الحركة الإسلامية تحت الضغوطات
رفضت الحركة الاسلامية المشاركة في الانتخابات النيابية،وبعد ذلك رفضت المشاركة في الحكومة والاعيان، ولا احد يعرف ماهي خيارات الحركة الاسلامية للفترة المقبلة،خصوصا،ان مزاج الشارع لم يعد مناسبا بذات معايير البيئة القديمة للبقاء فيه.
زكي بني ارشيد نائب المراقب العام على سبيل المثال يقول اذ اسأله عن خيارات الحركة الاسلامية للفترة المقبلة،ان الحركة ستبقى في الشارع وستناضل بشكل سلمي من اجل تحقيق مطالبها،ولن تتراجع عن خطها ابدا.
غير ان الحركة الاسلامية في الاردن تواجه اربعة ضغوطات ليست سهلة،الاول تداعيات تيار زمزم الذي هو اساسا من داخل الحركة الاسلامية وقد يتصاعد خط التيارالى درجة الانشقاق والانفصال بما يؤثر على بنيان الحركة.
ثاني الضغوطات يتعلق بوصول نواب اسلاميين من اتجاه آخر الى مجلس النواب،وسواء كان هذا نتاج تعبهم ام صناعة،الا ان الاحلال السياسي واضح وخطير في نتائجه،ونظرية «اللحى البديلة» مؤثرة في تطبيقاتها.
هذا رأي رفضه النائب زكريا الشيخ حين سألته ايضا فقال ان حزب الوسط الاسلامي الذي ينتمي اليه ليس بديلا عن الحركة الاسلامية ابدا،ولم يأت لمناكفة الاسلاميين اساسا.
ثالث هذه الضغوط :انطلاق قطار النواب والحكومة والاعيان وبقاء الحركة الاسلامية خارج العربات الثلاث،وهذه عزلة كبيرة،خصوصا،ان التراشق وصل حد رفض عضوية الاعيان،التي تأتي بقرار من القصر،وكأن الرفض هنا يحمل قطيعة لايمكن محو اثارها.
رابع الضغوطات يتعلق ببيئة الربيع العربي الاقليمية التي تغيرت،والذي يتابع مصر وتونس وليبيا وسورية يدرك ان جاذبية الربيع العربي انخفضت بشدة،ولهذا الانخفاض ارتداد كبيرعلى مساحات الحركة الاسلامية في الاردن.
يأتي السؤال المهم دون استعداء احد:مالذي سيفعله الاسلاميون لادامة وجودهم والبقاء في المشهد السياسي،امام الضغوطات الاربعة؟.
البقاء في الشارع يتأثر بهذه المؤثرات السابقة،واذا كان الاسلاميون على حق في بعض القضايا التي اثاروها،فإن العناد في التعبير عن الموقف والتشدد في البقاء بعيدا،يجعل الخيارات المتاحة امام الحركة اليوم معقدة جدا،خصوصا،ان السقف الاعلى اي التصعيد الدموي لاسمح الله،غير متاح لاحد،ولايتوافق عليه احد،ولايريده احد ايضا.
مثلما يبدو المشهد شائكا للاسلاميين،فإن المشهد من جهة اخرى شائك للحكومات،التي يختلف البعض حول نجاحها في كل ملف الاصلاح،خصوصا،في ظل غياب الحركة الاسلامية،والخسائر متحققة على الجبهتين،جبهة الحكومات وجبهة الاسلاميين،الا انها على جبهة الاسلاميين اكثر،بكل حياد.
نريد ان نسمع من الحركة الاسلامية عما ستفعله في الفترة المقبلة،وماهي خيارات الحركة في ظل تعقيدات هذا المشهد في الاردن،لان العمل السياسي قائم على الخطط والشعارات،استنادا الى المرونة والقدرة على الاستمرار،وبغير ذلك يكون العمل السياسي عملا انتحاريا؟!.
هذا ليس تذاكيا على الاسلاميين،لكنها قراءة للوضع،ومحاولة لاستبصارالمستقبل،لعل احدا في الاسلاميين يجيب عن التساؤلات.
الدستور