ما هي التحركات المتوقعة للدولار والذهب والبتكوين في ظل إدارة بايدن في عام 2021
يشترك الدولار والذهب والبتكوين في ميزة واحدة ألا وهي أن هذه الأصول الثلاثة مرغوبة عندما يكون هناك ظروف لايقين في الأسواق المالية العالمية، أي أنها كلها تحوي مزايا الملاذات الآمنة على الرغم من أنها لا تتحرك كلها بشكل تام بالتوافق مع سلوكيات الملاذات الآمنة، اي أنها قد تنخفض مع العلم أن هناك مناخ من الخوف في الأسواق، ويعود هذا جزئياً لكون الذهب مسعراً بالدولار الأمريكي والبتكوين كذلك، وكذلك لتباين تفسيرات المستثمرين لأحداث السوق، وفي السنة المقبلة قد تتغير تحركات بشكل جذري مع استلام جو بايدن للسلطة في الولايات المتحدة الأمريكية.
سنحاول أن نسلط الضوء على كل من هذه الأصول وأن نتوقع تحركاتها في السنة القادمة، وسنبدأ بالدولار الأمريكي نظراً لكونه عملة محورية في الأسواق العالمية.
كيف سيتحرك الدولار الأمريكي في 2021 في ظل رئاسة بايدن
هناك العديد من العوامل التي ستؤثر على تحركات الدولار الأمريكي في السنوات القادمة، وأهمها تبعات جائحة كورونا، فعلى الرغم من بدء التعافي فإن العديد من المحللين يتوقعون أن يستغرق الأمر عدة سنوات قبل العودة للوضع السابق ما قبل الجائحة، وهذا من المرجح أن يبقى الضغوطات على الدولار الأمريكي، خاصة بعد حزم التحفيز الاقتصادي الكبيرة الأمريكية التي بلغت تريليونات الدولارات من قبل الحكومة، والتي قد يكون لها آثار تضخمية، ويعني هذا هبوط الدولار الأمريكي.
ومع حزم التحفيز هذه ارتفع الدين الأمريكي لمستويات تاريخية، والسبب الوحيد الذي أبقى الدولار قوياً هو كون الدولار عملة احتياطي عالمية، واذا فقدت العملة هذه المكانة قد لا ينذر هذا بتقلبات كبيرة بالنسبة للدولار الأمريكي.
وقد وعد بايدن بأن يعيد رفع الضرائب على الشركات التي خفضها ترامب إلى 21 بالمئة من 35 بالمئة، ووعد بادين باعادتها إلى 28 بالمئة، وهذا أيضاً قد يخفض عائدات الخزينة الأمريكية، ويؤثر سلباً على الدولار الأمريكي.
وكذلك فإن معدلات الفائدة المنخفضة حالياً والتي وضعها الاحتياطي الفدرالي هي عامل إضافي يضغط على الدولار وإذا ما تم رفع الفائدة سيكون هذا ايجابياً وهذا يعتمد على معدلات النمو.
وعلى الرغم من هذا فإنه إذا حصل تعافِ جيد وعادة المعنويات للارتفاع فإن هذا قد يكون إيجابياً للدولار الأمريكي
وعلى المستوى الفني يبدو أن مؤشر الدولار الأمريكي قد اخترق خط الاتجاه الصاعد أثناء تحركه نحو الأسفل على الرسم البياني الأسبوعي ويبدو أن طريق الهبوط لا زال مفتوحاً أمام الدولار الأمريكي، وهذا يعني أنه يفضل التركيز على مراكز البيع للوقت الحالي، واتخاذ كافة إجراءات إدارة المخاطر المناسبة.
كيف سيتحرك الذهب في 2021 في ظل رئاسة بايدن
كانت سنة 2020 سنة الذهب بامتياز حيث تجاوز مستوى 2000 دولار أمريكي للأونصة وكان هذا بفعل المخاوف الشديدة في الأسواق المالية والهروب باتجاه الملاذات الآمنة، ولا زال الذهب يبرهن على أنه حافظ للقيمة.
وعلى الرغم من أن معظم المحللين يتوقعون أن يستمر الذهب بالصعود فإن ذلك قد لا يحصل في وقت قريب وهذا سيؤثر على أداء الذهب بشكل عام وقد لا يكون أفضل الأصول أداء في السنة القادمة، لذلك يجب تداول الذهب بحذر.
وعلى المستثمرين الذين يرغبون بأن يحققوا عائداً مرتفعاً في السنة القادمة أن يكونوا حذرين فيما يتعلق بالذهب، فقد دخل الآن في تصحيح وقد لا ينتهي التصحيح في وقت قريب، وقد يتحول هذا التصحيح إلى اتجاه معاكس.
