آبار النفط السورية .. المصير مجهول

مضمون جديد - نادية محمد

ترتكز آبار النفط في سورية في الشرق والشمال الشرقي من البلاد، حيث دارت معارك عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي أدت إلى سيطرة الجيش الحر على آبار النفط. وكالعادة النظام سحب عماله وموظفيه من المنطقة فبقيت آبار النفط من دون طاقم يديرها.

جمال صاري أحد العمال الذين كانوا يعملون في أحد هذه الآبار. يقول لــ "مضمون جديد":بعد سيطرة الجيش الحر على آبار النفط السورية توقفت الآبار عن الإنتاج لغياب الموظفين والخبراء، إلا أنها في حالة جيدة ومحمية بالشكل الأمثل من قبل كتائب الجيش الحر، وبمشاركة بعض المواطنين الذين يدركون قيمة هذه الثروات وأهميتها في اقتصاد البلاد مستقبلاً .

واضاف، "حرمنامنذ عشرات السنين من قيمة ما تنتجه هذه الآبار وكانت عائدات النفط تصرف كلها - كما كانوا يقولون لنا - على الجيش والقوات المسلحة". واشار الى كنا نقول وقتها: هذا جيد فجيشنايجب ان يتسلح للإعداد لمعركة استعادة أراضينا المحتلة، لكن تبين لنا فيما بعد أن ذلك غير صحيح".

يضيف صاري: الشعب السوري يعيش بظروف اقتصادية صعبة على مدى عقود، ولا يستفيد من معظم الثروات الموجودة على الاراضي السورية لذا، فإن توقف هذه الآبار عن العمل ليس بالمشكلة الكبيرة، بالنسبة إلينا وكل ما نتمناه أن ياتي يوم نعيش كما يعيش المواطنون في الدول النفطية بمستويات اقتصادية مقبولة .

عبود الديري المواطن من ذات المنطقة قال لمضمون جديد: بضعة آبار من النفط هنا هي أهم ثروات سورية الاقتصادية التي لم تنتج للشعب رغيفاً واحدا يوماً.

وعبر عن سعادته لحرمان قوات النظام من استثمارها حتى وإن توقفت مدى الحياة فأنْ تتوقف عن الإنتاج وتخرج من الاستثمار أفضل بكثير من أن يستثمرها النظام ويبيع براميل النفط ليشتري بثمنها سلاحاً وذخيرة يقصفنا بهما. وقال تلك المدن المدمرة التي ترونها دمرت بهذا النفط بدل أن تعمّر به.

يضيف الديري: تنتج هذه الآبار كميات كبيرة من النفط وإنتاجنا لا يقل عن إنتاج أية دولة خليجية، ومع ذلك ترون الشعب السوري غارقا بالفقر ونحن ننتظر ذلك اليوم الذي ينعم فيه الشعب بمقدرات بلاده بدل أن تبقى كلها بين أياد تستغل كل شيء في هذا البلد لمصلحتها الشخصية وتكدس الأموال من لقمة عيش أبنائنا .

واوضح، هنالك مفارقات غريبة، ففي الوقت نفسه الذي تصدر فيه سورية ملايين البراميل من النفط تجد الأسر السورية تعاني قارس البرد شتاء بسبب عدم تمكنها من شراء مادة الديزل التي تستعمل للتدفئة هنا.

وقال مالك جمعة وهو أحد مقاتلي الجيش الحر الذين يقومون بحراسة هذه الآبار: خصصنا عدداً جيداً من عناصر الجيش السوري الحر للقيام بالحراسة وحماية هذه الىلات الموجودة هنا.

كما تطوع بعض المواطنين أيضاً لمساعدتنا في ذلك،مشيرا الى ادراك المكقاتلين لأهمية آبار النفط بالنسبة لمستقبل بلادنا خاصة بعد أن دمرها النظام بمدرعاته وطائراته ومدافعه.

وكشف مالك عن توجهمن قبل المقاتلين لجلب خبراء يقومون بتشغيل هذه الآبار لوضعها ضمن الاستثمار. وقالنحاول أن نتواصل مع الموظفين أنفسهم الذين كانوا هنا لنقنعهم بالعودة للعمل في هذه الآبار بعيداً عن سيطرة النظام.

الا انه اعترف بان كل المحاولات التي قام بها المقاتلون باءت بالفشل حتى الان فالكثير من خبراء وفنيي وعمال الابار يخشى العودة، لأنه يعلم أن قوات النظام قد تقوم باعتقال أو قتل أي من أقاربه اذا عاد للعمل هنا وبإشراف الجيش الحر.

وعاد جمعة الى الاستدراك بان المعارضة مصممةبانجاز هذه الخطوة المهمة لوضع هذه الآبار في خدمة الشعب السوري ليستفيد من عائدات النفط كل مواطن ولينعم بما وهب الله بلادنا من خيرات.

أضف تعليقك