لم تكن لأحد قياداته، فعلى الأقل يشارك الحزب في صنعها.

سنذهب يوم غد إلى انتخابات رئاسة مجلس النواب، بأكثر من مرشح محتمل، فالأسماء الثابتة حتى الآن، تنحصر بين سعد هايل سرور ومصطفى شنيكات ومحمد الحاج وعبد الكريم الدغمي، بانتظار المرشح المحتمل من الائتلاف الأكبر، وطن والمستقبل والوسط الإسلامي، وتنحصر الأسماء بين اثنين، عاطف الطراونة وخليل عطية، ولظروف سياسية قد تمنع الطراونة من الترشح، فيبقى عطية الأوفر حظا، لكن إذا بقيت المنافسة محصورة بين الثلاثة السرور وشنيكات والدغمي، فقد لا يحصل أي منهم على الفوز من الجولة الأولى، وفي الجولة الثانية ستكون فرصة احد أشخاص القيادات السابقة الأوفر حظا

العرب اليوم

أضف تعليقك