الحراك اﻷردني..عندما يسعى لنصرِ في سورية

الحراك اﻷردني..عندما يسعى لنصرِ في سورية
الرابط المختصر

لا شك أن التحشيد خلال اﻷيام الماضية إزاء الوضع في سورية سواء كان بالاحتجاج من خلال الشارع أو تنظيم الزيارات ﻹعلان التأييد وغيرها من النشاطات، يطرح تساؤلات عديدة حول الحالة التي وصل إليها الحراك الأردني المطالب بالإصلاح، بل لعله يؤشر إلى عمق اﻷزمة التي يعيشها الحراك في محاولته تصديرها إلى الخارج.

إن المتتبع لمختلف الفعاليات والحراك على الأرض أو خلال الصفحات الافتراضية، يلمح بلا شك حدة التصعيد والحماسة تجاه الأحداث في سورية، التي فاقت حماسة المطالبة بالإصلاح في اﻷردن.

إن التشنج الكبير وتحويل مسار المعركة وصل إلى مستويات غير مسيوقة، وبدأ الاقتتال بين صفوف القيادات "المفترضة" للحركة الإصلاحية. وتناثرت بينهم الاتهامات وتشكيل اللجان المؤازرة للنظام السوري أو الشعب السوري.

هذا التشنج تطور إلى مناوشات بين أطرف الحراك، وظهر خلال هذه المناوشات المصطلح السوري ”الشبيحة"، في إشارة إلى اعتداء البعض على المشاركين في أحد الاعتصامات أمام السفارة السورية في عمان.

وتجاوز النزاع إلى حد الاتهامات بالتآمر والتي حضرت بقوة مؤخرا، فاتهمت ما تسمى “باللجنة الشعبية لمؤازرة سورية في وجه المؤامرة” بقيادة الدكتور إبراهيم علوش "الهيئة الأردنية لنصرة الشعب السوري" التي يرأسها القياي في حزب جبهة العمل الإسلامي على أبو السكر بالتحالف مع الجانب الأمريكي في مشروع تفتيت سوريا والوطن العربي ..

إن اشتراك قيادات الإصلاح المفترضين في اﻷردن في هذه المعركة يؤكد على انشغالهم عن الإصلاح في اﻷردن، أو بصريح العبارة اعترافهم الضمني بالفشل، فبدأوا يبحثون عن معركة أخرى بات تحقيق النصر فيها "سهلاً"، مع اقتراب مؤشرات انهيار النظام السوري.

مهما يكن، فلا يتعلق اﻷمر بمجرد انقسام أيدولوجي بين النخب السياسية اﻷردنية، وإنما يتجاوزه إلى حد أبعد من ذلك. والضحية الوحيدة هو الإصلاح في الأردن...

أما الحراك على مستوى الشارع وتحديدا في العاصمة، وبغض النظر عن انسحاب الحركة الإسلامية من الشارع من عدمه، فلا أحد يستطيع إنكار خفوت اﻷصوات المطالبة بالإصلاح وتراجع حجمها؛ فلم تتجاوز حجم المسيرات في عمان منذ أحداث ساحة النخيل الـ500 مشارك، بعد أن وصلت في بعض الجمع في بداية الاحتجاجات إلى أكثر من 10 آلاف، بل أن اعتصام الحركات الشبابية والشعبية في حي نزال قبل أيام لم يشارك فيه أكثر من 20 شخصاً!

فيما شهد يوم الثلاثاء الماضي اعتصاما أمام السفارة السورية  في عمان احتجاجا على ممارسات النظام السوري بحق المتظاهرين؛ ووصل عدد المشاركين فيه إلى  2000.

على كل حال هذا الرقم المشارك في الاعتصام لم يعد الحراك الأردني قادراً على حشده في مسيرات الجمع التي تنطلق من العاصمة، وقد يكون لا يريد ذلك؟!

ولا ينكر أحد ما تمثله سورية للأردن والأردنيين، إلا أنها لا تعني ولن تعني شيئا ما لم يكن الإصلاح في الأردن حاضرا بدوره.

لذا على الحراك والشخوص الوطنية واﻹعلامية اﻷردنية المنخرطة في "التحشيد" توجيه بوصلتهم نحو اﻹصلاح في اﻷردن دون أن يمنع ذلك من دعم أو رفض الثورات في المنطقة وإذا كانوا يخشون المطالبة بالإصلاح في وطنهم، فلهم أن يصمتوا!.

أضف تعليقك