المرأة الفلسطينية.. إنجازات في واقع مرير

لعل الدراسات التي تهتم بالنساء وإنجازاتها ومساعيها باتت تعتبر ذات أهمية بالغة، وذات وقع كبير مجتمعيا إلا أن انخراط النساء في سوق العمل والواقع الاقتصادي وحتى السياسي  ما زال متباطئ السرعة ولا يرتقي لوقع الإنجازات النسوية التي تتزاحم مع الرجل وأدواره المختلفة.

 

فان تحدثنا على المستوى السياسي، نرى أن المرأة العربية ظلت ولفترة طويلة بعيدة عن هذا المجال، حيث لم يسمح بالمشاركة السياسية للمرأة وتحديدا التصويت إلا في خمسينات وستينات القرن الماضي.

 

أما في فلسطين فالمشاركة الاقتصادية للنساء تقتصر على المشاريع المكملة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي لا تأخذ دورا أساسيا في عجلة الاقتصاد أو تأتي بمدخول يمكنها اقتصاديا ومجتمعيا  أو يصل بها للمناصب العليا في سلم العمل والتنمية الاقتصادية.

 

أما سياسيا فهمي أيضا لم تحظ بفرص متكافئة أو واسعة النطاق حيث تعكس مشاركة المرأة ضمن الأحزاب والمنظمات السياسية الواقع الحقيقي على أرض الواقع الذي تعيشه النساء في مجتمعاتنا العربية وفي بلادنا فلسطين على وجه الخصوص، وتتجلى صور التراجع النسبي في عمليات صنع القرار حيث أن مشاركة النساء في فلسطين في عملية صنع القرار ما زالت في مكانها وهناك انعدام للإقبال على الترشح أو الانتخاب من قبل النساء أكثر من الرجال

 

حيث بلغت مشاركة النساء حسب جهاز الاحصاء المركزي في القطاع الحكومي عام 2018 ما يقارب 3.29 ،%وهي النسبة الأكبر من القوى العاملة على  مدار السنوات ،كما و شغرت المرأة منصب وزيرتين من أصل ثلاثين منصبا وزاريا في ذات العام، كما وكان هناك 13 امرأة من أصل 101 مدير عام، و 971 امرأة من أصل 5251 مدير، ورغم تبني الحكومة لسياسات تعزز المساواة بين الرجل والمرأة إلا أن مشاركة النساء ما زالت ضعيفة نسبيا .

 

من الجليّ أن هناك عوامل عديدة تحد من المشاركة السياسية للنساء في فلسطين، أهمها: الفقر، المحددات المجتمعية، ثقافة العيب وتحجيم دور المرأة في البيت والأعباء المنزلية، ضعف فرص الحصول على وظائف وانحسار فرص وظائف المرأة في قطاعات مشبعة وغيرها الكثير . وبدون مواجهة حقيقية ومساندة بناءة للنساء بداية مجتمعيا وأسريا ومن ثم تنمويا وتعليميا؛ سيبقى المجتمع يعاني الضعف في السير على طريق التنمية السياسية والمجتمعية، لتصل إلى العجز عن توفير الموارد الاقتصادية.

 

أضف تعليقك