النخب الأردنية على كرسي الاعتراف الأمريكي
برقيات السفارة الامريكية ترسم صورة مهينة للاردن .
دفعة جديدة من تسريبات " ويكيليكس " فيها حصة جزلة للاردن, فعلى مدار الايام الماضية انشغلت الاوساط الاعلامية والسياسية في متابعة البرقيات المسربة, وحمل بعضها مفاجآت من العيار الثقيل. ووفق المختصين في تتبع التسريبات على المواقع الالكترونية هناك المزيد من برقيات السفارة الامريكية في عمان التي ستثير ضجة اكبر.
لا شك ان الكثيرين صدموا بالمنهج الامريكي في مقاربة المعادلة الاردنية, والآلية التي يتبعها السفراء الامريكيون في توصيف الواقع السياسي والنظرة التي ينطلقون منها في تحليل التطورات والاحداث.
الاردن في نظر السفراء الامريكيين مجرد سكان ينقسمون إلى اغلبية مهضومة الحقوق, واقلية تحتكر السلطة وتنعم بالامتيازات. اما القيمة المضافة للدولة فتتحقق من دورها الامني والوظيفي في الاقليم.
تعريف يُشعر المرء بالمهانة, لكنه يطرح سؤالا لا بد منه: أي قدر من المسؤولية نتحمله في رسم هذه الصورة لبلدنا ?
لن اتوقف عند مضمون البرقيات, فمعظم الاراء المنسوبة لسياسيين واعلاميين ونشطاء مجتمع مدني معروفة نسمعها منهم في جلسات مغلقة ودوائر ضيقة, لكن لم اكن اتخيل للحظة ان اصحابها يملكون الجرأة لقولها بين يدي الدبلوماسيين الامريكيين.
هكذا ومن دون اي تحفظ يجلس السياسي أو الاعلامي على كرسي الاعتراف الامريكي ويبوح بكل ما في صدره وعقله, كما لو كان في عيادة طبيب نفساني.
لم ينتزع "بيركروفت" ودبلوماسييه الاعترافات بالقوة منهم, يكفي ان يطرح سؤالا واحدا حتى ينهار "الشباب" امامه ويفرغوا كل مافي جعبتهم من معلومات وتحليلات ويقدمون النصائح له في كيفية التعامل مع "النظام الاردني" ويقترحون وسائل الضغط المناسبة عليه. وفي احيان كثيرة يأتون اليه بمحض ارادتهم ومن دون دعوة محرضين تارة , أو طالبين الدعم تارة اخرى.
اللقاءات مع الدبلوماسيين الاجانب ليست محرمة على السياسيين والاعلاميين, بل هي من صميم عملهم ودورهم ونحن كإعلاميين نستقبلهم ونزورهم في مكاتبهم, وسفراء الاردن في الخارج يفترض ان يفعلوا الشيء ذاته. الخلاف هو على شكل العلاقة ونوعيتها.
الواضح من برقيات "ويكيليكس" ان بعضنا تجاهل تماما حدود العلاقة وانساق مثل حكوماتنا إلى علاقة مفتوحة مع الامريكان ليس فيها محرمات. فقد بدا ان هؤلاء غير قادرين على مقاومة سحر الامريكي مجرد الجلوس معه.
العرب اليوم