حلب.. بينك وبين رغيف الخبز موتان: الشبيحة وبراميل الطائرات

حلب – مجد نبهان

منذ حوالي خمسة عشر يوماً ومحافظة حلب في الشمال السوري تعاني من أزمة غذائية خانقة وتحديدا وأية أزمة تلك هي أزمة الخبز تلك المادة الاساسية التي تحتاجها كل أسرة بشكل يومي.

فاتح كلزي أب لخمسة اطفال يعيش في أحد احياء حلب قال لــ "مضمون جديد": "توقفت معظم مخابز حلب عن إنتاج الخبز مؤخراً والسبب يعود إلى انعدام مادة الطحين تلك المادة التي يقوم النظام بتوزيعها حسب رغبته وحسب ولاء المنطقة له وقد اعتبر النظام حلب مدينة خارج السيطرة فمنع عنها الطحين ليجوع سكانها.

يضيف فاتح: "توقفت كل المخابز ما عدا مخبزين أو ثلاثة مخابز في مناطق يسيطر عليها النظام وعندما نذهب إلى أحد هذه المخابز تعترضنا الكثير من المخاطر، وأهمها التنقل بين الاحياء حيث أنه أصبح من الطبيعي أن تستهدفك رصاصة قناص أراد أن يستمتع باصطيادك أو يعتقلك حاجز ما لأن شكلك لم يعجبه وعندما تصل إلى المخبز تقف في الطابور كغيرك".
"
أما الذين ينظمون الدور فهم عناصر الشبيحة الذين يسمحون لمن يعرفونه منهم بالتقدم امام الطابور كله والحصول على الكمية التي يريدها أما بقية الناس فينتظرون ولكنهم لا يشعرون بالملل أثناء الانتظار فهم يستمعون بشكل دائم للشتائم من قبل الشبيحة والتهديدات والوعيد وعندما يصل المواطن إلى النافذة التي سيستلم منها الخبز يحصل على كمية قليلة جدا لا تكفيه حتى ليوم واحد".
"
ناهيك عن البراميل التي ترميها طائرات النظام على الطوابير أمام المخابز كما حدث في عدة مناطق من حلب فقد تكون من سعداء الحظ ويقدم لك عرض جيد لتشتري رغيف خبز وتحصل على برميل متفجر مجاناً الحرقة أنك ستموت دون أن توصل الخبز إلى أطفالك".

عبد المنان رفعت مواطن من سكان حي الأشرفية في حلب الحي الذي يقطنه الكثيرون من أكراد سورية. يقول لــ "مضمون جديد": "نحن هنا أكراد الاشرفية وقعنا بين نارين فعناصر الجيش الحر يعتبروننا موالين للنظام كون حزب العمال الكردي ينسب للأكراد مع أنه حزب سياسي يضم فئة قليلة من الأكراد.أما قوات النظام فتعتبرنا من المعارضة ومن الثوار فلا أحد يقوم بمساعدتنا أو يخفف عنا معاناتنا".

يضيف عبد المنان: "أغلقت كل المخابز في الأشرفية أبوابها وبدأت تصل إلى الحي ربطات خبز كل كيس يحتوي على سبعة أرغفة وثمنها حوالي 300 ليرة سورية طبعا من يجلبون هذه الكميات البسيطة التي لا تكفي ربع الحي هم عناصر الشبيحة، حيث يأتون بها من الأفران التي مازالت تعمل في الأحياء التي يسيطر عليها النظام".
"
ياويلك لو قلت لهم أن هذا السعر غالٍ، فقد تفقد بعض أسنانك، لو تفوهت بكلمة نشتري هذا العدد البسيط من الأرغفة مجبرين، فلدينا أطفال يجب أن نطعمهم لقد بدانا نستعمل مواد بديلة كالبرغل والعدس إلا أنها أيضاً غير متوفرة.
"
الأوضاع سيئة جدا ونخشى أن يطول هذا الأمر فطاقة تحملنا ستنتهي عاجلاً أو آجلاً ومن معه قليل من المال سينفذ بعد فترة".

مهند جزماتي مواطن حلبي يقيم في منطقة الفردوس قال لــ "مضمون جديد": "منذ أن أغلقت الأفران أبوابها، ونحن نعاني من جوع حقيقي.. لا بديل عن الخبز أصلاً كنا نتناول الخبز فقط لفترات ليست بالقليلة".
"
لقد وزع بعض أهل الخير في حلب المواد المخزنة لديهم في المستودعات ومحلات السوبرماركت الكبيرة ودون ثمن لأهالي الأحياء الفقيرة إلا أن ما قدم لا يفي بالغرض".

يضيف مهند: أتساءل اين هي منظمات الإغاثة وما نسمعهعن تدفق مئات آلاف الدولارات التي تقدم كدعم إغاثي للمواطنين السوريين؟ أين تذهب كل هذه المبالغ؟ وإلى من تسلم وترى هل ذلك حقيقي أم محض كذب ؟ كيف تقدم مبالغ خيالية كهذه وسكان محافظة كاملة يفوق عددهم الأربع ملايين يعانون الجوع ولا يجدون رغيف الخبز؟
"
أن تجار الثورة كثر والمحتكرين كثر وقد سمعنا كثيراً عن حالات بيعت فيها المعونات الغذائية من قبل مستلميها للمخازن الكبيرة التي بدورها تطرحها بالاسواق باسعار خيالية".
المحاشي والكبب التي اشتهرت عند الحلبيين اصبحت ترفا غير متاح يكفي ان يعثروا على رغيف الخبز، ويتنفسوا.

أضف تعليقك