
كيف أثر وقف التمويل الدولي في الأردن على الشباب؟

لعب التمويل الدولي للمشاريع دوراً اساسياً بدعم الطاقات الشبابية في الأردن، من خلال توفير فرصاً تعليمية وتدريبية ساهمت بتمكين الشباب وتنمية مهاراتهم.
ومع توقف هذا التمويل، وجد العديد من الشباب أنفسهم أمام تحديات جديدة، بعد أن توقف عمل المشاريع التي كانوا يعتمدون عليها بشكل كبير لاكتساب الخبرة والتطوير الذاتي، وجني المال مما ساهم بالعبث باحلام الشباب في ظل الاعداد الهائلة من الخريجين العاطلين عن العمل وجعلهم الرجوع الى الوراء بدلاً من التقدم للامام.. هل سنشهد بديلاً وطنياً لرفد الطاقات الشبابية؟
قال المهندس احمد الربابعة، 25 عاماً، إنه مع توقف التمويل الدولي، وجدت العديد من المبادرات الشبابية نفسها أمام خيارين: إما التوقف التام، أو تقليص أنشطتها بشكل يفرغها من مضمونها، حيث ان المشاريع التي كنت جزءًا منها، سواء في ريادة الأعمال أو التدريب أو التنمية المجتمعية، باتت تعاني من نقص في الموارد، مشيرا الى ان تقلص فرص الاستمرار إلى حدّ بعيد، مما جعل الفرق الشبابية التي كانت تعمل بحماس تتحول إلى قوائم انتظارٍ لفرص غير موجودة.
وأضاف بأن توقف التمويل الدولي لم يكن الأمر مجرد خسارة مالية، بل ضربة قاسية للبنية التحتية لهذه المشاريع، التي لم تكن تمتلك خطط استدامة قوية، ولا سيما ان الاعتماد شبه الكلي على الدعم الخارجي جعلها هشّة. ربما انتهى عصر الدعم الخارجي، لكن هذا لا يعني نهاية الأحلام، بل بداية لمرحلة جديدة، قد تكون أكثر تحديًا، لكنها أيضًا أكثر استقلالية.
"على الصعيد الشخصي، كان توقف هذه المشاريع بمثابة ضياع لفرص ثمينة. كنا نعمل على برامج تدريبية تستهدف تمكين الشباب بمهارات رقمية حديثة، ومنح دراسية تتيح لنا الانخراط في مجالات جديدة، وشبكات علاقات محلية ودولية كان يمكن أن تفتح الأبواب أمامنا. لكن فجأة، توقف كل شيء".. وفق الربابعة.
ووجه رسالة إلى الحكومة بقوله؛"الشباب ليسوا مجرد رقم في الإحصائيات، إنهم طاقة يمكن أن تنهض بالاقتصاد، إذا ما تم الاستثمار فيهم بشكل صحيح".
ومن جانبه لفت عبد المنعم الجهماني، 24 عاماً، منسق في برنامج أنا أشارك، أن وقف التمويل الدولي يؤثر على الشباب العاملين في المشاريع الممولة من الخارج، ويعتمدون عليها بشكل كبير بالاعتماد على انفسهم والخروج من خانة البطالة.
وعن تجربته الشخصية قال بإن العمل في المشاريع الممولة يعتبر فرصةً للبدء في مسيرة مهنية مقارنةً بالوضع السيء المحاط به من حيث الوظائف المتاحة في القطاع الحكومي او الخاص، وتوقف مثل هذه المشاريع عن العمل له اثر سلبي كبير نسبياً.
واشار الجهماني إلى أنه لا يوجد بدائل قادرة على تغطية المشاريع وتوفير فرص عمل للشباب، مشدداً على تدخل كافة الجهات المختصة داخل الأردن، ويجب العمل على فتح المجال بشكل اوسع واكبر أمام الشباب .
وأكد انه من الواجب استثمار قدرات الشباب بكافة المجالات والمؤسسات الحكومية والخاصة، والعمل على دمجهم بشكل اكبر والتواصل معهم والاخذ بافكارهم وخبراتهم وتدويرها لانتاج حلول للتطوير والتحسين.
ويقول عمار البشير - اسم مستعار- إن وقف التمويل الدولي للمشاريع كان قراراً مفاجئًا للجميع، وهو كفيل بفقدان العديد من الشباب وظائفهم بهذه المشاريع أو أن يتوقفوا عن تنفيذ المهام المطلوبة منهم بموجب الأمر التنفيذي آنف الذكر، الأمر الذي يعني توقف صرف رواتب العاملين في هذه المشاريع لثلاثة أشهر على أقل تقدير.
وفي سياق متصل قال إن توقف المشاريع الممولة عن صرف رواتب العاملين فيها أو إنهاء التعاقد معهم بهذه الصورة يجعلهم يفقدون فرصهم الوظيفية دون تقصير منهم، الأمر الذي ينعكس سلباً على مساري الموظفين المهني و الأكاديمي.
"ومن الواجب على الحكومة التدخل بتوفير عقود عمل مؤقته لهؤلاء الموظفين سواء في القطاع العام أو الخاص، حتى العثور على فرصة عمل أُخرى أو تراجع الإدارة الأمريكية عن قرارها الأخير وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه".. وفق البشير.
فيما أكد عبادة الوردات، محامي متدرب، 22 عاماً، بأن قطع التمويل عن المشاريع الرافدة للشباب اثر على شريحة كبيرة من العاملين بالمؤسسات، والاهم من ذلك ان هناك مشاريع مشتركة بين المؤسسات الاجنبية والحكومية في الاردن، وايضاً يوجد تمويل كبير لدعم بعض المشاريع التنموية الضرورية.
ولفت بأن مسألة الاعتماد على التمويل الخارجي ووضع خطط مستقبلية بناءً عليه ليس بالأمر الصحيح اطلاقاً، ولا بد أن نقوم بتمويل مشاريعنا الوطنية التنموية من مصادر دخل تعطينا ضمانة اكثر ويكون الرافد الاساسي لها هو الموازنة الاردنية والمصادر الوطنية بعيداً عن التبعية الغربية الامريكية.
ليث ذياب، 20 عاماً، ناشط سياسي، قال لصوت شبابي بإن العديد من البرامج التي تديرها منظمات المجتمع المدني أردنية او غير أردنية يتم تمويلها من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وتحديداً برنامج القيادات الشبابية الذي كان ينفذ من المعهد الديمقراطي الوطني وهيئة شباب كلنا الأردن الذي كنت مشاركا فيه تم ايقافه.
وعلى اثر توقف التمويل الدولي أشار إلى أن برنامج "انا اشارك" سيتوقف ابتداءًا من شهر 2 وسيبقى من يريد منهم بالبرنامج بشكل اختياري، لقد توقف تمويل المشروع من الUSAID لكن لن يقف المشروع ولا ننسى ان هذا البرنامج عولت عليه الدولة الاردنية كثيراً وساعدها بمواضيع الانتخاب و مشاركة الشباب بالحياة السياسية والحزبية.
"وهنا يجب الإشارة إلى أن التمويل الامريكي كان لاعبا اساسيا بمواضيع ومشاريع التمكين الشبابي وعند توقفه رأينا الحجم الكبير لعدد الشباب المتضررين خلال ايام معدودة من توقف الدعم، وهنا يجب أن نؤكد على اهمية تفعيل الوزارات والمؤسسات الحكومية الاردنية المعنية بتمكين الشباب بتوفير البديل لهم".. وفق دياب.