قال الدكتور وصفي الكيلاني المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة ، قال إن المسجد الأقصى تعرض إلى انتهاكات كبيرة خاصة في آخر خمسة سنوات ،مشيرا الى أن التصعيد في المسجد الأقصى خطير جدا خاصة فيما يتعلق بإقرار صلوات يهودية في مسجد الأقصى المبارك والتي سبقها بعض القرارات في بعض المحاكم الإسرائيلية المؤيدة لحق مجموعة من المتطرفين ، مؤكدا أن هناك محاكم إسرائيلية قامت بفرض غرامات على بعض رجال الشرطة الإسرائيلية الذين منعوا صلاة اليهود في المسجد الأقصى.
وأشار الكيلاني أن رئيس شرطة اسرائيل صرح بأنه غير مكترث ب دعوات كل المسلمين بأن هناك انتهاكات وخرق داخل المسجد الأقصى وأنه قام بتمكين مئات المتطرفين من اليهود باقتحام المسجد الأقصى ، بالإضافة إلى مئات المستوطنين قاموا بأداء الصلوات والشعائر الدينية داخل المسجد الأقصى في الأشهر الماضية في باب الرحمة وبالقرب من باب المغاربة.
وبين الكيلاني ، أن الحكومة الإسرائيلية كانت تخبر الأردن بأنها تمنع صلاة اليهود داخل المسجد الأقصى .
وأضاف أن هناك اكثر من 100 متطرف صهيوني داخل القدس ، يوقعون على عريضة تدعو لزيادة وتيرة الاقتحامات داخل المسجد الأقصى بالإضافة إلى ممارسة الشعائر الدينية داخل المسجد الأقصى مما يدل على نية الحكومة الاسرائيلية لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك ، الأمر الذي عبر عنه وزير الداخلية عبر الاقتحامات الكبيرة داخل المسجد الأقصى في يوم العيد .
وأكد أن هناك حملة شرسة محمومة لتغيير الوضع المكاني والزماني في الأقصى وتنافس محموم لاستهداف الأقصى قبيل الإنتخابات ، مشيرا الى أن الجهات الرسمية الإسرائيلية باتت بشكل واضح تتحدث عن حقيقة صلاة اليهود في مسجد الأقصى .
وأشار الكيلاني أن هناك تخاذل عربي وإسلامي حول ما يجري في القدس والمسجد الأقصى ، مؤكدا أن موقف الأردن وحيدا في مواجهة الإنتهاكات الإسرائيلية رغم التحذيرات المسبقة من هذه الانتهاكات .
تصريحات الكيلاني جاءت بعد أن استدعت وزارة الخارجية الأردنية ، الأحد الماضي ، السفير الإسرائيلي في عمّان، تأكيد إدانة المملكة ورفضها الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف.
من جهته أكد المحلل السياسي والخبير في الشأن الفلسطيني حمادة فراعنة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان واضحا عندما أعلن ان القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل ، مشيرا إلى الأردن شكل رأس حربة سياسية في دعم الموقف الفلسطيني الرافض لسياسات ترامب نحو العدو الاسرائيلي .
وأضاف فراعنة أن الأردن منذ ذلك الوقت بادر لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بعد أن قام باجتماع للقمة الإسلامية و اتحاد البرلمان العربي الذ توُج في اجتماع الجمعية العامة المتحدة عام 2017.
وأكد ، أن هنالك تطورات مؤثرة لما يحدث في القدس ، أولها الإنتخابات الإسرائيلية المقبلة يوم 17-2019 ،مؤكدا أن هذه الانتخابات التي جاءت بعد انتخابات 9-4-2019، فشل من خلالها الرئيس نتنياهو في تشكيل حكومته .
وبين فراعنة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو كان يهدف مع حلفائه لرص الرفوف من أجل التحالف الثلاثي الذي يقوده نتنياهو وهو تحالف اليمين مع اليمين والمتطرف مع الاتجاهات الدينية اليهودية المتشددة ، مؤكدا أن التحالف الثلاثي يعملون من اجل تنفيذ وتهويد القدس والاستفادة من هذا المناخ المتاح داخل القدس .
وأشار إلى هذا المناخ للإسرائليين داخل المسجد الأقصى يشكل الموقف الأمريكي من دعم وإسناد وغطاء لهذه السياسات الإسرائيلية المتطرفة داخل القدس ، موضحا أن الإدارة الأمريكية برئاسة ترامب هي سياسية عنصرية متطرفة من جميع الاتجاهات وعلى رأسها نائب الرئيس الأمريكي الذي يؤمن بالاتجاهات المسيحية الإنجيلية التوراتية واتجاهات يهودية متنفذة يمثلها مستشار الرئيس كوشنار وسفيره. (على حد وصفه) .
