مجالس إدارة مدنية بدأت في عندان .. أذرع مدنية للثوار تهدف لخدمة المواطنين

الرابط المختصر

حلب - مجد نبهان - مضمون جديد

تجربة جديدة في الريف الحلبي قامت بها مجموعة من الشباب المثقف في مدينة عندان شمال حلب,تهدف إلى خدمة المواطنين في هذه المدينة الصغيرة مدنياً وحمايتهم من ظروف متعددة قد تؤثر عليهم خاصة بعد أن أصبحت هذه المدينة خالية من أجهزة الدولة وخاصة الخدمية.

مجلس الإدارة المدنية في مدينة عندان تشكيل يتألف من حوالي عشرين شخصية من الشباب المثقف هناك بينهم المهندسون والمعلمون والحقوقيون والإعلاميون والأطباء.

الإعلامي والشاعر محمد إقبال بلو مؤسس هذا المجلس وعضو في مكتب العلاقات الخارجية قال لمضمون جديد: نحن مجموعة من الناشطين والمثقفين على اختلاف اختصاصاتهم من مهندسين وأطباء وحقوقيين وإعلاميين ومعلمين من مدينة عندان في الريف الشمالي بمحافظة حلب.

واضاف عملنا منذ بداية ثورة الشعب السوري المباركة في شتى المجالات كل حسب اختصاصه كفريق متكامل يهدف إلى تغيير النظام في سورية وصولاً إلى حرية الشعب السوري بما لا يتنافى مع الأخلاق الإنسانية العامة وبشكل يهدف إلى عدم المساس بالممتلكات العامة ويسعى لتطوير الخدمات أو المحافظة عليها على الأقل , ومازلنا نعمل حتى اللحظة من أجل المحافظة على مدينتنا وإعادة تأهيل ما تم تدميره منها.
"
كما نقوم بالعمل على الجانب الإنساني بمختلف صوره وحالاته , وخصصنا الجزء اليسير من وقتنا للتأهيل الثقافي للعناصر البشرية حرصاً منا على التقليل من الاخطاء الوارد حدوثها بغية الوصول إلى واقع مثالي نطمح إليه ومازلنا ".

واضاف: من أهم أهدافنا حماية المواطن مما قد يتعرض له من ظروف إنسانية وصحية سيئة ضمن هذه الظروف وتأمين الخدمات الضرورية والأساسية له من مياه وكهرباء وتأهيل المرافق الخاصة بهذه الخدمات والضرورات كما نعمل على حماية المستهلك من الاستغلال الذي يمارسه بعض التجار في احتكار السلع والتحكم بأسعارها,مجلسنا هذا سيكون بعون الله داعماً للمواطن بشتى المجالات حتى تعود الحياة في المدينة إلى طبيعتها على مختلف الأصعدة بحيث نقوم بإدارة المدينة والسير بها نحو الاستقرار الذي يؤمن راحة المواطن.

الحقوقي اسماعيل زكور عضو مكتب المصالحة والأمن قال لـ "مضمون جديد": ان الهدف من هذا المكتب حماية المواطن من أي فوضى قد تحدث نتيجة غياب الدوائر الأمنية ونعمل حالياً على تشكيل مخفر للشرطة يضم عناصر الشرطة الذين انشقوا عن النظام وانضموا إلى الشعب كما سنشكل محكمة مؤلفة من الحقوقيين الموجودين في القرية للبت بالقضايا والنزاعات التي قد تحدث بين الأفراد أو العائلات.

وأكد اسماعيل على أن غاية المكتب هذا حل الخلافات كلها والعمل على نشر فكر المصالحة والتسامح بين الناس فما نستطيع حله دون شرطة أو محكمة سيتابعه بعض الشباب لدينا ومهمتهم إقامة جلسات المصالحة بين المتنازعين لتحل الامور بشكل ودي حفاظاً على تماسك أبناء المدينة.
كما يقدم مجلس الإدارة المدنية في المدينة الخدمات الصحية والطبية لجميع المواطنين وخاصة الذين يتعرضون لإصابات جراء القصف الهمجي بالطيران الحربي والقصف المدفعي على هذه المدينة.

وحول ذلك قال الطبيب محمد عزام وهو عضو في المكتب الطبي في المجلس: نعمل على توفير الرعاية الطبية للمصابين والذين لا تحتاج حالاتهم إلى الإسعاف إلى تركية , أما الحالات الحرجة فقد حرصنا دائماً على تأمين سيارة إسعاف تنقل المصاب للأراضي التركية بأسرع ووقت ممكن , كل ذلك يتم بشكل مجاني عبر متطوعين من الأطباء والممرضين وتوفير بعض الأدوية اللازمة لهم من خلال متطوعين داعمين ولو بشكل بسيط , كما أمنّا على صعيد الرعاية الطبية إشرافاً طبياً على الحالات المرضية الأخرى كالأمراض الطبيعية وغير الناتجة عن إصابات كمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الاطفال المعروفة , بإمكانيات بسيطة استطعنا أن ننجز شيئاً في هذا المجال , ليس كافياً ولا يشكل رعاية كاملة إلا أنه أفضل من لاشيء.

واعرب عن امله في نجاح المجلس بترميم المستوصف وتجهيزه بالاجهزة والأدوية والمستلزمات الطبية ليسهل استخدامه لتامين الرعاية الطبية والصحية لكل المواطنين كما نطمح إلى أن نؤمن الرعاية الصحية الخاصة والمناسبة للمصابين وإجراء العمليات الجراحية اللازمة لهم , وإرسال من يحتاج لعلاج خارج القطر حتى يتم علاجه خاصة من فقدوا أحد الأطراف كالأيدي أو الأرجل لتأمين اطراف صناعية لهم .

اما المهندس عمر عباس وهو عضو في مكتب البنى التحتية وإعادة الإعمار في هذا المجلس فقال: ان بدأنا بإحصاء البيوت المتضررة بالقصف وإحصاء البيوت والمحال التجارية المحترقة وتقدير الكلفة الإجمالية لإصلاحها وتعويض أصحابها، ودراسة الأضرار التي أصابت شبكات المياه والكهرباء والهاتف ودراسة احتياجات المدينة من الآليات والسيارات من اجل النظافة وسيارات للإسعاف وتأهيل المستوصف والمدارس المتضررة من القصف والتخريب الذي حدث أثناء اقتحامات قوات النظام سابقاً للمدينة.

واضاف: نعتمد اليوم على الحلول المؤقتة في اصلاح الكهرباء وغير ذلك بغية مساعدة السكان على العودة إلى المدينة بعد تحريرها، لكننا نطمح إلى إجراء إصلاحات كاملة لشبكات المياه والكهرباء والهاتف حتى تصبح صالحة للاستعمال ولخدمة سكان المدينة وتجهيز المركز الثقافي وإصلاح ما دمر منه لتفعيل دوره في الحياة الاجتماعية والسكانية في المدينة ونطمح إلى تجهيز المخبز الآلي في المدينة وإعادته إلى العمل كونه ينتج كمية ضخمة من الخبز في حال تجهيزه ويخدم عدة قرى مجاورة أيضاً.

هو مشروع يكاد يكون متكاملا طرحه شباب عندان لحماية ابن بلدتهم من كل أشكال القهر أو الاستغلال بل لحمايته صحياً وثقافياً أيضاً بإمكانات بسيطة، في انتظار اتساعه ليشمل كل المناطق السورية.