الملك في القاهرة الرسالة والدلالة

الملك في القاهرة الرسالة والدلالة
الرابط المختصر

لا يمكن للأردن القفز عن العلاقة الطيبة مع الشقيقة الكبرى , وغير مقبول ان تغلق القاهرة اذانها عن اوجاع الاردن الاقتصادية والسياسية , والجميع يعلم ان الثقل الاكبر على الميزانية والاقتصاد الاردني جاء بفعل انقطاع الغاز المصري عن الاردن , لظروف خارجة عن ارادة القاهرة كثيرا وبإرادتها احيانا قليلة , وفي النهاية فإن العصب الاقتصادي الاردني قد تعرض لضغط هائل من الشقيقة الكبرى .

الوقوف في مربع التلاوم ليس حالة سياسية صحية , والرسائل الباردة والجافة ليست نمطا اردنيا مألوفا في علاقته مع الشقيقة مصر التي تعاني بدورها من اثقال داخلية نتمنى ان تزول بمبادرة داخلية من الرئيس محمد مرسي , ولا تحتمل القاهرة رسائل جافة او علاقات باردة على خاصرة حيوية مثل الاردن , ولا يجب ان تقف على الحياد حيال الازمة الاقتصادية والسياسية في الاردن وهي الثقل السياسي الاكبر في المنطقة ولها موانتها ووزنها النوعي عربيا .

الصفحة القادمة من العلاقة سيكتبها الملك والرئيس مرسي بعد لقائهما فالبلدان بحاجة اللقاء امس وليس اليوم , وهي علاقة مكتوبة بدم جنود البلدين في فلسطين , وبحبر قومي خالص , وقد مارس البلدان دورا حيويا في السياسة الخارجية لنصرة فلسطين وقضايا المنطقة بخاصة في الاعتداء الاخير على غزة , ويتفهم الاردن استحقاقات مصر الثورة في الملف السوري وتتفهم القاهرة ظروف الاردن حيال نفس الملف , رغم التباين بين العاصمتين حيال الملف نفسه .

الواقع يقول إنه لا مسائل ثنائية عالقة بين البلدين , ولا يوجد دور اردني مسيئ للثورة المصرية , حتى نقول ان هناك ازمة من العيار الثقيل او ازمة ثقة بين البلدين والقيادتين , بل الواقع يشير الى ان الملفات العالقة بمجملها ملفات شكلية ساهم الحديث المرسل او الحديث المهموس بتأزيم العلاقة , بعد ان استشعرت اطراف ان بإمكانها اللعب بورقة العلاقة الثنائية بين البلدين , للضغط بالمشهد المصري على العصب الاردني لصالح ملفات خارجية خصوصا على المسار السوري او ملفات داخلية تعيد استنساخ التجربية الانتخابية في مصر .

الشعبان ينتظران وصول طائرة الملك الى مطار القاهرة الدولي , وما سيسفر عنه لقاء قصر الاتحادية , وينتظر مطار عمان المدني ايضا وصول طائرة الرئيس المصري ومشهد التآخي في قصر رغدان , ليكتمل المشهد القومي المنشود بين عواصم الفعل العربي , لصالح القضايا الشائكة عربيا وتحديدا على الملف الفلسطيني الذي تمتلك العاصمتان دورا حيويا فيه وخاصة المصالحة الفلسطينية .

فالضغط الاقليمي على الاردن من هذا الباب اكثر خطورة من الباب الاقتصادي ومصر تمتلك دورا حيويا في انجاز المصالحة الفلسطينية التي ستسهم في تحقيق حلم الدولة وتغلق ملفات ما ان تغيب حتى تعاود الظهور بحكم الانفلاش السياسي والفرقة بين غزة والضفة الغربية .

عمان والقاهرة طويا صفحة البرودة رغم برودة الطقس في البلدين ومن المنتظر عودة الدفء الى الشرايين بزيارة الملك الى القاهرة وزيارة الرئيس مرسي الى عمان وترسيم العلاقة بشكل يُغلق تماما نقاط النفاذ من اطراف تحلم ببقاء البرودة بين البلدين .

الدستور

أضف تعليقك