أية خطة إعلامية تلك ؟

أية خطة إعلامية تلك ؟
الرابط المختصر

p dir=RTLنشكر من حيث المبدأ وزير الدولة لشؤون الإعلام على هذا الجهد الذي استمر على مدار حكومتين وثلاثة وزراء إعلام للخروج بهذه الخطة التي أعتقد بأن الحكومة تستطيع أن تقدم أفضل منها واقوى واشمل . ولو أعاد معاليه وطرح الرؤية الملكية للاعلام وساقها علينا لصفقنا له (بحق وحقيقة) لأن هذه الرؤية هي رسالة واستراتيجية وخطة للعمل الاعلامي المتطور ومدخل حقيقي للانتقال من إعلام الفزعات المرعوب الذي يتصف به إعلامنا الرسمي وما زال إلى إعلام الدولة الأردنية التي آن الأون فيها أن يكون للاعلام دور أعمق وأكثر تماسا مع الناس وأكثرالتصاقا بقضايا الوطن واستراتيجيته وسياساته واعظم معبرا عن الواقع المعاش والمراقب لسلوكيات المؤسسات وتحقيقها لاهدافها عندها يا معالي الوزير أستطيع القول أن هناك خطة نابعة عن استراتيجية سنصل فيها إلى إعلام الدولة الحقيقي القادر على المنافسة واقناع الناس به وفي أقواله وتوجهاته ؟/p
p dir=RTLما عرضه معاليه لا يرقى لمستوى الخطة الحقيقية القادرة على احداث نقلة نوعية في تطوير مسيرة الاعلام الوطني . كل ما شاهدنا مجرد نوايا ستقوم الحكومة بالتعامل معها من دون وجود تصور حقيقي عن دور المؤسسات الوطنية المتعلقة بالاعلام وموقعها من هذه الخطة والاهداف التي سنسعى لتحقيقها ومسؤولية هذه المؤسسات عن تحقيقها اضافة الى دراسة الواقع الاعلامي ونقاط الضعف والقوة لنعرف اين نحن وكيف نسير والى اين ./p
p dir=RTLشبعنا خطابات واستعراضات والطحن في الماء ، شبعنا رسائل توجه الينا بطرق بدائية ، فلا يعقل ان نتحدث عن خطة تنفيذية لاستراتيجية هي بالاصل بحاجة الى مراجعة شامله . فقد كان الاجدر بالحكومة ان تجمعنا وتناقشنا بهذه الخطة والاستراتيجية التي انبثقت عنها لنعطي كل ما يحقق مصلحة الوطن الاردني الذي هو هدفنا الاسمى والاخير، لا ان تحاول فرض مخرجات لا يقتنع بها احد./p
p dir=RTLما كنا نتصوره نظرة تصورية ورؤية حقيقية اشمل نحو دور الحكومة في تطوير الاعلام الاردني بشقيه الرسمي والخاص بسنفونية متناغمة تعمل جميعها على توسيع قاعدة التفاعل الشعبي والتركيز على مصالح الوطن العليا وباسلوب ارقى يحترم عقلية المواطن الاردني لا الطريقة التي ارادت الحكومة الترويج بها لخطتها واقناع الجميع بانها الفانوس السحري .. وهنا لا بد من الاشارة الى :/p
p dir=RTL- اولا :- ان هذه الخطة افتقرت لبرنامج متعلق بالقطاع الخاص ولعل الوزير يقول ما لنا وللقطاع الخاص لنقول الاعلام الخاص هو المعول الحقيقي وراء تطوير الاعلام وتمكين الاعلام الاردني من الارتقاء لمستوى التحدي ومتطلبات التنمية والدور الحقيقي الذي يقوم به الاردن على المستويات المحلية والاقليمية والدولية/p
