أوباما في عمان .. ليست زيارة مجاملة

أوباما في عمان .. ليست زيارة مجاملة
الرابط المختصر

كان مفترضاً أن يزور الملك واشنطن خلال الأسابيع المقبلة، وهي زيارة سنوية، كانت عمان تنتظر تحديد موعدها، لولا أن تم ابلاغها لاحقاً أن الرئيس الأمريكي سيزور الأردن، و الضفة الغربية، وإسرائيل.

سيأتي الرئيس اوباما الى عمان في الأيام الأخيرة من الشهر الجاري، وزيارة أوباما تثير التساؤلات منذ هذه الأيام، حول اجندتها، واسرارها في هذه الظروف بالذات بالنسبة للأمريكيين والاردن وبقية المنطقة.

الأرجح ان الرئيس الأمريكي يحمل عدة ملفات في زيارته الى الاردن أبرزها العلاقة الأردنية الأمريكية، ثم الملف الفلسطيني وعملية السلام، و الوضع الدموي في سورية.

لم يأتِ أوباما إلى المنطقة في هذا التوقيت من باب العلاقات العامة، و المؤكد ان الزيارة سوف تسفر عن اتجاهات كثيرة ستتضح خلال الشهور التي ستلي الزيارة على أكثر من صعيد.

وزير الخارجية ناصر جودة زار الولايات المتحدة قبل فترة قصيرة، والتقى وزير الخارجية الامريكي الجديد جون كيري، و وزير الخارجية الامريكية اتصل بالملك بعد لقاء الاخيرين، و الواضح ان التوطئة السياسية للزيارة جارية على قدم وساق.

اغلب زيارات الرؤساء الامريكيين الى المنطقة كانت تصب باتجاه العلاقات العامة، فيما هذه الزيارة لايمكن ان تكون عابرة، ومن باب العلاقات العامة، وهي تثير منذ هذه الايام التساؤلات حول ما سيجري فيها.

اوباما سيلتقي المسؤولين الاردنيين والفلسطينيين، ومسؤولي الاحتلال الاسرائيلي، ويعتقد مراقبون هنا ان هذه اللقاءات ستؤدي الى اطلاق مفاوضات السلام مجددا بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وقد تكون عمان حاضنة هذه المفاوضات.

لعل السؤال يتعلق بجدوى اطلاق المفاوضات مجددا، مادمنا نعرف جميعا ان الاستيطان مستمر و تهديد القدس متواصل، ولانية لاسرائيل باعادة شبر أرض، واسرائيل لاتريد القبول بقيام دولة فلسطينية.

على صعيد الملف السوري فان الانظار تتجه بشكل أعمق، خصوصا، ان الملك التقى الروس والاتراك، وهناك اتصالات أردنية سرية مع عواصم خليجية على خلفية الملف السوري،ولا أحد يعرف على وجه الحصر والتحديد مغزى زيارة اوباما من الزاوية السورية؟!.

هناك تحليلات كثيرة في هذا الصدد، بعضها يتحدث عن ترتيبات سياسية خلال الربيع، وبعضها يتحدث بالعكس عن ترتيبات عسكرية، ويذهب آخرون الى معلومات حول خلاف أمريكي اسرائيلي حول شكل معالجة الملف السوري.

في كل الحالات لن تكون زيارة أوباما الى المنطقة هذه المرة، زيارة مجاملة، والمؤكد هنا انها ستبلور خطوطا قد يكون تم الاتفاق عليها مسبقا،فيما الزيارة ستأتي لاشهارعنوان جديد للمنطقة.

الدستور