الاحزاب تلحق الشارع بدل من ان تقوده

الاحزاب تلحق الشارع بدل من ان تقوده
الرابط المختصر

اعتدنا في منطقتنا العربية على ان تلحق الاحزاب والقوى السياسية الشارع بعد ان يتحرك بشكل شعبي وعفوي بعيداً عن التحريض السياسي وتأطير المواطنين في التحركات الاحتجاجية للدفاع عن حقوقهم والذي من المفروض ان يكون من مهمة الاحزاب، ويبدو ما حصل اخيراً في تونس من ثورة شعبية اطلقتها الجماهير الغاضبة على اوضاعها المعيشية خير برهان .

وهذا ما يحصل في الاردن في هذه الأيام فبعد ان قامت عدد من القوى السياسية والشبابية اليسارية الغير حزبية بتنظيم التظاهرات في عدد من المدن والعاصمة احتجاجاً على السياسات الاقتصادية واداء حكومة الرفاعي قررت الاحزاب النزول للشارع بعد ان رفضت النزول الى جانب هذه القوى الجمعة الماضية بسبب ما وصفته بعدم وضوح الجهات التي دعت للمظاهرات وعدم وضوح هدفها.

يبدو ان احزابنا لم تتعلم بعد من درس نيسان و ال 96 حينما تحرك الشارع ايضاً بشكل عفوي والتحقت ومع ذلك لم تكن قادرة ايضاً على انجاز المكتسبات الوطنية للمواطنين.

التحرك الذي قادته الوجوه الشابة في وسط البلد وفي ذيبان وفي الكرك اطفت على السطح حراكاً شعبياً بعيداً عن الحراك الحزبي الذي يتسم بصراع الاعلام الحزبية ومعركة الهتافات والمذكرات الحزبية للحكومات المتعاقبة، هذا الحراك الشعبي الذي يضم في صفوفه عمال المياومة والمعلمين والمتقاعدين وحركات سياسية وشبابية مثل اتحاد الشباب الديمقراطي وحركة اليسار الاجتماعي والمبادرة الوطنية التي تضم شخصيات يسارية وثقافية تعاملت معه الاحزاب بطريقة فوقية معتبرة انفسها الممثل الشرعي والوحيد للشعب .

السؤال الذي يطرح نفسه لو اننا لم نشهد الاحتجاج الشعبي الذي بدأ من ذيبان هل كانت الاحزاب ستتحرك وتنضم للتظاهرات الشعبية ؟؟؟

أضف تعليقك