p dir=RTLثانيا :- استراتيجية الاعلام التي لا تثق بدور الاعلام والقائمين عليه لا يمكن ان تنجح مهما نمقنا الخطط وحشدنا لها التأييد .فكما هو الاعلام الخاص جريء ويعكس الواقع بكل تفاصيله ومشاهده وحيثياته فان على القطاع الحكومي ان ينهج النهج نفسه وان يكون قريبا من المواطن واكثر قربا من التيارات والفعاليات السياسية والاجتماعية والحراك وغيره ، خاصة وان المواطن لا ينسى بانه يدفع مع كل فاتورة ضريبة ما يشاهده على التلفاز وما يقرأه في صحيفة ملك الضمان قرارها وفي وكالة الانباء التي هي وكالة الوطن الاردني وليس الحكومة بعدد اعضاء طاقمها ./p
p dir=RTLالحديث عن البرنامج الذي سوف تكون نتائجه مكانك سر لا يحتاج الى كل هذه الهلهلة حتى نقنع الناس به لان البرنامج الصائب هو الذي يفرض وجوده بنتائجه وشموليته/p
p dir=RTLثالثا ؛ ان دور المؤسسات الاعلامية مع الوسط الاعلامي يحتاج لمراجعة جذرية ، فدائرة المطبوعات يجب ان لا تبقى مجرد شرطي لكل من خالف او تجاوز حدود القانون فقط بل لا بد وان تكون عنصر تطوير وتنمية القطاع المقروء وهذا يتطلب تغييرا في البنية التشريعية لدورها جنبا الى جنب وضع معايير الاداء المهني وعقد الدورات وجلب الخبرات والتجارب العالمية وغيرها من ادوار بالتعاون مع النقابة التي تنتظر دعم ومشاركة الحكومة ./p
p dir=RTLاما موضوع التشريعات فلا بد من ان تتولاها مؤسسة مستقلة يقوم عليها اشخاص مشهود لهم بالخبرة والمهنية يعملون على الدوام ليكونوا مصدر التطوير والتعديلات التشريعية والحكم المحترم الذي يقوم الامور ويحكم على اي منعطفات قد تحدث في الجسم الاعلامي كما الامر في المجلس الاعلى للاعلام ./p
p dir=RTLرابعا :- ان اساس تعزيز العمل الديمقراطي والارتقاء بمستوى الحرية في وسائل الاعلام ينبع من تحقيق مبدأ الاستقلالية فكيف تريد الحكومة من وسائل الاعلام الرسمية ان تنطلق وتعطي وهي مكبلة بوزارة اعلام ذهب منها الاسم وبقيت افعالها ، فكيف لهذه المؤسسات الانطلاق وهي محددة بقرارات مجلس ادارة يرأسه الوزير وفي الوقت نفسه يعين مديرها العام ايضا بقرار حكومي حسب تنسيب الوزير فاين هي الحرية اذا ؟!للحكومة الحق في ان تملك وسائلها الاعلامية ولكن من حق المواطن والاحزاب والتيارات ان يكون لهم النصيب نفسه ما داموا يدفعون على هذه الوسائل ./p
p dir=RTLاذا اراد وزير الدولة لشؤون الاعلام ان نصفق له ولدولة الرئيس على اسلوب وطريقة عرض البرنامج التنفيذي للاستراتيجية الاعلامية التي ذكرها امس امام جلالة الملك فهذا امر سهل فلقد تعودنا التصفيق لكثير مما نحن لسنا مقتنعين به ، واذا اراد ان نمجد، فذلك اسهل ،فلطلما كثرت المقالات التي تمدح على( الطالع والنازل)، لكنه اذا اراد ان نكون صادقين معه واضحين وشفافين فاننا لا بد من القول ان هذه الخطة لا تنفع ان تمضي بنا خطوة واحدة نحو اعلام الدولة الاردنية المنشود ولا داعي لمضيعة الوقت فلقد فهمنا الرسالة غير ان رسالتنا ستبقى الهدف الذي نخدم به هذا الوطن وشعبه وتمكينه من مواجهة تحدياته ضمن اطار الانتماء للوطن والولاء للعرش الهاشمي./p
p dir=RTLspan style=color: #ff0000;العرب اليوم/span/p

أضف تعليقك