أهالي إدلب يستنجدون بألاسواق التركية
إدلب - محمد اقبال بلو
في ظل انعدام السوق الداخلية في محافظة إدلب والحاجة الماسة إلى الكثير من السلع التي تعتبر حاجات يومية للمواطنين، اتجه الإدلبيون الى الاسواق التركية فلتأمين احتياجاتهم رغم صعوبة النقل والكلفة العالية والمخاطر.
مالك قدح سائق شاحنة كبيرة اعتاد على نقل المواد الغذائية والبضائع من تركية إلى محافظة إدلب يقول لــ "مضمون جديد":نظراً لعدم توفر أي من المواد الضرورية لاستمرار الحياة في مدينة إدلب بحث التجار الإدلبيون عن أقرب سوق قريبة لهم لتلبية الحاجة اليومية للاهالي في إدلب، فلم يكن أمامهم سوى السوق التركية.
واضاف، "مهنتي اليوم هي نقل هذه المواد بشاحنتي عبر الحدود مروراً بمعبر باب الهوى على الحدود التركية السورية إلى محافظة إدلب".
"
أضع في ذهني في كل رحلة انها الوجهة "الموت"أتنقل عبر مناطق عمليات حربية، أسير فيها عبر الريف الغربي والشمالي في رحلة رعب".
يسرد الرجل ما يفعله: "بعد شراء السلع من أسواق مدينة أنطاكية التركية القريبة من الحدود نجمعها في مكان واحد ثم نحملها منطلقين باتجاه معبر باب الهوى، مصطحبين معنا فواتير الشراء التي لا يقبل عمال الجمارك التركية السماح لبضائعنا بالمرور إلا بها".
يقول: "هي الفاتورة تكلفنا دفع مبلغ إضافي للحصول عليها فالتاجر التركي بمجرد أن يكتب لنا الفاتورة سيدفع جزءاً من أرباحه كضرائب للحكومة التركية وبالتالي سيرفع السعر حين نطلب الفاتورة".
"
نصل إلى المعبر المنشود لنقف في طابور طويل جداً من السيارات والشاحنات التي تحمل البضائع متجهة إلى الداخل السوري وننتظر حتى يحين دورنا للمرور من المعبر بعد التفتيش الدقيق الذي يستغرق وقتاً قد نقف على المعبر اكثر من يوم كامل واحيانا يومين بسبب الازدحام وبطء العمل على المعبر نغادر المعبر ونحن ندعو الله سبحانه وتعالى ان نصل سالمين".
"
على بعد أقل من كيلومتر واحد من المعبر نتحول الى نقطة استهداف لطائرات النظام في أية لحظة وعندما نسمع صوت الطائرة نحاول فوراً ان نخفي السيارة داخل غابة صغيرة إن وجدت أو بجانب مبنى أو أي شيء آخر يقينا من عين الطيار التي ترقب الطريق، ونظل على هذه الحال حتى تذهب الطائرة وتغادر المنطقة".
"
ونمر ببلدة أو قرية تتعرض للقصف مما يضطرنا أيضاً إلى الانتظار حتى انتهاء طيارينا الأشاوس من مهمتهم في قتل الشعب أو نغير طريقنا إلى طريق اطول حفاظاً على سلامتنا وسلامة سياراتنا وما تحمله".
"
وأشار الى العديد من الحوادث التي راح ضحيتها سائقون قصفت شاحناتهم ليحترقوا مع بضائعهم وسياراتهم". وبعد رحلة شاقة جداً رغم قصر المسافة نصل إلى محافظة إدلب ونحن نتوارى عن اعين شبيحة النظام حتى لا يسلبونا نصف ما نحمل أو كله".
يقول: "سعادتنا لا توصف لدى وصولنا إلى نقطة التسليم في المستودعات المخصصة لتفريغ هذه البضائع".
عبد الرحمن العلي أحد تجار إدلب قال لــ "مضمون جديد": تصلنا السلع المطلوبة بكلفة عالية ونقوم بتوزيعها في الأسواق الإدلبية على المحال التجارية التي بدورها تبيعها للمستهلك وهنا تتعرض البضاعة لارتفاعات عدة في الأسعار ففي كل مرحلة سيزيد السعر لأن كل من يعمل بإيصال هذه البضاعة لا بد أن يحقق ربحاً ولو كان بسيطاً.
ويضيف عبد الرحمن: يبدأ التذمر من قبل أصحاب محال البيع للمستهلك ونبدأ نحن بإقناعهم بالحجج التي لدينا مع علمنا انهم سيشترون البضاعة مهما كان ثمنها فالحاجة ماسة لكل الأصناف التي نأتي بها من مواد غذائية ومنظفات وحفوضات أطفال وحليب اطفال وغيرها.
يقول: "نحن لا نتحكم بالأسعار أو نحتكر السلع إنما التكلفة الكبيرة للنقل هي التي تفرض علينا ذلك والنتيجة أن تصل هذه السلع إلى المستهلك ذلك المواطن المسكين الذي لاحول له ولا قوة ولكن ما باليد حيلة لمساعدته اكثر من ذلك".
ويقول خلدون السيد علي المواطن الإدلبي العاطل الذي يعاني من تأمين قوت يومه بالوضع الطبيعي فكيف الحال بهذه الاوضاع: "تباع السلع الغذائية هنا بأسعار عالية جداً ومعظمنا أصبح دون دخل بعد أن توقفت كل النشاطات الاقتصادية في المدينة نعاني الكثير في تأمين قوت اطفالنا اليومي ونتعرض لحالات الاحتكار والتحكم بالأسعار من قبل التجار فالكثير من السلع تضاعفت خمس مرات عن سعرها الاساسي وهم يبررون ذلك بتكلفة النقل".
يضيف خلدون: "صحيح انهم يدفعون أجوراً للشاحنات التي تنقل البضائع من أنطاكية إلى هنا ولكن نظراً للكميات الضخمة التي تأتي بها هذه الشاحنات فإن كلفة النقل ستزيد في سعر كل سلعة زيادة بسيطة وعندما نقول ذلك يجدون حجة اخرى وهي ان أسعار الأسواق التركية هي المرتفعة جدا وليسوا هم من يرفعون الأسعار".
"
لقد بدأ المواطنون الذين يمتلكون سيارات صغيرة بالسفر بأنفسهم إلى أنطاكية ليجلبوا حاجات منازلهم كل اسبوع مثلاً فهذه الوسيلة كما يرونها أوفر من شراء السلع من المتاجر، لكن ما يفعل الفقراء مثلي الذين لا يمتلكون أية وسيلة نقل او أي شيء مدخرات؟" يقول المواطن الادلبي.
إستمع الآن