أين بترول الأردن؟

أين بترول الأردن؟
الرابط المختصر

شعارات اقتصادية كاسحة نطلقها ولا نطبقها: السياحة بترول الأردن، الفوسفات بترول الأردن، البوتاس بترول الأردن، البتراء بترول الأردن، الصخر الزيتي بترول الأردن، المغتربون بترول الأردن. نعم بترول الأردن بهذا المعنى كثير ومتعدد المصادر، وكل شيء متوفر إلا البترول الحقيقي.

لا غرابة والحالة هذه إذا اعتقد كثيرون من المواطنين بأن غياب البترول الحقيقي في الأردن ليس سوى مؤامرة، وإن البترول موجود ولكن هناك سياسة مقررة لطمسه لإبقاء الأردن ضعيفاً ومعتمدأ على معونات الدول المانحة التي تدفع ولكن بشروط.

يقال احيانأً إن الأردن يفتقر إلى الموارد الطبيعية، فلا بترول، ولا ماء، ولا ذهب أو معادن، وفي أحيان أخرى يقال أن الأردن غني بموارده، وكل ما هنالك إننا عاجزون عن استغلال تلك الموارد.

هل الأردن بلد فقير فعلاً ولا يستطيع الآن أو في المستقبل أن يقف على قدميه إلا بدعم مالي خارجي، عربي وأجنبي، أم أنه بلد غني بالإمكانيات غير المستغلة، ويستطيع بخطط جيدة وإرادة قوية أن يحقق الاكتفاء الذاتي ويرفع مستوى المعيشة.

الإجابة السلبية، والقول بأن الأردن فقير في موارده الطبيعية وبالتالي محكوم بالضعف تعني ان القائل يرفع يديه بالاستسلام، ويعترف بأنه لا يملك أية رؤية لما يمكن أن تكون عليه أوضاع الأردن المستقبلية.

أما الإجابة الإيجابية، بالقول أن الأردن غني بالمواد التي ذكرنا بعضها في الفقرة الأولى، فهي تعني أن المطلوب هو تصور مختلف للمستقبل وتصميم على النجاح ولو تطلب ذلك تضحيات موجعة.

الموارد الطبيعية هامة جدأً، ولكنها ليست كل شيء، فرأس المال الحقيقي هو الإنسان الخلاق الذي يملك الإرادة والقدرة على العمل والإنتاج. ومن حسن الحظ أن الموارد البشرية متوفرة ومؤهلة وقادرة على صنع المعجزة، ولا ينقصها سوى حسن الإدارة.

ليس هناك بلد أفقر من اليابان في موارده الطبيعية، ومع ذلك فإن الإنسان الياباني استطاع أن يبدع، وأن يبني ثاني او ثالث أكبر اقتصاد وطني في عالم اليوم، وأن يرتفع بمستوى المعيشة إلى درجة عالية اعتمادأً على مورد واحد أساسي هو الإنسان.

الإنسان أثمن رأسمال، والتعليم والتدريب أهم استثمار، والإدارة العامة أقوى أداة.

الرأي