المصالح الاقتصادية تردم الفجوات السياسية

المصالح الاقتصادية تردم الفجوات السياسية

حدثان بارزان شهدهما الاردن خلال الايام القليلة الماضية، الاول زيارة رئيس الوزراء المصري د.هشام قنديل، والثاني رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وللزيارتين اهمية كبيرة سياسيا واقتصاديا للاردن ومصر والعراق والمنطقة، فالملفات الاقتصادية الجديدة والقديمة تحتاج لايجاد حلول ناجعة بما يعود بالنفع على جميع الاطراف، ولغة الحوار التي سادت خلال الزيارتين كانت ايجابية ونتائجها تؤكد اهمية التعاون العربي العربي وزيادة الاعتماد المتبادل في ظل ظروف اقليمية ودولية، وان تداعيات ما يسمى بـ الربيع العربي يجب ان يتم التعامل معها بحكمة بدءا من الاعتراف بالديمقراطية والمشاركة وحقوق الشعوب، ونهوض الامة العربية من كبوتها التي طال امدها.

اشارة البدء للحوار الاردني مع الاشقاء في مصر والعراق كان اقتصاديا بالدرجة الاولى باعتبار الاقتصاد معيشة الناس، وهذا يعني زيادة القيمة الاقتصادية والاجتماعية للموارد الطبيعية والبشرية العربية وتوظيفها في التنمية بما يعود ايجابيا على مستويات المعيشة في المنطقة، وان النجاح في هذا الملف الحيوي يساهم في ردم الفجوة في العلاقات بين الدول والشعوب العربية، وهذا ما شاهدناه خلال سنوات وعقود مضت، فالعلاقات الاقتصادية الاردنية المصرية عريقة متينة برغبة من الجانبين، وان ازدهار هذه العلاقات يعني المزيد من المبادلات التجارية والاستثمارية والسياحية باعتبار السياحة الى الاردن ومصر تندرج تحت مفهوم السياحة الاقليمية، وان المنتجات المصرية مقبولة ومرحب فيها في الاردن، كما ان المنتجات الاردنية تلقى قبولا في مصر.

كما ان الاردن الذي يرتبط بمشاريع اقليمية مع مصر ودول عربية اخرى منها شبكة الطاقة الكهربائية، وانبوب الغاز المصري يعودان بمنافع على اقتصاديات البلدين، وان انهاء ملف الغاز المصري الى الاردن يعيد العربة الى مسارها الطبيعي من تعاون شامل اذ يرتبط البلدان في سلسلة من الشراكات واتفاقيات التعاون الثنائي والمتعددة الاطراف، لذلك يتوقع مراقبون ان تشهد العلاقات الاردنية المصرية ازدهارا برغم الخلافات التي ظهرت خلال العامين الماضيين دون مبررات حقيقية.

اما العلاقات مع العراق الشقيق فهي نوع فريد من الشراكة تمتد لعقود مضت فالاردن شريك تجاري حقيقي للعراق وبغداد سند وظهير لعمان، وان موقع الاردن المتوسط كحلقة تجارية واستثمارية تضعه شريانا حقيقيا للتجارة والاستثمار للعراق، ومشروع انبوب النفط العراقي عبر المملكة الى ميناء العقبة يقدم خيارات مناسبة لصادرات النفط العراقي الى اوروبا وشرق اوروبا، وفي نفس الوقت يعد مرفأ حيويا لمستوردات العراق من اوروبا، اي ان هذه الشراكة حقيقية تخدم البلدين، الى جانب قبول واعتماد متبادل على قوائم طويلة من المنتجات الاردنية والعراقية في اسواق البلدين.

زيارة رئيسي وزراء مصر والعراق الى الاردن تحرك ايجابي في وقته من شانه ان يمتن عرى التعاون العربي العربي في وقت نحن في الدول الثلاث بحاجة ماسة له، من شأنه ان يطمئن شعوب الدول الثلاث ويجسر الفجوات السياسية، ويعزز المواقف العربية حيال القضايا العربية الكبرى في مقدمتها قضية فلسطين والاصلاح والتغير في المنطقة.

الدستور

أضف تعليقك