وبين فراعنة ،أن سياسة اليهود وطقوسهم داخل المسجد الأقصى تحتاج الى وحدة حقيقة للفلسطينيين ، مشيرا إلى أن هناك بسالة من أهل القدس ومناطق الـ48 ،خاصة فيما يتعلق بالصدامات المباشرة مع قطعان المستوطنين الذين استطاعوا إفشال العديد من البرامج والسياسات في القدس .
وعبر فراعنة عن الصمود الفلسطيني والمقدسي على الأرض ، إلى جانب موقف الاردن الحقيقي في دعم الموقف الفلسطيني وفي اسناد مناضلي اهل القدس .
وأشار إلى أن السياسة الأردنية تسير في ثلاثة محاور الأول هو تعزيز المرابطين والمرابطات في القدس ومن موظفي وزارة الأوقاف الأردنية .
وبين أن هناك 978 موظف أردني في دائرة أوقاف القدس يتلقون دعم ورواتب يمثلون ثلاثة أضعاف الرواتب الأردنية بما ينسجم والوضع الاقتصادي في فلسطين و بالتالي هؤلاء يمثلون رأس الحربة الذين يمثلون العملية الميزانية الأردنية في دعم الموقف الفلسطيني عبر المرابطين والمرابطات .
وأكد أن وزارة الأوقاف بدأت بتوظيف نساء في وزارة الأوقاف وتم توزيعهن على الصلوات الخمس داخل المسجد الأقصى وسيكون هناك حوالي 200 موظف في كل صلاة .
وأشار الفراعنة الى ان المحور الثاني في سياسة القدس والإسرائيليين في انتهاكات الأقصى تكمن عبر المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان وهنالك جهود مقدرة من قبل وزارة الخارجية فيما يتعلق بالموقف السياسي تجاه المسجد الأقصى .
وفيما يتعلق بالمحور الثالث أكد الفراعنة أن الفريق السياسي الأردني يسير في إتجاه الإتصالات المباشرة و على رأسه الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ووزير الخارجية أيمن الصفدي في تنفيذ سياسات الملك تجاه الأقصى مع مجموعة أوروبية ، مؤكدا أن زيارة الملك لواشنطن الأخيرة والتي أعلن انها خاصة ، كانت تستهدف الاتصالات مع مؤسسات امريكية .
وأوضح أن هناك ضرورة لعقد المؤتمر الثاني الذي وقع تحت عنوان " الطريق الى القدس "وأهمية التحركات الإسلامية والمسيحية وضرورة دعم وإسناد خطة مجلس الأوقاف الفلسطيني في القدس وإسناد الفلسطينيين عبر دول عربية وإسلامية ومسيحية لنهضة القدس والأقصى .
وكانت وزارة الخارجية الأردنية قد استدعت ، الأحد الماضي ، السفير الإسرائيلي في عمّان، تأكيد إدانة المملكة ورفضها الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف.
وطالب الأردن إسرائيل بالوقف الفوري لما سماها "الممارسات العبثية الاستفزازية الإسرائيلية في الحرم الشريف التي تؤجج الصراع وتشكل خرقا واضحا للقانون الدولي".
وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية السفير سفيان القضاة، أن أمين عام الوزارة السفير زيد اللوزي أبلغ السفير الإسرائيلي "رسالة حازمة" لنقلها فورا إلى الحكومة الإسرائيلية.
وذكر أن الرسالة تتضمن المطالبة "بالوقف الفوري للانتهاكات الإسرائيلية ولجميع المحاولات الإسرائيلية المستهدفة تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم الشريف".
وأكد القضاة أنه "تم إعلام السفير الإسرائيلي في عمّان خلال اللقاء بإدانة المملكة الشديدة لتصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، بخصوص الوضع القائم في المسجد الأقصى والسماح بصلاة اليهود فيه".
وأشار القضاة إلى أن "المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته البالغة 144 دونما، هو مكان عبادة وصلاة للمسلمين فقط".
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية إدانتها ورفضها إغلاق بوابات المسجد الأقصى ومنع دخول المصلين إليه، أو وضع أي قيود على الدخول تحت أي ذريعة أو حجة وفي مختلف الظروف والأحوال.
وشددت على ضرورة احترام إسرائيل التزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولى إدارته الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن، المسؤول عن الأماكن الدينية الإسلامية في القدس الشرقية.
وتعترف إسرائيل بإشراف الأردن على المقدسات الإسلامية في القدس.