العالم اكثر فسادا

العالم اكثر فسادا
الرابط المختصر

يقول تقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2010 ، بأن العالم اكثر فسادا من العام الذي سبقه, ويتوج على رأس قائمة الدول الاكثر فسادا (3) دول عربية واسلامية هي افغانستان والعراق ونيجيريا, ومن السهل استنتاج ان الفساد في كابل وبغداد هو زراعة امريكية وبريطانية, لانه نما وترعرع, كما الأفيون, في ظل الجيوش الامريكية والغربية.

تتبوأ الاحزاب السياسية الصدارة في الفساد في التقرير حيث نالت 50 بالمئة من اراء المستطلعين. اما في المؤسسات فقد احتلت دوائر البوليس هذا المركز بنسبة 29 بالمئة. ليأتي القضاء في الدرجة الرابعة 14 بالمئة.

ما يعتبره التقرير, تقدما وتطورا, في موضوع محاربة الفساد ان العالم اصبح يتحدث عنه اكثر, وان واحدا من كل 4 من الناس في انحاء العالم يتحدثون مع غيرهم عن آفة الفساد.

ايضا, ما يسهل استنتاجه من المعلومة الاخيرة هو ضعف ادوات محاربة الفساد على مستوى الحكومات وعلى مستويات اخرى مثل القضاء ومؤسسات المجتمع المدني (الاحزاب), بما يعني ان الدول التي ينتشر فيها الفساد, اما انها غير ديمقراطية, او انها تحتاج الى اصلاحات جذرية في القضاء وفي ادوات السلطة التنفيذية المعنية بملاحقة الفساد.

يلخص تقرير الشفافية الدولية عدة استنتاجات جوهرية.

1- ان انتشار الرشاوى في اركان المجتمعات المعنية (اقلها في اوروبا وامريكا الشمالية) هو دليل على تراجع ثقة الناس بالحكومات.

2- ان اغلبية من شملهم الاستطلاع من مختلف انحاء العالم وعددهم (90) الفا اكدوا ان الفساد من اكثر القضايا خطورة ويأتي في المرتبة الثانية بعد الفقر. ويؤكد المستطلعون في كل من البرازيل ومصر والفلبين بانه قضية خطيرة للغاية.

في الاردن, وعلى غرار عدد كبير من الدول تم الاحتفال امس باليوم العالمي لمكافحة الفساد. بالمناسبة, ارسل رئيس هيئة مكافحة الفساد رسالة الى الصحف داعيا فيها وسائل الاعلام الى المشاركة في تغطية موضوع مكافحة الفساد والوقاية منه.

بالتأكيد هذه الرسالة مهمة للصحف ووسائل الاعلام لانها تدعو الى عدم السكوت على قضية الفساد, واذا كانت »العرب اليوم« كعادتها تهتم دائما بهذا العنوان, ليس بالمناسبات الاحتفالية, انما في كل مرة تتوفر لها المعلومات التي تؤشر على وجود فساد, فان ما اود تسجيله هنا, الطلب من بعض السياسيين ومن بعض الاعلاميين الذين دأبوا على توجيه النقد والاتهامات في كل مرة يتم فيها الحديث عن شبهات فساد, ان يتوقفوا عن الزعم بان ذلك يشوه صورة البلد ومن باب نشر الغسيل القذر.

الفساد كما يظهر في تقرير الشفافية الدولية, ليس وجهة نظر ولا سبقاً صحافيا, انما قضية خطيرة على مستوى العالم, في ترتيب الاولويات والاهتمامات في المجتمعات الانسانية يأتي بعد الفقر مباشرة, اهم من مسائل اخرى كثيرة ترفع الحكومات شعاراتها وتصنفها على انها اولويات.

هو قضية خطيرة, لانه ينشر امراضا اجتماعية تخلخل المجتمع, وتضعف فيه روح المبادرة والمنافسة, خطير لانه يفقد الشعوب ثقتها بحكوماتها. فالفساد يؤثر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وهو اكثر خطورة لانه يشوه صورة اي بلد اكثر من اي شيء آخر, ويطعن في نزاهة قضائها, ومناخات الاستثمار فيها.

الفساد يأتي في المراتب العالمية بعد الفقر, لكنه في الواقع احد اكبر مسببات الفقر, لنكافح الفساد جميعا من اجل عام مقبل اقل فسادا

العرب اليوم