"إنستغرام" يحظر حساب الناشط الأميركي شون كينغ لدعمه الفلسطينيين

الرابط المختصر

حظرت شركة "ميتا" الأميركية حساب الكاتب الناشط المؤثر الأميركي اليساري شون كينغ على منصة "إنستغرام" بسبب منشوراته المؤيدة لفلسطين ووصفه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بـ"الإبادة الجماعية".

وبعد ظهر أمس الاثنين، ظهر رابط صفحته على النحو التالي: "عذرًا، هذه الصفحة غير متاحة. ربما يكون الرابط الذي اتبعته معطلا، أو ربما تمت إزالة الصفحة".

وظهر كينغ في مقطع فيديو على حسابه بمنصة فيسبوك قائلا، "أخبرتني مصادري داخل (ميتا) أنهم يتتبعون عنوان "الآي بي" (IP) الخاص بي وسوف يحذفون أي شيء أقوله في أي مكان. بينما ⁣أشعر بالإحباط لأن (إنستغرام) حظرني بسبب النضال من أجل فلسطين، والتحدث عن حقوق الإنسان والكرامة للفلسطينيين، لكنني أرفض خيانة قيمي ومبادئي من خلال البقاء صامتًا أمام هذه الإبادة الجماعية وجرائم الحرب في غزة والضفة الغربية".

وأضاف، "منصّة (تك توك) حظرت حسابي نهائيا رغم أنني لا أستخدمه. كما تعرّض حسابي على (إنستغرام) لتقييدات متعددة. لقد مررت بأوقات أصعب بكثير من حظري على (إنستغرام)، الأوقات الصعبة هي غزة الآن".


وأردف، "من الواضح أن (فيسبوك) و(إنستغرام) قررا الوقوف في طريق أولئك الذين يناضلون من أجل حقوق الإنسان والكرامة للفلسطينيين. لن أتحمل ذلك، سأواصل النضال في كل مكان أستطيع".

وتابع، "لا يمكنك أبدًا تلطيف الكلمات حول الإبادة الجماعية. لا يمكنك أبدا أن تنمق الكلمات حول جرائم الحرب. يجب أن تقول الحقيقة للسلطة بكل طريقة تعرفها".

وخاطب الناشط الأميركي متابعيه قائلا، "الآن أخشى أن يضيق (ميتا) على الفلسطينيين أكثر مما يفعل. أرجو أن تعدوني ببذل جهد أكبر من أجل فلسطين أكثر من أي وقت مضى. سأفعل كل ما هو متاح للعودة إلى (إنستغرام). لكن مهما كان الأمر فلن أنقذ أبدًا بمفردي الفلسطينيين أو المضطهدين في جميع أنحاء العالم. أحبكم جميعا".

وسبق لكينغ أن شكا من تعرضه وعائلته لتهديدات بالقتل بشكل شبه يومي، دون أن يستبعد أن تكون حكومة تل أبيب وراء التهديدات، لكنه استدرك قائلا: "لكننا في أمان".

وقال كينغ، "الجيش الإسرائيلي ينشر معلومات مضللة حولي، ونشر مقطع فيديو شكرني فيه على تقديم تبرعات نقدية له رغم أنني لم أفعل ذلك قط. هذا التضليل يعكس آلية عمل الحكومة الإسرائيلية".

وتداول ناشطون حقوقيون، صورا تظهر حظر منصة "إنستغرام" لحساب شون كينغ الذي كان يحظى بمتابعة أكثر من 6 ملايين شخص، وسخّره كينغ منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لنشر صور ومقاطع ومبادرات التضامن مع الفلسطينيين.
وعدّ ناشطون عبر مواقع التواصل حظر "إنستغرام" لحسابات المؤثرين والناشطين جزءا من حرب الترويع الأميركية.


وقال المصارع الأميركي جيك شيلدز في تدوينة عبر "إكس"، "لقد انتقدت شون كينغ عدة مرات ولكني لم أطلب إسكاته قط، بحظره. لقد أوضحوا أن نظريات المؤامرة حول من يسيطر على أميركا صحيحة".


ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، اشتكى مدونون عبر منصات التواصل الاجتماعي من تضييق وقيود في نشر المحتوى الخاص بفلسطين وحجب وصوله إلى رواد مواقع التواصل.

وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أطلق ناشطون حول العالم حملة "لن يتم إسكاتنا" احتجاجا على حظر المحتوى الداعم لفلسطين وتضييق وصوله عبر منصات التواصل، وخاصة على منصتي "فيسبوك" و"إنستغرام".

ودعت الحملة التي انطلقت تزامنا مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ولا تزال مستمرة، الناشطين حول العالم للمشاركة في وسم "wewontbesilenced#" (لن يتم إسكاتنا).

من هو شون كينغ؟
وولد جيفري شون كينغ في 17 سبتمبر/أيلول عام 1979 بمقاطعة فرانكلن في ولاية كنتاكي الأميركية. حصل على شهادته الجامعية من كلية مورهاوس في أتلانتا بولاية جورجيا حيث تخصص في دراسة التاريخ، وفي العام 1999 تم انتخابه رئيسًا لاتحاد الطلاب.

وبعد التخرج، عمل كينغ مدرسًا لمادة التربية المدنية في المدرسة الثانوية لمدة عام تقريبًا ثم عمل في نظام قضاء الأحداث في أتلانتا، قبل أن يتحول إلى قس في مركز توتال غريس المسيحي في مقاطعة ديكالب بجورجيا.

وفي العام 2008 أسس كينغ كنيسة في أتلانتا تسمى الكنيسة الشجاعة، قادها لمدة 4 سنوات حيث استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد أعضاء جدد وكان يُعرف باسم "قس فيسبوك".

كان كينغ كاتبا منتظمًا في صحف "ديلي كوس"، و"نيويورك ديلي نيوز"، و"ذا يونغ توركس"، وفي أغسطس/آب 2015 أسس منظمة "العدالة معا"، قبل أن يحلها في 2016، ويشارك في العام 2018 في تأسيس منظمة "العدالة الحقيقية".

وأطلق كينغ موقع "نجمة الشمال" الإلكتروني، وفي العام 2020 أسس منظمة "مشروع القانون الشعبي" غير الربحية والتي جمعت في عامها الأول أكثر من 6.5 ملايين دولار.

وعلى الصعيد السياسي، أعلن كينغ تركه الحزب الديمقراطي في أعقاب الانتخابات الرئاسية في العام 2016، لكنه عاد ليعبر عن دعمه لاختيار كامالا هاريس مرشحة لمنصب نائب الرئيس الأميركي في انتخابات العام 2020.

أضف تعليقك