تكرار حوادث الاختناق يجدد المطالب بضرورة تفعيل وزيادة عدد مفتشي العمل
مع تكرار حوادث الاختناق في المصانع، بسبب سوء استخدام العاملين للمواد الكيميائية، يجدد خبراء في مجال العمل، على ضرورة تفعيل وزيادة عدد مفتشي العمل، لضمان توفير بيئة آمنة للعمال.
إصابة نحو 70 سيدة بالاختناق السبت، جراء استنشاقهم لمادة كيميائية في أحد المصانع في منطقة السرحان في محافظة المفرق، لم تكن المرة الاولى، حيث سبقها العديد من حوادث الاختناق، تعود أسبابها لعدم توفر شروط السلامة الكافية.
مديرة مركز تمكين للمساعدة القانونية ليندا كلش تقول ان تكرار هذا النوع من الحوادث يدلل على عدم وجود توعية كافية للعمال بكيفية استخدام المواد السامة والتعامل معها، الأمر الذي يعرضهم للخطر.
وتؤكد كلش على أهمية زيادة عدد مفتشي العمل وتفعيل دورهم في أماكن العمل، والتحقق من توفر وسائل السلامة والصحة المهنية، بالإضافة الى تفعيل التشريعات التي تساهم بتوفير الحماية اللازمة للعمال في أماكن العمل والحد من مخاطره.
تقرير المرصد العمالي الاردني يبين ان الأردن يفتقر إلى منظومة تفتيش عمل متكاملة مع قلة أعداد مفتشي وزارة العمل مقابل أعداد المنشآت والقطاعات الاقتصادية؛ حيث يتوزع 160 مفتشا على نحو 2.6 مليون عامل وعاملة في مختلف أنحاء المملكة.
الناطق الاعلامي باسم وزارة العمل محمد الزيود يؤكد ان قانون العمل يلزم المنشآت التي يعمل لديها 20 عاملا فأكثر بتعيين مشرف عمل متخصص بالسلامة والصحة المهنية .
ويشير الزيود الى ان التعيينات لمشرف العمل خاضعة لشروط التعيين التابعة لديوان الخدمة المدنية، ولكن الوزارة تعمل من خلال مديرية السلامة والصحة المهنية بتدريب اشخاص يقومون بهذا الدور والعمل بهذه المنشآت.
وتنوي وزارة العمل اطلاق حملة لمراقبة المنشات، وضمان التزامها بتوفير شروط السلامة والصحة المهنية، لضمان صحة العاملين وبيئة عمل صحية وآمنة ولائقة للعاملين.
التقديرات الاخيرة لمؤسسة الضمان الاجتماعي تشير الى أن المؤسسة استقبلت 16020 إصابة عمل منذ بداية عام 2021 وحتى نهاية شهر أيلول من العام الذي قبله.
وبلغ عدد إصابات العمل في عام 2021 وفق المؤسسة 18 ألف بقيمة انفاق وصلت إلى خمسة ملايين لان بعض القطاعات اعتبرت الاصابة بفيروس كورونا اصابة عمل، في حين بلغ عدد الاصابات عام 2019 نحو 12 ألف اصابة عمل.
وتوضح ان معظم الاصابات كانت بقطاع الصناعات التحويلية بحدود 4200 اصابة، لما يسببه هذا القطاع من إصابات ما بين البسيطة والبالغة.
خبير التأمينات الاجتماعية موسى الصبيحي يوضح بأن تكرار حوادث الاختناق وتعرض العمال الى الخطر يعود الى ضعف الالتزام بتدابير وشروط السلامة والصحة المهنية في مواقع العمل.
ويعتقد الصبيحي بأن هناك الكثير من حوادث إصابات العمل التي قد تكون بشكل يومي، إلا أنه يتم التبليغ عنها من قبل اصحاب العمل، وبالتالي لم تسجل ضمن الإحصاءات الرسمية.
وتعليقا على هذه الحادثة يؤكد وزير العمل نايف استيتية، بأنه سيتم فتح تحقيق حول حادثة حالات اختناق داخل مصنع ألبسة في المفرق.
هذا ودعت العديد من الاتفاقيات العربية والدولية على ضرورة وضع وتطبيق سياسة وطنية في مجال سلامة وصحة العمال وبيئة العمل والى مراجعة هذه السياسة بصورة دورية بهدف الوقاية من حوادث وإصابات العمل، بهدف الإقلال من المخاطر المرتبطة ببيئة العمل.
*تم إنتاج هذا المحتوى من قبل مواطنين ضمن مشروع "صور ووثق" أحد برامج شبكة الإعلام المجتمعي، بالتعاون مع "هيئة شباب كلنا الأردن" لتعزيز صحافة المواطن والمساءلة لدى الشباب الأردني.
|