النظرة الدونية للمرأة من سمات الشخصية الأردنية

النظرة الدونية للمرأة من سمات الشخصية الأردنية
الرابط المختصر

علَّ أخطر الاتجاهات السلبية في التنشئة الأسرية في الأردن، تحيز الوالدين والتمييز بين أبنائهم مثل تمييز الولد وتفضيله على البنت، مما يدفع البنت إلى اللجوء للنفاق للأب أو للأم للظفر بمصالحها الخاصة وهذا يخلق نوعاً من الإحباط لدى الفتاة في علاقاتها مع الآخرين في المجتمع، ويولد لديها شعوراً بأنها غير ضرورية وغير مرغوب فيها. ومن بين الأمثال التي تتصل بذلك:

1. بُكْره بتجي الصبيان وهذه بذرة من الرمان.

2. اطعم ابنك واكرمه يلاقي من يحترمه.

3. جَوَّزْتْ بنتي لأستريح من بلاها.

4. دلّل ابنك بيغنيك، دلّل بنتك تخزيك.

5. صباح الحَيّة ولا صباح البنية.

6. مصائب الدهر أربعة: الدَّين ولو درهم، والبنت ولو مريم، والغربة والوصل، والسؤال ولو كيف الطريق.

7. بيت الشباب عذاب أو بيت البنات خراب.

8. موت البنات أو سترتهن.

9. هَمّ البنات للممات.

والمرأة الأردنية في نظر الرجل ليست قادرة على المشاركة بالرأي أو اتخاذ قرارات، وليست أمينة على الأسرار. وقد عكست الأمثال الشعبية هذه النظرة الدونية للمرأة كما يلي:

1. امرأة ابن امرأة الذي يعطي سره للمرأة.

2. الذي يشاور المرأة امرأة.

3. إِسْمَعْ للمرأة ولا تأخُذْ برأيها.

4. شاوروهن واخلفوا شورهن.

ليس للمرأة وجود مستقل

ترى خالدة سعيد أن المرأة العربية كائن بغيره لا بذاته، إذ تُحدَّد هويتها بكونها "زوجة فلان أو بنت فلان، أو أم فلان أو أخته... هي أنثى الرجل، هي الأم، هي الزوجة، وهي باختصار تعرف بالنسبة إلى الرجل، إذ ليس لها وجود مستقل. إنها الكائن بغيره لا بذاته. ولأنها كائن بغيره فلا يمكنها، في إطار الأوضاع التقليدية، أن تعيش بذاتها. لا هي تشعر الاكتمال بذاتها، ولا المجتمع يقبلها ككائن بذاته، إنها المثال النموذجي للاغتراب، ذلك أن واحداً من أبعاد شخصيتها يطغى على سائر الأبعاد، أو على إنسانيتها كلها. وما دامت كائناً موجوداً بغيره، فهي تسعى بكل الوسائل إلى الدخول في آلة مهما صار إليه وضعها في هذه الآلة. والآلة التقليدية هي مؤسسة الزواج.

ضمن هذا الإطار التقليدي ترتبط قضية المرأة بالنظام الطبقي، فحيث تكون العلاقات علاقات بين سيد ومسود، يصعب أن تجد فيه المرأة الحرية الحقيقية، وأن تستعيد فيه إنسانيتها، فتعاني المرأة من اغترابين، اغتراب طبقي واغتراب على صعيد البنية التحتية في نطاق الأسرة، فهي عبدة العبد.

وفيما يتعلق بتغيير وضع المرأة وتحريرها، ترى الطبيبة المصرية نوال السعداوي "أن تحرير المرأة لا يمكن أن يحدث في مجتمع رأسمالي، وأن مساواة المرأة بالرجل لا يمكن أن تحدث في مجتمع يفرق بين فرد وفرد، وبين طبقة وطبقة. ولهذا، فإن أول ما يجب أن تدركه المرأة أن تحريرها إنما هو جزء من تحرير المجتمع كله من النظام الرأسمالي".

أوضاع المرأة الأردنية

إن أوضاع المرأة الأردنية الاجتماعية والاقتصادية وليس طبيعتها الجسمانية هي التي تحيلها إلى كائن يتصف بما يلي:

1.إنها مضطرة أن تعتمد على الزواج، وبدونه يعتبرها المجتمع عانساً (وليس للرجل الذي يظل عازباً مثل هذا اللقب السلبي) وعالة، وموضوع سخرية أو شفقة أو كليهما معاً.

2. يقدّر المجتمع في المرأة تلك الصفات التي تتعلق بالأنوثة والأمومة والزوجية والمهارة في الشؤون المنـزلية، وبكونها موضوعاً جنسياً فيكون جمالها رأسمالها الأهم. ولا بد للمرأة أن تفرض وجودها كإنسان قبل كل شيء، وليس لكونها مجرد دور (أم، أخت، زوجة، بنت....الخ) فتعرف بالنسبة للرجل وليس بالنسبة كونها كائناً مستقلاً.

3.لا تعتبر المرأة في المجتمع التقليدي الأردني مسؤولة ليس عن انحرافها وحسب، بل عن انحراف الرجل أيضاً. فهي في نظر التقاليد أصل الغواية والفتنة والشر والتعاسة. لذلك عرف المجتمع جرائم الشرف ضد المرأة، وليس ضد الرجل.

4. ينتظر المجتمع التقليدي الأردني من المرأة أن تكون مطيعة ومخلصة وأمينة لزوجها وتدبر شؤون منزلها، وتحترم أهل الزوج وأقربائه وراضية بمعيشتها ما دام يؤمن لها حاجاتها المادية. مقابل ذلك، لا يلزم الزوج بواجبات أخلاقية مماثلة تجاه زوجته. من هنا برزت الازدواجية التي يمارسها المجتمع خاصة كما يظهر في أمور الزواج والطلاق والإرث والالتزامات الأخلاقية.

إن الموقف التحرري في المجتمع الأردني والعربي يرفض شرعية الأوضاع القائمة ويدعو إلى إلغاء الازدواجية في المجالات المذكورة سابقاً، وفي مجالات الانتخابات والعمل والتعلّم والإرث وإدلاء الشهادة وفي التصرف الجنسي. إن قيماً جديدة تنبثق وتفرض نفسها في المجتمع الأردني، ولذلك نلمس مزيداً من تحرر المرأة وإقبالها على العلم والعمل خارج المنـزل والمشاركة في الإنتاج الاقتصادي والعمل السياسي والدفاع عن الوطن. وبقدر ما تتعلم وتعمل وتنتج وتستقل اقتصادياً وتسهم في صنع مصيرها ومصير المجتمع الأردني، يصبح أمر مساواتها بالرجل واقعاً حقيقياً .

العرب اليوم

أضف تعليقك