المقاطعة ليست حلاً

المقاطعة ليست حلاً
الرابط المختصر

p style=text-align: justify;لم يكن مفاجئاً قرار مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين بمقاطعة الانتخابات، لكن المفاجىء حجم الموافقين على القرار ، الذي جاء بنسبة 49 بالمئة، وهي أكبر نسبة تأييد في تاريخ الجماعة ./p
p style=text-align: justify;القرار بالدرجة الأولى كان رداً على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الذي أوصل رسالة إلى قيادة الإخوان بالتمني عليهم المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة، فجاء الرد من طرفي المعادلة الداخلية منعاً لتدخله، وخوفاً من أن يقال أن قرار المشاركة جاء بعد زيارة مشعل إلى عمان./p
p style=text-align: justify;أيضاً، هناك عامل مهم ساعد في تصعيد الموقف، وهو أحد تجليات الأزمة الداخلية ، خاصة قرار تيارالحمائم باتجاه المقاطعة من اجل إحراج رفاقهم في تيارالصقورودفعهم إلى صدام مع الدولة، إضافة إلى محاولة منع الصقور من الجلوس تحت قبة البرلمان. ولم تكن هذه هي المرة الأولى، فقد سبقها مثل هذا القرار وهذا التوجه بالحجة نفسها./p
p style=text-align: justify;على أية حال فمن يعرف الأوضاع الداخلية والتوجهات ودهاليزها داخل الجماعة يجزم بأن سبب المقاطعة ليس قانون الانتخاب، وحتى لو عدلت الدولة القانون، فالمسألة تجاوزت القانون وتتركز على عملية الإصلاح ومطالب الإخوان منها، وبالتحديد التعديلات الدستورية وما بعدها./p
p style=text-align: justify;وأسهل الحلول وأقلها كلفة داخلية هي إقرار مقاطعة الانتخابات أو أية عملية سياسية، فهذا قرار يجمع الإخوان ولا يفرّقهم، وفي اللحظات الصعبة فإن وحدة الجماعة تكون اهم من أي قرار بالمشاركة أو المقاطعة ./p
p style=text-align: justify;التصعيد الذي بدأه الإخوان في ساحة الجامع الحسيني يوم جمعة الرفض لم يكن بالزخم المطلوب، بل جاء يوماً شبه اعتيادي وخالف توقعات الصحافيين الذين نزلوا إلى وسط البلد بالعشرات لمشاهدة عرض التحدي، لكنهم لم يجدوه، بل وجدوا بعضاً من الشباب يتم تشجيعهم على هتافات غير مجدية وتضر أكثر مما تنفع./p
p style=text-align: justify;في وسط البلد، الارتكاز كان على حناجر الشباب وما يمكن أن تنجزه من مناكفة للدولة وأجهزتها وحتى للأردنيين عامة. فالتهديد بالثورة وملاقاة مصير فلان وعلان ليست هي لغة الإخوان، بل هم يستنكرونها ، لكنهم يَطربون على سماعها ويودون من خلالها إرسال رسائل إلى الآخرين./p
p style=text-align: justify;وهنا المشكلة، هل وجود الحوار بين الدولة والأطراف السياسية في الشارع عملية غير منتجة ولا يمكن أن تفضي إلى نتيجة ؟ وهل بَعْث الرسائل التهديدية من الشارع عملية آمنة؟ هل التهديد بإفشال الانتخابات النيابية هي لغة من يريد الإصلاح والحوار ؟ هل أصلاً التهديد مقبول من أي طرف ؟/p
p style=text-align: justify;نعرف أن جميع الأطراف صَعَدت إلى الشجرة ومن الصعب النزول عنها بدون مساعدة الآخرين، وهذا يحتاج إلى إنجاز عملية مرحلية توافقية يتنازل فيها الحريصون عن بعض مواقفهم أو مطالبهم إلى أن تتضح الظروف . أما إملاء الشروط وفرض الأجندات والتصرف وكأن هذا الطرف أو ذاك هو من يحدد بوصلة الإصلاح ومضمون التشريعات ، فهذا خطأ كبير./p
p style=text-align: justify;التنظير للديمقراطية بالهروب من الواقع عملية عديمة الجدوى، لأن الديمقراطية في بلادنا ليست عملية سهلة، بل هي ميلاد عسير يتم على مراحل وبحاجة إلى حوار وتفاهمات، وتاريخ الشعوب لا شك يصنعه الواقعيون لا الحالمون./p
p style=text-align: justify;العرب اليوم/p
p style=text-align: justify;/p

أضف تعليقك