الاعتداءات مستمرة على المسجد الأقصى

الاعتداءات مستمرة على المسجد الأقصى
الرابط المختصر

لم تعد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين وحتى جنود الإحتلال على الأقصى موسمية كما كانت في السابق بل أصبحت يومية وفي وضح النهار وبشكل يعتبر تحديا لكل العرب والمسلمين في كل بقاع الأرض فالمستوطنون يقتحمون ساحات الحرم القدسي الشريف تحت حراسة الجنود الإسرائيليين وعندما يتصدى لهم المصلون والشباب المدافعون عن مسجدهم يقوم جنود جيش الإحتلال باعتقال عدد منهم ويطارد البعض الآخر بل إن الأمر وصل إلى حد أن يقوم نفس جنود الإحتلال بإقتحام المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة ولا يبالون باحتجاجات الفلسطينيين المتواجدين هناك بل ويتحد كل مسلمي العالم غير القادرين مع الأسف عن الدفاع عن أغلى مقدساتهم وهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .

لم تتوقف اعتداءات المتطرفين اليهود على المسجد الأقصى المبارك ولا اعتداءات مجندات وجنود الإحتلال في الوقت الذي يبذل فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري الجهود الحثيثة من أجل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهذه الإقتحامات والإعتداءات على المسجد الأقصى تؤكد بشكل قاطع بأن إسرائيل لا تريد السلام أبدا مع الفلسطينيين والهدف الأكبر الذي تسعى اليه هو تهويد الأراضي الفلسطينية المحتلة عن طريق بناء المستوطنات فيها وتسكين أكبر عدد ممكن من المستوطنين في هذه المستوطنات وها هي مشاريع الإستيطان مستمرة في مدينة القدس وبشكل مكثف فقد استولت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة على مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في هذه المدينة المقدسة كما طردت عددا كبيرا من العائلات الفلسطينية من منازلها وهدمت هذه المنازل لتقيم مكانها عمارات سكنية ضخمة والأهم من ذلك أن الإقتحامات اليومية للحرم القدسي الشريف هدفها واضح ومعروف لكل العالم وهو الإستيلاء على المسجد الأقصى تمهيدا لهدمه لأن هناك اعتقادا راسخا لدى الإسرائيليين بأن المسجد الأقصى بني على أنقاض هيكل سليمان .

السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين أصبح أكذوبة كبيرة من أجل كسب الوقت فقط للإستيلاء على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية فاسرائيل لا تريد السلام والأحزاب الدينية الإسرائيلية التي تحكم إسرائيل منذ عدة سنوات لديها إعتقاد جازم بأن الضفة الغربية هي أراض إسرائيلية محررة كما أعلن مناحيم بيغن الزعيم التاريخي لحزب الليكود عندما نجح حزبه لأول مرة في الإنتخابات الإسرائيلية عام 1976 .

السلطة الفلسطينية بقيادة محمود عباس ومعها معظم الدول العربية تسعى للحصول على دولة فلسطينية على الأراضي التي إحتلتها إسرائيل عام 1967 أي أراضي الضفة الغربية المحتلة وأن تكون مدينة القدس هي عاصمة هذه الدولة لكن يبدو أن هذه المساعي أصبحت أحلاما من الصعب تحقيقها فالقدس ضمت رسميا إلى إسرائيل ويعتبرها الإسرائيليون بدون استثناء عاصمة دولتهم الأبدية وهم لن يتخلوا عنها أبدا عن طريق المفاوضات .أما الضفة الغربية فقد زرعت بالمستوطنات ولا يمكن لإسرائيل أن تنسحب من هذه المستوطنات لأنها بنتها لكي تبقى لا لتنسحب منها كما أن العالم بقيادة أكبر دولة في العالم حليفة لإسرائيل لا يمكن أن يعطوا للفلسطينيين دولة كما يتصورونها بل بما يرضي إسرائيل .

مع الأسف الشديد ستبقى الاعتداءات الإسرائيلية مستمرة على المسجد الأقصى وستزداد يوما بعد يوم لأنه لا يوجد أحد يستطيع وقفها وفي النهاية ستنجح المخططات الإسرائيلية في هدم المسجد الأقصى ما دام الفلسطينيون أنفسهم منقسمين على أنفسهم ويشكلون دولة في غزة ودولة في رام الله والدولتان ما زالتا تحت الأحتلال الإسرائيلي .

الدستور

أضف تعليقك