القراءة عند العرب

القراءة عند العرب
الرابط المختصر

نسبة عدد ساعات القراءة لدى الإنسان العربي كارثية ومرعبة ولا يمكن تصديقها على الإطلاق حيث وصلت إلى ست دقائق في السنة الواحدة ما يعني أننا جهلاء حتى العظم لا نقرأ ولا نطالع ولا نتابع ما يجري حولنا وان هنالك عداء مستحكما بيننا وبين الكتاب وهذا أمر مخجل الى حد الاستهجان.

كيف يمكن ان يكون هذا ونحن نتغنى بيننا وبين انفسنا -بالطبع- أننا من اكثر الشعوب تعلما وثقافة ووعيا واننا اكثر دهاء وقوة معرفة من شعوب كثير على هذه البسيطة في حين ان مجمل ما يقرأه الإنسان العربي في السنة كاملة أي على مدى ثلاثمائة وخمسة وستين يوما ست دقائق فقط لا غير.

أما نسبة ما يقرأه الانسان الغربي وبالتحديد الأوروبي في العام الواحد يصل الى مائتي ساعة وهو في المعدل العام على مدى ايام السنة بين امي ومتعلم وعالم ومثقف وبين من نقول انهم هائمون على وجوههم فإذا بنا نحن الذين نهيم على وجوهنا وليس غيرنا. فالأصل ان الذي يسجل عدد ساعات في العدو هو الذي لديه لياقة اكثر، ومن يقضون وقتا اطول في التدرب على كرة القدم في المسطحات الخضراء هم الذين لديهم القدرة على امتلاك الكرة اكثر من غيرهم، ومن يمسك بالكتاب خمس ساعات في اليوم الواحد يكون اكثر قدرة على التهذيب والتعامل والتواصل مع الناس وتقييم كم هذا العالم واسع ومتسع للجميع للقراءة والكتابة والأخذ بالعلم ومدرجات المعرفة.

إذن نحن لا نقرأ ومن لا يقرأ لا يكتب ولا يجيد اشياء كثيرة في حياته فطلابنا أميون واذا اردتم ان تتأكدوا من ذلك اخضعوا هؤلاء الطلاب في جامعاتنا الى امتحانات مفتوحة ودعوهم يكتبون في أي موضوع يحب احدهم ان يكتب فه حيث سنجد جميعا أننا أمة مفرغة الكيان والوجدان والمعرفة ولا نحب أن نقرأ بل ان هناك حالة من العداء المستحكم بيننا وبين الكتاب اضافة الى ذلك انظروا الى ما ينشر ولا ينشر من تعليقات ومتابعات على وسائل الاتصال المختلفة ستجدون جهلا وتجهيلا لا أحد يستطيع ان ينكره ويستعيض احدهم او جلهم هذا الضعف وهذا الخواء في الحكمة والمعرفة والتفاعل اليومي مع الناس ببدائل متخلفة يتحصن بها ويمكن ان يطلق احدهم أية عبارة تربك اكبر عالم ويضحك الناس على العالم ويضحكون للجاهل.

إنها مفارقة كبيرة تلك التي نعيشها ويعيشها الغرب نحن نتحدث كثيرا ونهذي لساعات طوال ونتحدى بعضنا وصوغ عبارات الاستهبال والاستهانة بالغير وفجأة نجد انفسنا في حماية جهات ليس لها علاقة بما نحن نقصده من ضرورة ان نتعلم وان نعرف وان نتثقف.

كثير من الطلبة لا يتقنون إلا القليل من الكلمات ولا يعرفون سوى عبارات محددة وربما يكرر الواحد منهم نفس العبارة ونفس الكلمات في كل المناسبات وعندها يتوهم الوالد الذي دفع دم قلبه لتعليم ابنه ان هذا الابن لا يفقه شيئا عندها سيعرف الأب ان «فلوسه» ذهبت سدى وعندها يندب حظه أن ليتني لم أرسله للدراسة وبقي مثل غيره في البيت.

الدستور

أضف تعليقك