الطراونة.. الحزن يتفجر أملا
p style=text-align: justify;في معظم الحالات، يدفع الحزن على فراق قريب أو حبيب بأصحابه إلى العزلة واليأس. والمصيبة تكون أعظم عندما يفقد الإنسان ابنه./p
p style=text-align: justify;المهندس الزراعي حسام الطراونة مر في المأساة؛ خطف الموت نجله أحمد، وأي أحمد! فتى لامع، أوصلته مواهبه المتعددة إلى أرقى مدرسة في الأردن./p
p style=text-align: justify;وقبل خطوة من بوابة المستقبل، قضى أحمد في حادث سير مروع.اختزن الوالد في قلبه حزنا كبيرا، لكن سرعان ما تفجر طاقة للأمل والعمل. وفاء لروح أحمد، وأحلامه في النجاح والتفوق العلمي، قرر المهندس الطراونة أن يؤسس ناديا في مدينة الكرك لرعاية الأطفال الموهوبين في سن مبكرة، من أمثال ابنه المرحوم./p
p style=text-align: justify;جال حسام على مدارس المحافظة بحثا عن مواهب محرومة لا تجد من يرعاها أو يلتفت إليها، وأسس منهم أول فريق لما يمكن أن نصفهم بـالعلماء الصغار. تولى بموارد قليلة رعاية المواهب الفتية./p
p style=text-align: justify;وفي مجتمعه المحلي، وجد حسام مساندة ودعما من صديقه مدير ثقافة الكرك، خالد برقان، ونائبته عروب الشمايلة. لكن الدعم الأكبر، وربما الوحيد، جاء من الملك عبدالله الثاني الذي قدم دعما شخصيا لمشروع الطراونة.القطاع الخاص خذل الطراونة، رغم أنه بعث برسائل لأكثر من مئتي رجل أعمال طالبا الدعم.بعد قرابة ثلاث سنوات على انطلاق المشروع، صار بوسع المهندس الطراونة أن يفخر بالإنجاز؛ فقد نجح في رعاية أكثر من 15 مخترعا في 19 مجالا علميا.وخلال مشاركته في برنامج مسابقات على محطة أم. بي. سي، كان حسام ورفاقه؛ خالد البرقان ومحمود الزيود وفراس الملاحمة، في غاية التوتر، وجل همهم أن ينجح حسام في جمع أكبر مبلغ من المال، ليس من أجل اقتسامه بينهم، وإنما لتمويل الفكرة الحلم: حلم المرحوم أحمد ووالده في تمكين أطفال الكرك ليكونوا علماء يخدمون شعبهم وأمتهم./p
p style=text-align: justify;لقد آمن حسام بأن العلم والمعرفة طريقا التقدم، وبدونهما سنبقى نراوح في مربع التخلف والتبعية للأجنبي.يأمل المهندس حسام وشركاؤه في الحلم أن يتحول النادي الصغير في الكرك إلى مجمع كبير للمعرفة والعلم، يستقطب الموهوبين من كل أرجاء الأردن./p
p style=text-align: justify;ولأجل هذا الهدف السامي، يسعون إلى جمع التبرعات.رؤية شبان الكرك الصغار وهم يشرحون عن مخترعاتهم يبهج القلب، ويحيي الأمل بغد مشرق، ويؤكد أن غياب الإرادة والتقصير والتهميش هي وحدها الأسباب التي تحول بيننا وبين ركب الحضارة./p
p style=text-align: justify;أوفى حسام الوعد لروح أحمد، وما يزال مصمما على السير في مشروعه إلى الأمام، وهو يستحق الدعم منا جميعا، ومن المقتدرين قبل غيرهم.وإذا كان الحزن على فراق أعز الناس قد فجر طاقة العمل التطوعي عند حسام، فإن الإيمان بالحياة، وبحق شعبنا في المعرفة والتقدم، يمكن أن يكون دليل الكثيرين لتأسيس مشاريع مشابهة في جميع المحافظات. عندها سنكتشف الطاقات الخلاقة للأردنيين./p
p style=text-align: justify;الغد/p
p style=text-align: justify;/p