مشروبات الطاقة: إدمان الشباب على النشاط السريع رغم المخاطر الصحية

الرابط المختصر

رغم معرفة علي 17 عاما أن مشروبات الطاقة ليست صحية، لكنه يلجأ إليها خلال فترة الامتحانات، معتقدا أنها تمنحه الطاقة اللازمة للبقاء مستيقظا لفترات أطول وزيادة تركيزه، ومع ذلك، يحاول التخفيف من تناولها بعد سماعه عن مخاطرها الصحية وتأثيرها السلبي على القلب على حد قوله.

أما سارة 16 عاما بدأت بشرب مشروبات الطاقة بعد أن تأثرت بصديقاتها حيث يتناولونها باستمرار، وتشعر سارة بأنها تعزز نشاطها، خاصة عندما تكون مرهقة أو بعد تمرينات رياضية مكثفة، مؤكدة أنها لا تفكر كثيرا في الأضرار لأنها تلجأ إليها فقط كوسيلة سريعة للحصول على دفعة من الطاقة.

يعتمد محمد 19 عاما على مشروبات الطاقة للبقاء نشيطا أثناء العمل والدراسة في أوقات متأخرة، معترفا بأنها ليست الخيار الأفضل لكنه يتجاهل المخاطر الصحية نظرا لما يمنحه إياه من شعور بالقوة، يحب محمد طعم مشروبات الطاقة معتقدا أن كوبا واحدا لن يضر بصحته.

في السنوات الأخيرة، انتشرت مشروبات الطاقة بشكل واسع بين الشباب والمراهقين وحتى الأطفال في الأسواق المحلية، دون التفات كاف لمخاطرها الصحية، وسط تحذيرات خبراء من تزايد استهلاك هذه المشروبات، نظرا لمخاطرها الكبيرة على الصحة.

على الرغم من غياب الدراسات المحلية التي تؤكد تأثيرها السلبي على صحة المراهقين والأطفال في الأردن، إلا أن العديد من الدراسات العالمية، بما فيها دراسة كندية حديثة، تحذر من ارتباط مشروبات الطاقة بزيادة مخاطر الإصابة بالسكري من النوع 2.

تضمنت الدراسة الكندية عينة من المراهقين تتراوح أعمارهم بين 13 و19 عاما، وأظهرت أن تناول مشروبين من هذه المشروبات يوميا يزيد من احتمالية الإصابة بمرض السكري ويسرع تطور مقاومة الأنسولين على المدى القصير.

ويعود ذلك إلى احتواء مشروبات الطاقة على نسب مرتفعة من السكر المضاف، مما يزيد من مخاطر تسوس الأسنان وتآكلها، فضلا عن احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

 

أضرار مشروبات الطاقة 

توضح طبيبة الصحة الشاملة الدكتورة  ليندا أبو جابر، في حديث لـ"عمان نت" أن هناك إقبالا كبيرا بين الأطفال والمراهقين على مشروبات الطاقة بمختلف أنواعها، حيث يعتقدون أنها تمنحهم طاقة إضافية، خاصة عندما يشعرون بالتعب، محذرة من أن مكونات هذه المشروبات تحمل العديد من المخاطر الصحية.

وتشير أبو جابر إلى أن الكافيين الموجود في هذه المشروبات يعمل كمحفز للجهاز العصبي، وفي حال تناول الأطفال والمراهقين كميات كبيرة منه، قد يواجهون مشاكل في النوم، وزيادة في ضربات القلب، والقلق، والتوتر، والعصبية. 

كما تحتوي هذه المشروبات على نسب مرتفعة من السكر وحمض أميني يعتقد أنه يزيد من الأداء البدني، إلى جانب مواد تشبه الأدرينالين وأخرى مستخرجة من نباتات في أمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى فيتامينات ب التي يمكن أن تؤدي إلى أعراض جانبية ضارة في حال استهلاكها بكميات كبيرة، بحسب أبو جابر.

 

وفقا للدراسات العالمية، فإن استهلاك المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عاماً لأكثر من 100 ملغ من الكافيين يوميا يعتبر مفرطا، بينما يعد تناول البالغين لأكثر من 250 ملغ يوميا مفرطا أيضا.

 أما الأطفال دون سن 6 سنوات، فهم غير قادرين على هضم الكافيين بشكل فعال مثل البالغين، مما يزيد من مخاطر ارتفاع ضغط الدم، واضطرابات ضربات القلب، والتوتر، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى ضعف النمو وقلة التركيز في المدرسة، بل وحتى الوفاة.

من ضمن تعليمات وزارة الصحة تحظرعلى المقاصف المدرسية العديد من الاطعمة الضارة من بينها بيع المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة لما لها من تاثير سلبي على درجة الادارك والتركيز لدى الطلبة.

 

البدائل عن مشروبات الطاقة

 

تشير الدراسات إلى أن استهلاك 400 ملغ من الكافيين يوميا يعتبر آمنا للبالغين، بينما يعد الحد الآمن للمراهقين 100 ملغ فقط. 

رغم ذلك، تستهدف دعايات مشروبات الطاقة هذه الفئة بشكل رئيسي، كما تظهر بيانات الإنتاج أن عبوة واحدة من مشروب "رد بول" تحتوي على 80 ملغ من الكافيين، وهو من المشروبات الأقل محتوى من هذه المادة المنبهة، إلا أن المشكلة تكمن في احتواء هذه المشروبات على منبهات أخرى مثل غرنا وتوراين وإل-كارنيتين.

تشدد أبو جابر على ضرورة مراقبة الاهالي لابنائهم من حيث التغذية والنوم بعناية،  متابعة ما إذا كان يمارسون الرياضة بانتظام، والتأكد من تغذيتهم بشكل سليم، او في حال كان  منهمكا بالعمل إلى حد إهمال صحته، فقد لا يكون منتبها لاحتياجاته الجسدية، بما في ذلك الاتجاه نحو تناول مشروبات غير صحية.

 لذلك، يفضل أن يعتمد على شرب الماء كأفضل خيار، مع إمكانية إضافة نكهات طبيعية مثل الليمون، الخيار، أو التوت لإضفاء نكهة أو لون يستهويهم، أما بالنسبة للعصائر، فمن الأفضل تناول الفواكه كاملة بدلا من عصرها وإزالة الألياف منها، حيث يمكن هرس الفواكه وإضافتها إلى العصير لضمان الاستفادة من الألياف التي تدعم صحة الجهاز الهضمي، بحسب ابو جابر.

هذا وحذرت جمعية حماية المستهلك من انتشار ظاهرة تناول مشروبات الطاقة بين طلبة المدارس والجامعات والرياضيين، دون وجود وعي وتنبيه من الخطورة الصحية التي تسببها هذه المشروبات.

وتقول ان انتشار هذه المشروبات له مخاطر على الصحة باشكال وانواع متعددة، داعية بالوقت ذاته مؤسسة الغذاء والدواء باعادة النظر بترخيص استيراد ما يسمى بمشروبات الطاقة.

ولفتت الجمعية الى ان عبوات مشروبات الطاقة مضللة لانه غير مدون عليها معلومات كافية للمستهلك، واهمها المحاذير والاعراض الصحية الخطرة، التي يمكن ان تنجم عن استهلاكها، وكذلك عدم تحديد الجرعة المسموح بها وكيفية تناولها مع عدم تحديد سقف الفئة العمرية التي يمكنها تناولها.