الأمن والعنف الجامعي

الأمن والعنف الجامعي
الرابط المختصر

زمان كانت الجامعات مختلفة تماما عن جامعات اليوم...أتذكر تجربتي في هذا المضمار وهي تجربة ثرية بالأحداث، من ضمنها أني ذات يوم مثلا فزت برئاسة نادي الشطرنج مع أني لم أكن اجيد لعبة الشطرنج..وتقدمت لمسابقة القصة القصيرة وفزت بها وكانت الجائزة (35) دينارا...استلمتها بالتقسيط، وذات مرة تورطت بالحب...من طرف واحد، وكتبت رسالة للمحبوبة مكونة من (11) صفحة...شرحت فيها معاني الحب وأسبابه وفيما بعد تسربت الرسالة...لمجموعة شرسة من الأصدقاء..وتم فضحي.
قلت لي تجربة مهمة في هذا المضمار..وأظن ان عنف الجامعات له سبب واحد ورئيسي :- قبل أعوام، ونتيجة للشكاوى التي تقدم بها رئيس جامعة محددة..ونتيجة للتدخلات تم إغلاق المكاتب الأمنية في الجامعات : - (الوقائي، الأمن العسكري, المخابرات)..بمعنى آخر اصبح وجود الامن في الجامعات محدودا...أو معدوما،  هذا أدى الى فراغ أمني في جامعة مثل الجامعة الأردنية يزيد عدد طلابها عن (35) الف طالب.
كانت مهمات الأمن داخل الجامعات ترتكز على ضبط النظام ومساعدة الجسم الأكاديمي ولم يكن للأمن الوقائي مثلا دور سياسي.. بقدر ما كان دورهم انتزاع فتيل أي أزمة...ولأن الاتجاهات الإسلامية تعتبر الجامعات مكانا خصبا للتنظيم واعداد الكوادر طرحت هذه القصة بقوة وصورت الأمن على أنه يمارس التدخل في العملية الأكاديمية وتحجيم أو تكميم أفواه الطلاب..لهذا تم إلغاء وجودهم داخل الجامعات.
ما الذي حدث؟..الذي حدث هو مشاجرات عشائرية بحكم أن الفراغ الأمني ستتم تغطيته أما بالعشيرة أو الحزب وأما بالنعرات أو العصبيات...ولأن رؤساء الجامعات ينظرون لأسوار الجامعة على أنها حرم مقدس اضاعوا القداسة تماما عن هذه الأسوار حين تطابقت وجهات نظرهم مع وجهات نظر الاتجاه الإسلامي بضرورة كف يد الأمن.
السؤال الذي يجب أن نواجهه بقوة هو :- لو أن المؤسسات الأمنية موجودة وعلى اتصال مع المؤسسات الأكاديمية هل ستظل هذه الحالة تسيطر على جامعاتنا..طبعا لا....
حين كنت في الجامعة الأردنية وحين تندلع أي مشاجرة سواء كانت على خلفية عشائرية أو غرامية أو تنظيمية كان الأمن يقوم باستدعائنا لخارج أسوار الجامعة..ويقوم بالتباحث معنا حول آليات لجم الحدث وحول سبل التهدئة..ولأننا نملك نضوجا وطنيا عاليا كنا نتفادى الأزمات..ولكن ما حدث هو أن المجتمع الاكاديمي بدعواته لكف يد الأمن غفل عن حقيقة مهمة وهي أنه مجتمع منظر فقط ومجتمع نرجسي ولا يقوى على الأدارة بقدر ما يجيد التنظير...ترك الجامعات عرضة لكل ما يحدث.
من المستفيد في ظل تحول العشيرة من حالة متنورة ومحترمة الى حالة صدامية...سيقوى التيار الإسلامي أكثر لأن الكل سيجد فيه تنظيما هادئا متزنا بطروحاته..وبالتالي ستمسك هذه الحركات الجامعات وربما في المستقبل ستعين رؤساء من كوادرها .
القصة الموجودة في الجامعات ليس منظومة قيم ولا أظنها تنظيرا أكاديميا يمارسه بعض المهووسين...القصة باختصار هي قيام بعض الأطراف سواء من إدارات الجامعات أو من الحكومات..أو من التيارات الإسلامية..بالتآمر على الدور الأمني في الجامعات وغيابه سبب ما حدث.

الرأي

أضف تعليقك