الحلبيبون: نحرق الاشجار ولا نحرق قلوبنا على اطفالنا

حلب- مجد نبهان
"
نصف الأشجار أحرقتها قوات النظام صيفاً بالقصف ونصفها الآخر نحرقه نحن شتاء". هذا ما قاله سليم عبد الحق لــ مضمون جديد.

يقول: "لو استمر الوضع على ما هو عليه حالياً سيحل الربيع دون إزهار وستكون كل أشجار حلب وريفها رماداً".

الوقود الأساسي المستخدم للتدفئة في سورية هو "المازوت" الديزل، وعندما لا يتوفر يستخدم الناس الغاز كبديل عن ذلك وفي الحالات الصعبة التي لا يتوفر فيها الغاز ولا يتوفر الديزل نجبر على استخدام المدافئ الكهربائية التي تكلفنا الكثير وتسبب أعطالاً كثيرة في شبكة الكهرباء كونها اصلاً لا تتحمل ضغطاً كبيراً.

لكن اليوم مازوت ولا غاز ولا كهرباء، واطفال صغار يعانون قسوة البرد وأمراض الشتاء، ولم نجد امامنا سوى الاحتطاب".
"
لقد بدأنا بقص الأشجار من المنازل والحقول والغابات الصغيرة والبساتين سنقتلع كل أشجار حلب ولن نسمح للبرد أن يقضي على اطفالنا ولتذهب البيئة بكل منظماتها إلى الجحيم".
"
استهلك النظام كل المخزون السوري من الوقود لتسيير دباباته ومدرعاته التي تقتلنا كل يوم ولم يبق لنا أي شيء من خيرات البلاد التي لا ننعم بها أصلاً، فمادة الديزل التي نعتمد عليها بالتدفئة عندما كانت متوفرة وقبل هذه الحرب التي شنها النظام على الشعب كانت تباع لنا بسعر غالٍ ونضطر لتخزين القليل منها صيفاً حتى نستخدمه شتاء لأننا نمر بفترات كثيرة في الشتاء لا نجد فيها هذه المادة".

مصعب الحلاق مواطن من حلب يعيش في حي الانصاري الشرقي وهو رب لأسرة تتكون من سبعة أفراد قال لــ "مضمون جديد": أطفالنا يعانون البرد ولا نجد وقوداً نستعمله للتدفئة مما أجبرنا على الخروج كل يوم والبحث عن شجرة في مكان ما لنقوم باقتلاعها وتقطيع جذعها وأغصانها ونحملها معنا إلى منازلنا، ونعاني ما نعانيه في إشعالها كونها ليست جافة، إلا اننا بالنتيجة نحصل على الدفء الضروري لإنقاذ اطفالنا من المرض والموت.

يضيف مصعب: نلام لاننا لا نفكر بأهمية هذه الأشجار وأنها رئة المدينة ولا نهتم بأهميتها للحفاظ على البيئة ولكن اية بيئة تلك التي علينا الحفاظ عليها ألا يجدر بنا ان نحافظ على حياة أطفالنا اولاً.

المشكلة أن مدينة حلب لا تحوي على كميات كبيرة من الأشجار ولن تكفي الأشجار الموجودة كل المدينة الكبيرة هذه وقد نضطر في وقت قريب للبدء بالزحف نحو الأرياف للحصول على الحطب من الأشجار.

دخان يعمي ولا برد يقتل- هذا ما قاله لـ "مضمون جديد" الطالب الجامعي في كلية الطب البشري اسامة مندو مشيرا الى أن هذه الأشجار الرطبة عند إشعالها تنتج الكثير من الغازات السامة التي تنتشر في البيوت وما حولها وقد تسبب امراضاً متعددة.

يضيف، تلك الأدخنة الكثيفة الناتجة عن حرق الأشجار وأحيانا بشكل غير جيد ودون مدافئ خاصة بذلك قد تسبب امراضاً مختلفة كالربو والاهم من ذلك حالات الاختناق فقد حدثت عدة حوادث اختناق في حلب خلال الشهر الماضي حيث يترك الأهل مدفأة الحطب مشتعلة وينامون والنتيجة اختناق كل الأسرة أو بعض أفرادها ليلاً بسبب انتشار غاز ثاني أوكسيد الكربون في الغرفة المغلقة بإحكام حفاظاً على الدفء.

أعتقد أننا سنخرج من فصل الشتاء بحال يرثى لها ستكون أشجار حلب كلها قد اقتلعت فعدد سكان حلب ضخم جداً واستهلاكهم للحطب مع شدة البرد هذا الشتاء سيكون كارثياً.

ويختم، "ترى من سنناشد.. منظمات حقوق الإنسان أم منظمات الإغاثة أم منظمات الحفاظ على البيئة .. يقول أهالي حلب أنهم لا يظنوا ان بشرا قادرا على معالجة الوضع".

أضف تعليقك