العامل الوحيد الذي سيبقى الذهب قوياً في السنة القادمة هو احتمال ضعف الدولار، أي انالعامل الرئيسي هو قوة الدولار مقابل الذهب،وإلى حد ما يفضل حيازة الذهب على حيازة الدولار في الفترة القادمة، نظراً لقدرة الذهب على الحماية من عوامل التضخم بشكل عام.
وعلى الرسم البياني اليومي فإن الذهب يتحرك حالياً ضمن شكل علم بعد اتجاه صاعد، وهذا الشكل عادة ما يحدث قبل اتجاه صاعد، ولكن يفضل الانتظار إلى أن يخترق السعر حدود هذا العلم قبل الدخول في مراكز شراء، وبشكل عام يفضل تداول الذهب على الأمد الطويل، إلا إذا كان لديك استراتيجية مجربة على الأمد القصير.
وهناك تحفظ كبير على مراكز الشراء في الوقت الحالي لأن حصول انتعاش اقتصادي يعني أن ارتفاعات الذهب قد تكون محدودة، ويمكن عوضاً عن تداول الذهب تداول الفوركس وبالتحديد عملات قد تحقق عائداًجيداً في العام القادم مثل الدولار الأسترالي أو النيوزيلندي.
كيف ستتحرك البتكوين في 2021 في ظل رئاسة بايدن
على الرغم من أن العديد من المحللين يقولون بأن البتكوين ليس لها قيمة حقيقية، إلا أن قوة البتكوين تكمن في رمزيتها، فهي بشكل من الأشكال تشير إلى التطور الرقمي واللامركزية، كما تشير إلى الابتعاد عن العملات المدارة من قبل البنوك المركزية، والتي غالباً ما تؤثر النظريات الاقتصادية على طريقة إدارة البنك لها، حيث تسعى معظم البنوك المركزية حول العالم لتحقيق تضخم بمعدل 2 بالمئة سنوياً، وهذا قد يؤدي إلى فقدان القوة الشرائية، كما تمثل بتكوين الاتجاه نحو الخصوصية وإخفاء الهوية، وكل هذه العوامل أعطت البتكوين دفعة قوية حيث تجاوزت مؤخراً أعلى مستويات لها ووصلت إلى مستويات سعرية تاريخية.
اليوم تتداول البتكوين عن مستويات 24 ألف دولار أو فوق ذلك، ولا زال الصعود مستمراً منذ شهر آذار من العام الحالي، وعلى الرغم من أن الاتجاه العام صاعد حالياً، يمكن للمتداولين انتظار تراجع السعر قليلاً قبل الدخول في صفقات شراء لمتابعة الاتجاه الصاعد.
وقد تدخل البتكوين في تصحيح بعد هذه الاتجاه، ولكن هذا ليس مؤكداً، فمن المحتمل أيضاً أن تستمر البتكوين في الصعود دون أن يأخذ السعر أي استراحة، وهذا السيناريو يتطلب متابعة السعر على الرسوم البيانية الصغرى للبحث عن فرص للدخول.
قد يحدث تراجع مؤقت نتيجة لرغبة بعض المتداولين بسحب بعض أرباحهم وتصفية مراكزهم السابقة، لكن قد لا يحدث هذا ويستمر السعر بالصعود حتى 30 ألف أو 40 الف دولار أمريكي، وذلك وفق مسوحات عديدة، فقد توقع 8 بالمئة من الناس الذين تم سؤالهم أن سعر البتكوين سيصل إلى 100 ألف دولار أمريكي، وتوقع 20 بالمئة من الناس أن يتجاوز سعر البتكوين مستوى 50 الف دولار أمريكي للبتكوين الواحد، والبعض يتوقع أن يصل السعر لأعلى من هذا بكثير، أي أن يتجاوز 200 ألف دولار أمريكي، وقد شملت المسوحات مدراء صناديق استثمار ومستثمرين ومتداولين مخضرمين في السوق.
ويعتبر البعض أن التحفيز الاقتصادي كان من أهم الأسباب وراء صعود سعر البتكوين وأنها ستشهد صعوداً يشبه صعود مؤشر ستاندرد أند بورز، أي سيستمر لفترة 10 سنوات.
الملخص
يبدو أن عاطفة المستثمرين وليس الأداء الاقتصادي هو ما يحرك الأسواق حالياً، وخاصة فيما يتعلق بالذهب والبتكوين والدولار، فمعظم الناس الآن متفائلون بالسنة القادمةخاصة مع وجود عدة لقاحات ضد فيروس كورونا، وينتظرون الانتعاش الاقتصادي وعودة الأمور إلى طبيعتها، وهذا بشكل عام يشير إلى الابتعاد عن الملاذات الآمنة كالذهب والدولار أيضاً، أما البتكوين فيبدو أن أداءها جيد في معظم الظروف الاقتصادية فهي من الأصول التي حققت أكبر العائدات في العام الحالي، وقد يستمر أداءها على نفس الوتيرة في الأعوام القادمة.