المسجد الحسيني
المسجد الحسيني في وسط البلد، بيت من بيوت الله، وهو ايضا ملف متوارث، من حكومة الى حكومة، ومن وزارة الى وزارة، دون ان يأتي احد يتسم بالمبادرة والشجاعة ليأخذ قرارات مهمة ازاء هذا المسجد، وتاريخه وسط عمان.
حظي المسجد وساحته بعد اثارات سابقة بحملة من التنظيف الداخلي والصيانة،مع حملة اخرى لتنظيف ساحته مما فيها،من ممارسات مؤسفة،غير ان هذه الممارسات سرعان ماعادت.
امام ساحة المسجد تقف العمالة الباحثة عن عمل،وباعة الحلويات،ومن يقومون بشوي اللحوم ليلا لبيعها،فوق النشالين واصحاب الاسبقيات،والباحثين عن صيد في صفقة صغيرة هنا او هناك.
مع هذا فان عددا من المشردين ينامون ليلا في ساحة المسجد،وعند بواباته،والذي يذهب بعد منتصف الليل يرى هؤلاء بأم عينيه اغلب الايام،ان لم يكن كلها،والشفقة على الناس تفرض ان نقرأ حكاياتهم وان نساعدهم ايضا.
المسجد من الداخل بحاجة الى تغيير سجاده،والى تطويرالبنيان،بشكل جمالي،وقيل سابقاً ان المسجد بحاجة الى بناء طابق اضافي،أو..توسعة البنيان عرضاً،وقد رد البعض ان ارض المسجد تحتها ماء ولاتحتمل اي توسعة،ولانعرف مدى دقة هذا الرأي اساسا؟!.
المسجد يستحق وقفة من المسؤولين واصحاب القرار،ومن اهل الخير،لعل وزيرالاوقاف الحالي،يطلق مشروعا لتطوير المسجد والمكان،وان يرد الروح الى هذا الموقع،ومثل هذا المشروع يمكن تمويله من الحكومة،او حتى من جهات وشخصيات مستعدة للتبرع لمثل هكذا مشروع،في وسط العاصمة،بدلا من ترك المسجد وساحته ليتقادما يوما بعد يوم دون اي لمسات جمالية.
لا تعرف لماذا يصبح الكلام عن المساجد،موضة قديمة في نظر البعض،وربما تثور الدنيا على دوار بحاجة الى اهتمام،فيما لاتحظى المساجد،بأي اهتمام،وحال عشرات المساجد لايختلف عن حال الحسيني اذ ان بعضها بحاجة الى ترميم وصيانة،والى تأمينها بخطباء ومؤذنين،والى رعايتها حق الرعاية؟!.
ملف المسجد الحسيني نضعه بين يدي المسؤولين مجددا،وعلى بعضهم ان يقوموا بزيارته وتفقده،ووضع خطة لتأهيله وتوسعته،والحفاظ على حرمته ايضا بدلا من تحول ساحته الى كل شيء،عدا كونها ساحة مسجد،فيما داخل المسجد بات احيانا منامة للعاطلين عن العمل،او المتعبين،او المارين عبر السوق.
لعل هناك من يجيب ويستجيب.
الدستور