"مهدبات الهدب" فرص عمل للشابات من باب التراث

الرابط المختصر

الشماغ الأردني وهو رمز من رموز المملكة الأردنية الهاشمية  وجزء أساسي من الزي التقليدي الذي  توارثته الأجيال عبر عقود  إلى يومنا هذا ، وأهم ما يميز الشماغ هو "الهدب" أي  الخيطان التي تزين محيطه تبعا للنوع المختار منه أشهر  من أنواعه الثلاثة التي تختلف باختلاف عدد الخيطان  المستخدمة به وطريقة غرز قطبتها  .

وإحياء لهذا الموروث جاء مشروع  "مهدبات الهدب" التراثي التعليمي الذي يستهدف  خلق فرص عمل وتعليم حرفة الهدب للسيدات  في مدينة السلط من خلال تدريب عملي لهم ، وتشرح ثائرة العربيات صاحبة فكرة المشروع من مكان عملها في مدينة السلط الذي يعتبر محطة هامة للسياح في المدينة ولا سيما أنه يأتي  ضمن متحف السلط التاريخي " بيت أبو جابر " .

من خلال تدريب مئات السيدات والفتيات على فن تطريز " الهدب" تن  توفير عشرات فرص عمل لسيدات السلط وشاباتها الباحثات عن عمل وساعدهن ذلك على الانخراط  في سوق العمل الأردني، علما ، علما ان معدل البطالة بين الإناث بلغ في الأردن  (34.7%)  خلال الربع الأول من عام 2024  بحسب دائرة الإحصاءات العامة.

ساهم المشروع بالتمكين الاقتصادي لأكثر من 650 سيدة وفتاة شابة  تراوحت أعمارهم بين (17-30)عاما ، وما زالت  أكثر من 32 فتاة مستمرة بالعمل والإنتاج

 قالت الشابة العنود المساعيد الحاصلة على درجة الماجستير  في إدارة الأعمال وأحد متدربات "مهدبات الهدب"  أنها تلقت الدورة على يد سيدة ماهرة في هذا المجال، وتعرفت من خلالها على جمالية الهدب كما ساعدتني في إكتشاف الجانب الفني والحرفي الذي أمتلكه، كما شجعتني على إنتاج أساليب جديدة في تسويق المنتجات، عندما قمت ببيع أول شماغ من إنتاجي شعرت بلذه خاصة وكأنه نسج من قلبي وليس يداي، وتنصح المساعيد الفتيات  عبر "صوت شبابي"  أن يفكروا بإطار خارج الصندوق ويكتشفوا مخزون المهارات لديهم بدلًا من قضاء الوقت في انتظار فرصة عمل تتطابق تخصصاتهم الأكاديمية .

ومن جهة أخرى تقول الشابة راما الرميليه التي تبلغ من العمر ٢٨ عامًا أنها انضمت للدورة من خلال تواجدها في اتحاد المرأة الأردني التي كان أحد مشاريع جمعية التواصل دورة "الهدب" وكانت تعاني من فراغ كبير بعد إكمالها مرحلة الثانوية العامة، بحسب ما قالت ل صوت شبابي"  إلا أنها ملأت  هذا الوقت بحرفة قيمة ، حيث وفرت لها الدورة فرصة عمل من خلال إنتاجها الشماغات المهدبة وأصبحت معيلة لأسرتها من خلال هذا الدخل

 

و قالت عربيات " بدأت الفكرة منذ إحدى عشر عاما  وجاءت  من شغفي في تهديب الشماغ الذي توارثته من والدة زوجي - رحمها الله- فهي معلمتي الأولى التي زرعت داخلي ذلك الطموح الذي اتجهت فيه لسوق العمل لأنني لم أكمل دراستي فكان سببا في أن أكون يد العون للكثير من الفتيات ممن لم يكملوا تعليمهم أو ممن تخرج منهم ولم يجد فرصة عمل مناسبة، بالإضافة إلى حبي الخاص للتراث والرموز التراثية التي نمتلكها وواحدة من أهمها الشماغ.

 تصف عربيات حبها للشماغ بقولها "قصة عشق " عشقا إلى العسكري الذي يرابط على أرض الوطن متزيننا بالشماغ المهدب من والدته يشتم رائحتها من  خلال حبات الهدب مستعينا بهذه الذكرى لقضاء فترة خدمته التي كانت تتجاوز الأشهر أحيانا والتي تحفزه على استذكار الوطن والدفاع عنه.

بدأت هذه الحرفة من خلال أمهاتنا وسيداتنا على مستوى المملكة في أواخر مرحلة الخمسينات والستينات من القرن الماضي، حيث كانوا يقدموا هذه الخدمة نوعا من الإيثار والمحبة ولم يكن من باب المردود المالي أو الاقتصادي .

 

أما عن خطوات التهذيب ، فقد ذكرت أنها تبدأ بمرحلة "المراجلة " وهي مطابقة أطراف الشماغ على شكل مثلث، ومن ثم غز الخيوط القطنية البيضاء على أطراف الشماغ كاملة .

حيث  يتم التدريب على ثلاثة أنواع من الهدب بداية من "الأميري"  الذي يستخدم فيه خيطان حيث يصبح هديه مع مرور الوقت كرات صغيرة  مثل "حبة الأرز" لتعرضه للنفش، والنوع الثاني وهو " الملوكي" مستخدمين به أربع خيطان ويعرف هدبه ب " حبة العدس"، أما النوع الثالث فهو "البادية الشبابي " ويستخدم له سبعة خيوط ويسمى هدب "حبة الحمص" .

 

الهدف من المشروع تدريبي تمكيني تشغيلي وتسويقي أيضا، إذ يعاني معظم أصحاب الحرف والمهن من ضعف في القدرة التسويقية وعرض المنتجات نظرا لصعوبة وتكاليف حجز أماكن خاصة لها داخل الأسواق  ونحن اليوم عملنا من خلال المشروع على  توفير منصة تسويقية لهذه الحرف من خلال العمل على ترويج الناتج من هذه الأعمال محليا وعلى مستوى زوار مدينة السلط بمختلف الجنسيات من خلال نقاط بيعنا في "بيت خيرات السلط" .

حيث أصبحت هذه الحرفة بمثابة شهادة معتمدة تعمل على تشغيل الأيدي العاملة والحصول على مردود مالي من خلالها،و يوفر المشروع أيضا نوع جديد من الشماغات وهو السكارفات التراثية والشماغات المزينة ، التي تواكب الموضة ومتطلبات السائحين والزوار أن يمتلكوا قطعة تروي قصة المكان الذي قصدوه و أشركنا عدد من الفتيات في صنع الكروشيه من خلال السنارة الذي يزين الشماغات برسمات وأسماء مخصصة للزوار  ،ليكن هناك خيارات متنوعة حسب الرغبة بالتعلم من قبل الفتيات.

 واختتمت عربيات حديثها برغبتها  إلى أن تتوسع رقعة المشروع وتتمكن من  استهداف أكثر من ألف سيدة وتشغيل أكثر من مئة فتاة، وأن نكن رياديين في فتح أبواب جديدة في سوق العمل الأردني ،كما أشادت في الإقبال على هذه المهن التي شكلت اهتمام واسع تمثل بإعادة إحياء الأزياء التراثية واستخدامها في المناسبات الخاصة مما يشكل مردود اقتصادي جيد لممارسين هذه الحرف على اختلاف أشكالها .