أوباما في عمّان .. زيارة تعاون بلا حلول إقليمية

أوباما في عمّان .. زيارة تعاون بلا حلول إقليمية
الرابط المختصر

عندما وصل باراك أوباما إلى عمان للمرة الأولى قبل أكثر من 4 سنوات كان مرشحا للرئاسة الأميركية يملك بعض الحظوظ والكثير من الجاذبية السياسية وكان العالم العربي بأسره متعاطفا معه ويتمنى انتصاره على المرشح الجمهوري جون ماكين والذي كان امتدادا لسياسة جورج بوش التي دمرت المنطقة.

عندما زار الرئيس اوباما المنطقة بعد توليه الرئاسة استمر في إثارة الإعجاب والتفاؤل بخطابه المتميز في جامعة القاهرة وكلامه الواضح عن الحقوق الفلسطينية وضرورة إحلال السلام في المنطقة.

الآن فقد الرئيس المنتخب للدورة الثانية كثيرا جدا من جاذبيته، وزار المنطقة في جولة وصفت من قبل البيت الأبيض نفسه بأنها لا تحمل مبادرة جديدة ويجب ألا ترفع سقف التوقعات. بالنسبة للأردن تعتبر الزيارة استكمالا لدعم أميركي لواحد من أهم حلفائها في المنطقة في مرحلة مضطربة جدا تحتاج فيها الدولتان لبعضهما وتكون فيها واشنطن حريصة على التعاون المستمر مع عمّان، مع حرص الأردن على عدم ممارسة واشنطن اية ضغوط سياسية أو اقتصادية على الأردن لإجباره على القيام بدور عسكري غير مدعوم شعبيا وغير مبرر سياسيا في سوريا.

زيارة أوباما للأردن ليست ثورية كما أنها أيضا ليست بلا قيمة. معيار إثبات التزام الولايات المتحدة باستقرار الأردن ودوره في المنطقة كنموذج للإصلاح التدريجي الذي يستجيب للتطورات السياسية خلال فترة الربيع العربي لا يكمن فقط في الدعم المالي والذي يخصص هذه المرة لمساعدة الأردن في مواجهة تحدي اللاجئين السوريين، بل يبرز في الدعم السياسي وعدم الرغبة في إدخال الأردن في مغامرات غير محسوبة سواء على صعيد الحالة السورية أو تداعيات الربيع العربي وما أسفر عنها من إضطراب في المنطقة.

من المهم أن يستمع أوباما جيدا إلى الرؤية الأردنية للأحداث في المنطقة وكيفية التعامل معها لأن الأردن لا يملك اية أطماع سياسية أو عسكرية وما يهمه هو فقط استقرار الأوضاع خاصة في سوريا وفلسطين والعراق والدول المحيطة بنا. في هذا السياق لا ننكر بأن الرئيس أوباما هو أفضل بمراحل من سلفه جورج بوش، وهو يملك الكثير من الفهم لتاريخ المنطقة وقضاياها، ويعكس في كلامه ذكاء متقدا وهذا ما يساعد على تخفيف الضغوطات في المنطقة وعدم افتعال المزيد من الأزمات على الرغم من عدم قدرة أوباما على تقديم الحلول.

من أجل تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية يجب أن يصل إلى سدة الرئاسة في البيت الأبيض رئيس شجاع ذكي قوي الشكيمة قادر على إجبار إسرائيل على اتخاذ الخطوات المطلوبة لتحقيق السلام وأهمها الانسحاب من الأرض المحتلة عام 1967 والعمل على تحقيق حل الدولتين. إذا لم يكن أوباما هو الرئيس الذي سيفعل ذلك، فإن أحدا غيره لن يفعل، وهذا ما يعطي صورة قاتمة تماما لمستقبل السلام في المنطقة.

الدستور

أضف تعليقك