القرصنة معنا أحلى

القرصنة معنا أحلى
الرابط المختصر

استطاع التلفزيون الأردني مع مرور الزمن أن يبدع مهمة جديدة للمواد الأرشيفية, فهي لم تعد تبث فقط في الأوقات الثانوية أو للترفيه وإنعاش الذكريات. لقد استطاع أن يجعلها مواد صالحة للبث في أوقات الذروة. وقد أثبتت الإدارة الجديدة للتلفزيون مؤخراً أنها تبني على الانجازات التي تحققت في العهود السابقة في مجال العناية بالأرشيف.

صباح الاثنين الماضي, ومع توارد أخبار العدوان على قافلة الحرية واصل التلفزيون برامجه الاعتيادية, وكان يمكن استيعاب أن يكون ذلك خياراً أو قراراً, فليس المطلوب من كل التلفزيونات أن تتابع الأخبار ذاتها, ولكن تبين بعد قليل أن الأمر يتصل بوقت الاستيقاظ المؤسسي, فحوالي الساعة العاشرة قطع التلفزيون برنامجه الاعتيادية واستل المسؤولون مادة من الأرشيف تعود إلى أكثر من ربع قرن وهي عبارة عن برنامج للمعلومات العامة التاريخية واللغوية التي تقدم عن طريق الدراما, وفي المساء قام التلفزيون بإعادة بث بعض حلقات من كوميديا أردنية شهيرة بهدف الترويح عن النفس.

للإنصاف يوجد هناك بعض التجديد فقد جرت العادة في أوقات الأزمة أن يجري الاعتماد على برامج وثائقية عن الآثار وأحياناً عن أبواب القدس أو المساجد في ديار المسلمين أو عن رمضان في العالم, أما في هذه المرة فقد كان للأرشيف الفني والدرامي دور رئيسي.

لكن الطريف أن التلفزيون عاد بعد يومين وفاجأ المشاهدين بموجة عالية من الاهتمام بقضية قافلة الحرية وعرض بهمة ساعات من البث المباشر والتحليلات والأخبار. فيما يبدو أننا أمام تطوير إعلامي جديد وجدي لقاعدة "التالي للغالي".