الزعرنة ...ألورقة الأخيرة

الزعرنة ...ألورقة الأخيرة
الرابط المختصر

لا يمكن اعتبار ما حدث في الكرك في جمعة السيادة 12.8.2011على أنه مجرد حادثة بسيطة وانتهت بعد عدم تكرارها في جمعة الوحدة 19.8.2011 , فما حدث وتبعاتها وما دار بين الجمعتين هو كثير أكبر من مجرد اعتداء زعران على اصوات حرة.

كل الدلائل وبعض الشهود يؤكدون ان الاعتداء فعل مدبر وهو محاولة تجريب نهج جديد واعتقد أنه نهج أخير لايقاف الحراك بعد توسعه وملامسته لخطوط اعتبرت سابقا حمراء…

لنعود للسابع من كانون الثاني انطلاقة الحنجرة الأولى التي تنادي للحرية …منذ ذاك اليوم الى ما قبل سبت الأحرار 13.8.2011 كانت المسيرات خالية من العصي والهراوات ومن السب والشتم..كانت السلمية ابرز عنوان يحمله الحراك دلالة على التوافق والرضى على مطلب اصلاح النظام…ثم خرجت المسيرات عن طور السلمية لحظيا وعفويا بعد اعتداء منظم على المعتصمين فكان انفجار العدد والسقف يوم السبت الرسالة الكبرى لكل اركان الدولة ان لا تحاولوا ايقاف الحراك بأيّ اسلوب قذر فالحراك اعلنها قبلا انه وصل مرحلة اللاعودة وأن السبيل الوحيد لتوقفه هو رؤيته للنص الدستوري” الشعب مصدر السلطات” ومقررها واقعا يعاش.

لكن لم دبر الهجوم؟!!!لا تحتاج الاجابة لتفكير طويل ولا يوجد خيار آخر..خيار القمع المطبق اقليميا سيطبق في الأردن حال انتقال المطلب من اصلاح النظام الى اسقاطه وهو ما استبعده مرحليا ولا أنفيه على مدى الأشهر الستة المقبلة مالم ينفذ مشروع الاصلاح الشعبي على أكمل وجه . لقد جربت الأجهزة المعنية بتهديد وملاحقة ومضايقة ناشطي الحراك ولكن لم ينفع هذا في ثني ارادة الشباب عن الاستمرار في حمل الرسالة والأمانة بل واتحدث عن تجارب حية كانت كل تهديداتهم دافعا لكن من تهبط همته وتؤمن له نفسا اطول للاستمرار. فما كان منهم الا ارسال من يحمل رسالتهم وفسادهم من اصحاب الاسبقيات والجهال لضرب المعتصمين والاعتداء عليهم بالعصي والسكاكين والحجارة فكان الرد اقرب واقوى مما اعتقدوا..سبت الأحرار 13.8.2011 جمهور هو الأكبر في الكرك من كل ابناء الأردن يرفع سقفه ليربك اجهزة الدولة, ثم مهرجان الطفيلة والحشد التاريخي وشعارت لا تعرف سقفا وخاتمة جمعة الوحدة في الكرك وجمهورها الواسع المتفق على وحدة المطلب والهدف والشعار في كل المملكة, كل هذا كان ردة فعل على استخدام الزعرنة ضد سلمية وشرعية المطالب..كل هذا كان اعلان سقوط وفشل أخر ورقة يمكن أن يستخدمها المعني في محاولته حل الأزمة.

ردة الفعل كانت بالتفاف الشعب الذي التزم الصمت حول الحراك وتضاعف اعداده هو رسالة للنظام ان القمع لن يفيد الا الحراك الشبابي والشعبي وذلك بالتحشيد والتصعيد وأن لا سبيل أمامك سوى الاصلاح فعجل به قبل أن يستبدل الشعار بالشعار المصاحب لثورات الربيع العربي وهو غير مستبعد بعد انكشاف الحقائق لجميع اطياف الشعب فهم يرون ان الاصلاح الرسمي هو اصلاح شكلي لم ولن يعطي الشعب حقه في تقرير مصيره واختيار من يقرر عنه.فالتعديلات الدستورية لا ننكر انها خطوة اصلاحية لكنها خطوة بطيئة خجولة لم تحقق جزءا كبيرا من مطلب الشارع .ينطبق عليها قول القائل: ” تمخض الجمل فأنجب فأرا” , فاللجنة الملكية المشكلة لغاية التعديل الدستوري لم تراع أو أنها لم تقدر على وضع التعديلات التي يراها الشارع اساس الاصلاح والانطلاق نحو الدولة الديموقراطية ..إما لأنها جزء سابق مستمر من النظام أو لضغوطات بعض القوى والمكاتب.

والشعب او اغلبيته التي التزمت الصمت فيما مضى ترى ان لا جدية في محاربة الفساد. فحصر الفساد في خالد شاهين والاخراج العجيب لقصة عودته للاردن لم تهز قناعة المواطن العادي ان الفساد مؤسسة كبيرة في الدولة لا تقف عند قزمها شاهين..

كل هذه الاساليب من تعديلات دستورية واخراج اعلامي لقضية خالد شاهين يؤكد اتباع المسؤولين النهج الديموغوجي لايقاف الأزمة واقناع الشارع بمشروع اصلاحي لن يجلب الجديد..وهنا وقع الخطأ الكبير وهو ديموغوجية المقرر والمنفذ واستغباء الشعب مع ان المشاهدات تبرهن ان ما يسير به النظام ليس هو الحل والدليل:

تضاعف اعداد المحتجين في كل من الكرك والطفيلة واربد وحي الطفايلة وارتفاع سقفهم, توسع مراكز الاحتجاج لتشمل الكرك والطفيلة ومعان والعقبة واربد وجرش ومادبا والعاصمة عمان والسلط والزرقاء والحراك العشائري الجديد لابناء البادية, هذا التوسع الجغرافي وامتداد سقف الشعارات عموديا هو رسالة شعبية للنظام يجب أن يسمعها ويعيها , إن الاصلاح هو وحده المشروع الشعبي المطروح بعنوانه في الشارع وان مشروع المكاتب الاجنبية الاصلاحي الذي يتبناه النظام هو ديموغوجيا جديدة معتادة,,فلينصح من حول صاحب القرار ان للاصلاح عنوانا واحدا هو حناجر الاحرار في شوارع الوطن التي تهتف لتحقق ” الشعب مصدر السلطات ” وما غير ذلك لن يقبل.

يعرف النظام جيدا أن الشارع لم يتردد في اعادة شعارات سبت الاحرار من وراء من اطلقها وهذا يعني رضاه عنها لحظيا . وأن هذا الشارع قادر ان يسقط اخر وريقة أمل وأن يرفع شعار الثورات المجاورة فتعجيل الاصلاح ما زال صوتنا ومطلبنا حفاظا على كل شيء.

ما طرح الى اللحظة ليس كافيا فاسرعوا بالاصلاح قبل ان تصل اللحظة التي لا رجعة عنها ولا نعرف اين سترمي بنا.

أضف تعليقك