"الابطال" هم اولئك الذين ابحروا الى غزة عبر سفن الحرية ، والابطال هم من لا يبيعون شرف قضيتهم وامتهم ودينهم ، مقابل "سهرة حمراء" او حساب مصرفي بالملايين.

الاعلام بات خطيرا ، وغسل عقول الناس يتم يوميا ، وبدلا من انموذج ابطال سفن الحرية ، وابطال لبنان ، وغزة ، وابطال المقاومة ، وغيرهم ، يتم احلال نماذج تافهة لنوعية الشباب المطلوبين ، في هذا العصر ، فيتم انتاج برامج مثل "ستار اكاديمي" و"سوبر ستار" وغيرهما من برامج ترسم صورة الشاب التافه الذي لاوزن له ، سوى الرقص والغناء ، واغراق شعره بالجل ، والنوم مع شركاء وشريكات في بيت واحد.

غسل "العقل الجمعي" للعرب ، يجري على قدم وساق ، من التطبيع في اغلب القنوات التلفزيونية العربية ، وادخال اليهود بطرق مباشرة وغير مباشرة ، حتى باتت "كثرة عربية" تدافع عن ظهور اليهود في الاعلام العربي ، وأسطرة اسرائيل وتقديمها بصورة التي لا يمكن قهرها ، وصولا الى تمويل الاعلام التلفزيوني بالمال الامريكي والاسرائيلي ، ومع هذا اشغال للناس بقضايا تافهة.

حين تقلب كل القنوات الاعلامية العربية تجدها اما منبطحة وجبانة وساكتة ، واما محنطة تحدثك عن بطولات الرسميين العرب ، واما لها اجندة تبدأ بالتطبيع مع اسرائيل بطرق ذكية ومباشرة او غير مباشرة ، بالاضافة الى تسطيح الجمهور والرغبة بتحويله الى جمهور "شهواني" همه الاكبر لعبة كرة قدم ، او رؤية حسناء ، او الفوز بمسابقة ، او متابعة مسلسل مدبلج ، فتضيع "صورة الدم" وسط الاف الصور الاخرى ، وفي حالات تتساوى مع غيرها.

فرق كبير بين "ابطال غزة" من عرب واجانب الذين ابحروا الى فلسطين المحتلة ، وصورتهم في الذهنية العامة ، وتلك الصورة التي يتم خلقها باتجاه اخر ، عبر البرامج المخصصة لغسل عقول الشباب ، ذكورا واناثا ، وفرق كبير ايضا ، بين صورة العربي المتعلم والمثقف والملتزم ، الذي عليه مسؤولية كبيرة بشأن قضايا امته ، وصورة العربي الذي يرقص مثل الافعى امام الجمهور ، او يتقاسم الطعام مع صديقته في بيت المعيشة ، لان المقصود خلق جيل كامل من السفهاء ، الذين يأكلون وينكحون وينامون فقط ، وتشويه جمهور اخر بات يقبل ادخال "الاسرائيلي" لدقائق وسط كل نشرة اخبارية وطنية او غير وطنية.

يعرف كثيرون ان واشنطن انفقت منذ خمس سنوات ما يزيد عن نصف مليار دولار لتأسيس مئات القنوات العربية التافهة ، ويعرف كثيرون ان مخصصات واشنطن لهذه القصة لم تتناقص ، وان مئات القنوات لم تكن لتبث لو.. انها خرجت عن "الخط" خط التطبيع مع اسرائيل ، وخط غسل عقول هذه الاجيال ، وتحويل الشباب الى دمى يتم حشوها بكل شيء الا الدين والقضية الوطنية ، ايا كانت هذه القضية ، في العراق او فلسطين او لبنان ، او اي مكان اخر.

بين "ابطال غزة" في سفنهم ، وابطال "ستار اكاديمي" ومن هو على شاكلتهم فرق كبير.