النواب أمام تحديات المستقبل

النواب أمام تحديات المستقبل
الرابط المختصر

فقره هـ من المادة الخامسة من قانون نقابة المعلمين، كانت جامدة وقابلة لتفسيرات عدّة، لكنهم "حرروها" من اللبس، وأخرجوها من عتمة التأويل والتفسير وفق " الحاجة ورعونة أصحابها".. قالوا بل وافقوا على ألا تقتصر هذه المادة على "الحوار"، كسبيل وحيد لتحقيق المطالب النقابية أو المهنية عموما، أضاف النواب شيئا عن الأساليب القانونية المشروعة أو الدستورية، كوسائل تعتمدها النقابة في تحقيق المطالب.

من تحت القبة أكتب هذه المقالة، وقد سمعت مداخلة من أحد النواب على هيئة نقطة نظام، قال خلالها (.. مثل ما بيقول المثل: شو اللي بيريحك من مشاكل الولد؟..تزويجه)، وتبدو من خلال هذا المثل أن مشاكل الولد عاطفية بالدرجة الأولى، أو ربما جنسية.. وهي المشاكل التي يكون حلها بتزويجه،وهو بتقديري حكم قاس على الولد والمجتمع وأولاد اولاده ، المهم هو التعقيبات او التعليقات التي كانت تصدر من النواب على القول ونقطة المداخلة، وهي تعليقات ارتجالية بلا استئذان، وبلا ميكرفون، كان النواب يقولون ( .. طلاق أمه، طلاق أمه..)!، كحل ديناميكي للراحة من مشاكل الولد ومشاكل أخرى كثيرة مرتبطة بالولد .. بصراحة مثل هذا الحل سريع وقد يكون مناسبا عندما يرتبط الولد أو يرتهن بأم "غير متوازنة" وبوجهات نظرها حول المشاكل وحلولها..

والآن بالضبط، تهيج عاصفة من الجدل حول المادة السادسة من قانون النقابة، وهي المادة التي قال رئيس الجلسة المهندس عاطف الطراونة، ان حولها اعتراضات كثيرة، وهي اعتراضات حول نقطة مصيرية حسب المعلمين في موضوع النقابة والانتساب اليها، فهل هي إلزامية أم اختيارية؟ ولست أعلم كيف ذهب الحديث عن الفقرة أ من المادة 99 من النظام الداخلي لمجلس النواب، وهي متعلقة بقبول ورفض التحدث حول اقتراح ما من قبل النواب، لأن نوابا كثيرين طلبوا الحديث حول المادة المقترحة في القانون حول إلزامية العضوية..

مشاكل الولد، ومشاكل الجيل والتحديات التي يواجهها الآن في خضم مرحلة جدلية من النهضة، أو التي تتربص به في المستقبل ومنعطفاته الخطرة .. هي في الواقع الهدف الذي تدور حوله كل محاور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فالولد أو الجيل القادم هو المحور الرئيس للعملية التنموية وهو غايتها، ولعل مساعي النهوض بالانسان الأردني، المعلن عنها في برامج الإصلاح وأجنداته، هي حلول لمشاكل "الولد" وتسهيل الطريق أمامه لسير آمن، ومنها قانون النقابة نفسه الذي تدور حوله نقاشات ملتهبة الآن..اعني بالضبط الآن.

قال احد النواب، لماذا الالزامية ؟حتى الدين لا إكراه فيه (قد تبين الرشد من الغيّ)، وقال آخر ( حافظوا على سمعة المجلس وصوتوا لصالح إلزامية العضوية في نقابة المعلمين، لأنكم ستكونون قد دققتم آخر المسامير في نعش مجلس النواب ، لو قمتم بالتصويت لصالح عدم الإلزامية..

الإلزامية تصطدم بحقيقة دستورية، متعلقة بالحرية، وعدمها مرتبط بهم وطني وهو ازدياد احتمال سيطرة تيار سياسي واحد على النقابة.

لا بد من أن كل وسائل الاعلام ستحمل أخبارَ هذه الجلسة ونتائجها، وقد كتبت هذه الكلمات أثناء انعقادها، لأنقل لكم شيئا "حيا" عن كيفية التعامل مع مشاكل "الولد" تحت القبة ..

الدستور

أضف تعليقك