عمر العياصرة: هويتنا الوطنية فوق أي اعتبار.. وقواعد الدعم للنظام السياسي تتصدع

الرابط المختصر

أكد النائب عمر العياصرة، أن الوقت قد آن لاعادة انتاج المؤسسات ورفع اليد عنها كافة، داعيا رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة إلى أن "يهمس في أذن الملك بأن الحاجة ماسة لاعادة انتاج المؤسسات".

 

وحذّر العياصرة في كلمته خلال مناقشات البيان الوزاري لحكومة الدكتور بشر الخصاونة تحت قبة البرلمان، اليوم الأربعاء، من المساس بالبيروقراطية الأردنية دون وجود قطاع انتاجي، قائلا إن القطاع العام يساوي الولاء السياسي، ولا يفترض العبث به.

 

وفي مداخلته الوازنة والتي كانت سياسية بامتياز، قال النائب العياصرة: "إن الأردن لا يعيش بدون دور، وهذا يجعلنا نسأل عن السياسة الخارجية الأردنية، فهل نحن في مأزق؟ ألا يستحق المجلس أن تهمسوا في أذنه بعدما نزلت الحكمة على المنطقة بالأمس وتصالح السعودية مع قطر، وفتح مع حماس، وشهدنا غزلا غير مباشر بين تركيا ومصر".

 

وتابع موجّها حديثه إلى رئيس الوزراء: "يقال وسمعنا أنكم واقعيون، وأقول أنه في المصالح الحيوية والاستراتيجية والهوية الوطنية الأردنية لا واقعية، فإياكم والهمس في الغرف المغلقة عن حقّ العودة والتنازل عنه، فلن نسمح ولن يسمح الأردنيون بالتعدي على الهوية الأردنية الوطنية الديمغرافية، ولن يتواطأ أحد في التنازل عنها أو عن حقّ العودة، فالواقعية المطلوبة أن لا تتكيف مع الواقع بل تغيّره، فهويتنا فوق أي اعتبار، وإذا عجزتم وكانت الضغوط فوق طاقتكم، فاتركوا الأمر لعشائرها وجيشها".

 

وانتقد ما أسماها الطبقة السياسية، متسائلا فيما إذا كان الخصاونة قادرا على تشكيل طبقة سياسية تحمي الدولة والنظام والدستور، خاصة وأن آلية انتاج النخب الحالية معطوبة، مشيرا إلى أن انتاج نخبة وطنية من شأنه أن يحمي الدولة.

 

واستهجن العياصرة "خوض معركة مع المعلمين"، متسائلا: "هل يستحق الأمر أن نخاف من نقابة المعلمين؟"، فيما دعا إلى تفكيك هذه الأزمة بشكل سريع، مجددا اشارته إلى ما شهده الاقليم أمس من "أجواء حكمة أسفرت عن مصالحة بين السعودية وقطر وحماس وفتح".

 

ورفض النائب العياصرة القول بأن "المجتمع بخير"، قائلا: "من يقول إن المجتمع بخير هو رقمي وغير واقعي، فالواقع الميداني أن قواعد الدعم للنظام السياسي تتصدع وتحتاج إلى استراتيجيات خلاقة". 

 

وأضاف: "إن الدولة الأردنية تحتاج إلى وصفي التل ومشروع وصفي التل حتى تستمر"، مشيرا إلى أن الأوضاع السياسية في السابق كانت أفضل، وتجعلنا نقول إننا نريد ردّة إلى الماضي وليس اصلاحا جديدا.

 

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد العياصرة ضرورة التعامل معها باهتمام وعلى قاعدة أنها قضية محلية، فيما دعا لأخذ مسافات أكثر حيادية بين القوى الفلسطينية، وأن لا تتزحزح ثوابتنا، مختتما حديثه حول هذا الملف بطرح تساؤل: "لماذا ننفتح على فتح فقط؟ انفتحوا على حماس، نحن نعلم أن هناك ضغوطا علينا وهناك من يحاول القفز عنا نحو الوصاية، وعلينا أن نحمّر العين في مواجهة هؤلاء".