المناطق الصناعية في ريف دمشق قيد التدمير
دمشق - نادية محمد
خلال سنين عديدة ورغم التضييقات التي قام بها النظام نحو المنشآت الصناعية المتواجدة في ريف دمشق ومنعها من التمدد أُنشئت منطقة صناعية في منطقة حوش بلاس الواقعة على بعد 10 كم من مركز المدينة غربا ملاصقة لسكة القطار الحديدية، حيث المعامل المتنوعة والمستودعات الصناعية.
لقد شكلت هذه المدينة الصناعية منظومة اقتصاديا مهمة،خرج منها منتجات البلاستيك والملابس والعطور .. الخ.
لكن منذ بداية الثورة قامت قوات الأمن التابعة للنظام بنشر الحواجز الأمنية حول المنطقة المذكورة وتمركزت بالخصوص على امتداد أوتستراد درعا القديم للتضييق على العمال وأصحاب الشركات والمعامل وإجبارهم على دفع إتاوات مقابل ترك ممتلكاتهم على حالها من دون المساس بها أو تخريبها في بعض الأحيان وغالبا ما يسرقونها ويقومون بإحراقها ,
محمد صالح - مالك معمل ملابس داخلية – يتهم بعض اللجان الشعبية التي كونها النظام من بعض الموالين لهم والمرتزقة بدخول معمله وسرقة معظم بضائعه وضرب عماله وقتل ناطور البناء لمحاولته مواجهتهم.
يقول لـ "مضمون جديد": ضرب بعض الرجال من اللجان الشعبية الموالية للنظام وهم يحاولون اقتحام المعمل ثلاثة من العمال الموجودين خارج المعمل حسب طبيعة عملهم فحاول الناطور المسؤول عن حماية المعمل بمواجهتهم وطلب منهم الابتعاد فقاموا بضرب الرصاص عليه مباشرة والدخول إلى المعمل وتهديد العمال وإرهابهم ومن ثم سرقة البضائع الموجودة فيه وأيضا بعض المكنات الخفيفة وبعد انتهائهم قاموا بحرق المعمل.
العديد من المعامل في سورةي تعرضت للدمار أو للتخريب والحرق بعد تعرضها للسرقة عدا ما تعرض له أصحاب الشركات من تهديدات وملاحقات لإخافتهم وإبعادهم عن مراكز أعملهم كنوع من الضغط على الشعب بغية تخريب الاقتصاد وتجويعه.
يقول صالح " الوضع ما عاد يحتمل .. ما عاد قدرنا نطالع مصروف يومنا.. والله لولا ستر الله لمتنا من الجوع ومالي عارف شو بدي اعمل بس يخلصو الله بيعين ..".
اما صاحب أحد مصنع البسة في المنطقة رفض الكشف عن هويته فاشار الى أوضاع المعيشة المتردية والضائقة المادية وما تسببت به تلك اللجان من مشاكل وخراب خاصة المستودعات التي تحوي على مخزون كبير من البضائع المتنوعة .
ولم تسلم منطقة حوش بلاس الصناعية ومجمع بور سعيد التجاري الواقع في حي القدم المدخل الجنوبي للعاصمة منطقة بورسعيد، حيث تتجمع محلات بيع قطع السيارات ومحلات تجديد القطع المعدنية والمستودعات.
بحسب شهود عيان فقد شنت عصابات الأسد هجوم عليها فحرقت المحلات وسرقت السيارات الموجودة فيها.
عندما سألنا احد اصحاب المشاغل هناك وضع المجمع وما آلت إليه المنطقة أجاب: " يا أختي شو بدي قول شوفي ما بقي شي لا أخضر ولا يابس من وين بدنا نعيش نحنا اذا مافي مكان نسترزق منو من وين بدنا ناكول الله على الظالم".
خلال حديثه اقترب بعض الصناعيين من شهود العيان ساردين العديد من المشاهد المروعة لحالات القتل والخطف الذي يتعرض لها العمال واصحاب العمل.
وتسرد احدى السيدات لـ " مضمون جديد " ما رأته كما تقول بام عينيها: "اقتربت من الشابين سيارة مليئة بالشبيحة المسلحين وحاصروا الشابين وأجبروهما على دخول السيارة وقاموا بخطفهما.. والله أعلم ماهو مصيرهما حتى هذه اللحظة .
تجول "مضمون جديد" في المنطقة وتحديدا "المنطقة الصناعية في عدار التي تعد ثالث أكبر المدن والمراكز الصناعية في سوريا ومركز التجارة الحرة (المنطقة الحرة) وتقع شمال شرق مدينة دمشق وتبعد عنها مسافة 25 كم وتحدها من الغرب دوما والضمير من الشرق.
وبعد الكثير من الحواجز التي أوقفتنا ونحن في طريق السفر والمخاطر وصلنا إلى مدينة كانت تعج بالناس من عمال وتجار وأصحاب شركات ومعامل وتحولت إلى مدينة أشباح. هناك صادفنا سائق شاحنة كبيرة فأوقفناه لنسأله عن وضع المدينة. فأجابنا لـ " مضمون جديد" : المنطقة لها عشرين يوم مقطوع عنها الكهرباء والعمال والناس بتواجه صعوبات يومية لتقدر توصل لهون هي إذا وصلت.. أنا بشتغل سائق على هي الشاحنة، اليوم قدرت مر شو بدي اعمل لازم عيش ولادي مع اني بعرف كل المخاطر يلي بدي واجهها الله ينتقم من هيك نظام دمرنا ودمر البلد.
توجهنا لشركة يظهر فيها بعض حركة فاستقبلنا مالكها مصطفى مختار، سألناه عن شركته ووضع العمل فيها وفي المنطقة عموما فأجاب : في البداية تستطيعون النظر حولكم تجدون المدينة هادئة ويعم الخوف أرجاءها الجميع يعلم بأن وضع الشركات في الهاوية اقتصاديا وحتى وجودها أيضا مهدد فالكثير من الشركات أعلنت إفلاسها بسبب التضييق عليها و انخفاض قيمة الليرة الشرائية والصعوبات التي تواجهها المصانع في تأمين المواد الأولية، إضافة إلى التعرض لأصحاب الشركات وابتزازهم ماديا كي لا تتعرض شركاتهم للحرق والتدمير.
هي منطقة شاهد على ما الت اليه المناطق الصناعية والتجارية في سوريا إجمالا التي لم تنفك تتعرض للتدمير مثلها مثل المدن السكنية.
إستمع الآن