الحياة تعود الى ريف حلب

حلب- مجد نبهان

في مدينة عندان في الريف الشمالي بحلب كما في غيرها من مدن وقرى الريف الحلبي تعود الحياة إلى طبيعتها رغم استمرار القصف الجوي والمدفعي.

المواطنون وجدوا أن هذا الوضع قد يستمر لفترة طويلة وأن استمرار الجمود في حياتهم اليومية سيصبح قاتلاً شيئاً فشيئاً بل وأشد فتكاً من صواريخ وقذائف النظام.

لقد قرروا مزاولة نشاطاتهم اليومية رغم كل الظروف حتى تستمر الحياة وتقهر قوة الشر التي تهدف إلى إيقافها.

يامن علواني شاب عنداني يعمل في التعليم الابتدائي يقوةل لــ "مضمون جديد": بعد فترة طويلة من إغلاق مدارس المدينة بسبب القصف المستمر واليومي وجد مثقفوهاوالأهالي ان استمرار انقطاع الطلاب عن الدراسة سيؤدي إلى ضرر كبير على مستوياتهم العلمية والثقافية بل وحتى النفسية والاجتماعية خاصة الأطفال منهم حيث أنهم وبسبب القصف باتوا حبيسي منازلهم لا يخرجون منها أبداً بسبب خوف الاهل عليهم وبدأت تظهر المشاكل النفسية والتعليمية.

ما لاحظه الاهالي أن اطفالهم أصبحوا اكثر انعزالا، لا يرغبون بالقيام بأي نشاط حتى أنهم يعزفون عن التعليم المنزلي من قبل الأهل.

يضيف يامن: "قمنا بافتتاح بعض مدارس المدينة بمساعدة بعض المعلمين الموجودين هنا ووجدنا تجاوباً من اهالي التلاميذ فقد بدأ الكثيرون منهم بإرسال أبنائهم إلى المدارس التي بدأت بتعليم المناهج بشكل نظامي وكأن الأوضاع طبيعية جدا".
"
صحيح أننا نتعرض والطلاب لبعض المخاطر إلا أننا ننقذ ما يمكن إنقاذه من عقول هؤلاء ونفوسهم
وسنستمر في ذلك، فالحياة يجب أن تسير رغم كل الظروف التي تمنعها فلو كنا نعرف أن نهاية هذا الظرف قريبة لانتظرنا لكن المستقبل المجهول حفزنا على الاستمرار وبدأنا نحصد نتائج جيدة".

عبد الرحمن محمد صاحب أحد المتاجر التي تبيع المواد الغذائية وغيرها من المواد الأساسية في المدينة قال لــ "مضمون جديد":بعد عودة معظم أهالي مدينة عندان غليها رغم استمرار القصف بكل أشكاله كان لا بد من تامين الاحتياجات الأساسية لهم .. لقد عادوا لعدم وجود أماكن مناسبة للنزوح فقد باتت حلب وريفها كله أماكن معرضة للقصف وأفضل الاحتمالات أن يعود كل إلى منزله منتظراً الفرج.

يضيف عبد الرحمن:قامت معظم المحال التحارية بتنوع ما تبيعه بافتتاح أبوابها لتلبية حاجة الاهالي من المواد الأساسية والضرورية لاستمرار الحياة هنا وقام معظم الناس بإصلاح محالهم المحروقة ومنازلهم رغم استمرار القصف إذ لا بد من مواصلة نشاطهم اليومي خاصة اننا لا نعرف متى تستقر الاوضاع وعادت حركة البيع والشراء في المدينة إلى وضع يشبه السابق وليس مثله تماماً.. صحيح أن عدد الشهداء بسبب القصف يزداد يوماً بعد يوم لكن هذا أفضل من أن يموت الجميع فالحياة داخل المنازل دون أدنى مستوى من الاحتياجات اليومية خاصة مع دخول الشتاء أشبه بالموت على كل حال.
"نقوم بتأمين ما يلزم المدينة من الحاجيات الاساسية من بعض التجار في المدينة او الريف المجاور ونتعرض لمخاطر شتى أثناء ذلك ونعتمد على طرق فرعية في ذهابنا وعودتنا إلى المدينة أثناء نقل البضائع لأن الطرق الرئيسية في مرمى طائرات النظام بشكل مستمر ومع كل هذا وصلنا إلى وضع مقبول هنا" .

جمال محمود - عامل صيانة في شركة الكهرباء - تحدث لمضمون جديد قائلاً: قمت وزملائي بإجراء بعض الإصلاحات الممكنة على شبكة الكهرباء في المدينة ونقوم بالعمل بشكل متواصل على ذلك، رغم انقطاع التيار لفترات طويلة جداً، إلا أننا يجب أن نستفيد منه في حال وصوله خاصة في هذا الشتاء القارس فوصول التيار الكهربائي نعمة كبيرة لاستخدامه للتدفئة في ظل انقطاع كل أنواع الوقود الأخرى.

يضيف جمال:نحاول أن تعود الحياة إلى وضع يشبه الطبيعي رغم كل صواريخهم فالحياة التي أرادها الله أقوى من كل شرورهم وجرائمهم وسنستمر بذلك بكل ما اوتينا من قوة.

محمد النائف وهو رجل في الستينات من عمره قال لــ مضمون جديد: "أشعر بان الحياة تعود مجددا للبلدة، فنحن نعيش في منازلنا وأولادنا يذهبون إلى مدارسهم ونبيع ونشتري ونمارس كل النشاطات السابقة".

يضيف الحاج محمد: "حتى اننا بدأنا بإعادة حياتنا الاجتماعية كما كانت في السابق بل وأفضل فنحن رغم القصف نتبادل الزيارات ونلتقي في اجتماعات متعددة ونذهب إلى المساجد لاداء الصلوات الخمس، يلتقي رجال المدينة ويتبادلون كافة الاحاديث والمواضيع الهامة بعد الصلاة وفي ليالي الشتاء هذه نجتمع في سهرات جميلة تجمعنا حول موقد يحتوي بعض الحطب لنتدفأ به وننعم بدفء نفوسنا التي لم يستطع هذا النظام أن يمحو منها المحبة والالفة بل زاد فيها كل تلك الميزات والصفات.

أضف تعليقك