تراجع أسعار الذهب من أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر: عوامل التأثير والتوقعات المستقبلية

الرابط المختصر

تراجعت أسعار الذهب من أعلى مستوياتها خلال ثلاثة أشهر عند 2790 دولار للأوقية، لتستقر في وقت مبكر من يوم الاثنين قرب مستويات 2786 دولار. جاء هذا الانخفاض نتيجة لعمليات جني الأرباح من قِبل المستثمرين وترقب الأسواق للقرارات المرتقبة للبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فضلاً عن تأثير السياسات التجارية للرئيس السابق دونالد ترامب، التي دفعت الدولار الأمريكي للصعود وأثرت على جاذبية الذهب.

الذهب بين جني الأرباح وقوة الدولار

شهدت أسعار الذهب موجة بيع لجني الأرباح بعد اختبارها لمستويات قياسية، حيث فضّل المتداولون إعادة ترتيب مراكزهم قبل أسبوع حافل بالقرارات الاقتصادية والسياسية. في الوقت ذاته، أدى الطلب المتزايد على الدولار الأمريكي كملاذ آمن، مدفوعًا بمخاوف التصعيد التجاري العالمي، إلى مزيد من الضغط على أسعار المعدن النفيس.

من جهة أخرى، عزز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التوترات التجارية بفرض تعريفات جمركية جديدة، كان أبرزها على الواردات الكولومبية، مع تهديدات بفرض المزيد على المكسيك وكندا. أسهمت هذه الإجراءات في دعم الدولار الأمريكي، مما أثر سلبًا على أسعار الذهب.

عوامل اقتصادية مؤثرة

أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات PMI في الصين انخفاضًا غير متوقع عند 49.1 نقطة، مما يعكس تباطؤًا في قطاع التصنيع. هذا الانكماش عزز بيئة النفور من المخاطرة عالميًا، لكنه لم يدعم أسعار الذهب بشكل ملحوظ بسبب قوة الدولار.

في الولايات المتحدة، أدت بيانات اقتصادية متشائمة، مثل تراجع مؤشر PMI المركب إلى 52.4 نقطة، إلى تعزيز التوقعات بخفض الفائدة مرتين هذا العام من قِبل الاحتياطي الفيدرالي. ورغم التأثير السلبي لهذه البيانات على الدولار، إلا أن أسعار الذهب لم تتمكن من الاستفادة الكاملة بسبب الضغوط البيعية.

التحليل الفني: توقعات صعودية مشروطة

على الرسم البياني اليومي، تُظهر المؤشرات الفنية توقعات صعودية قصيرة الأجل لأسعار الذهب. ورغم التراجع الأخير، لا يزال المعدن النفيس يحتفظ بمستهدف نموذج المثلث المتماثل عند 2785 دولار.

  • مؤشر القوة النسبية RSI يتراجع من مناطق التشبع الشرائي لكنه يظل ضمن نطاق يدعم احتمالية شراء الانخفاضات.
  • المتوسطات المتحركة تشير إلى تقاطع صعودي يعزز فرص تجاوز القمة القياسية.

إذا تمكن الذهب من الإغلاق فوق مستوى 2790 دولار، فقد نشهد تسجيل مستويات قياسية جديدة عند 2800 دولار، مع احتمال استهداف حاجز 2850 دولار. أما في حال استمرار التصحيح، فإن مستويات الدعم عند 2736 دولار و2700 دولار ستصبح نقاط جذب رئيسية للمستثمرين.

الذهب: ملاذ آمن دائم

يبقى الذهب الخيار الأول لكثير من المستثمرين في أوقات الاضطراب الاقتصادي. إلى جانب كونه وسيلة تحوط ضد التضخم وتراجع العملات، فإن بريقه كملاذ آمن يظل لا يتأثر بتقلبات الأسواق على المدى الطويل.

الخلاصة

رغم التراجعات الحالية، فإن الذهب لا يزال في منطقة جذب للمستثمرين. التوازن بين عمليات جني الأرباح، قوة الدولار، وتوقعات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي سيحدد الاتجاه المستقبلي للمعدن النفيس.