صقر الحمايدة: موهبة أدبية شابة من الكرك تتألق في سماء الإبداع العربي

الرابط المختصر

حقق الشاب صقر الحمايدة من الكرك الذي لم  يتجاوز  التاسعة عشر من عمره إنجازًا لافتًا بفوزه بالمركز الأول في مسابقة أدبية على المستوى العربي التي نظمتها مجلة "العربي" الأدبية في الكويت في مجال القصة القصيرة، قصته  التي كانت تحمل عنوان "معطف عثمان"  سيتم نشرها في المجلة بنسختها الورقية إضافة إلى الموقع الإلكتروني للمجلة ، و سيتم قراءتها في فقرة "قصص على الهواء" ضمن برنامج "كافيه شو" الذي تبثه إذاعة مونت كارلو الدولية.

 

يقول الحمايدة والذي بدأ في دراسة  الحقوق في جامعة مؤته مؤخراً، الكتابة بالنسبة لي نافذة أفتحها على عوالم مختلفة، أعيش فيها مع شخصياتي وأتفاعل معها، وأحاول جاهدا أن تكون كل كلمة أكتبها نابعة من القلب لتصل إلى قلب القارئ مباشرة،أستمتع بالغوص في التفاصيل الصغيرة التي قد تبدو غير مهمة للآخرين، لكنها تحمل الكثير من العمق والمعاني.

وتأتي هذه المشاركة للحمايدة ضمن المشروع الثقافي الذي أطلقته مجلة العربي في العام 2007 ،بهدف اكتشاف المواهب الإبداعية الشابة في كتابة القصص في الوطن العربي  هذا المشروع كما تشير "العربي "يهدف إلى رفد الساحة الثقافية بأنهار إبداعية تتدفق على خارطة الوطن العربي، بشكل يرسم المستقبل المشرق،  ويعيد اكتشاف طاقات الشباب العربي الإبداعية  بالتعاون مع  إذاعة (مونت كارلو الدولية).

ترسل  مجلة «العربي»  القصص التي ترد  إليها من الشباب المشارك إلى نقاد ومبدعون عرب ليختاروا من بين عشرات النصوص 3 قصص شهريا، تنشر في المجلة، مع مقدمة لكل ناقد، كما تذاع أسبوعيا بإذاعة مونت كارلو الدولية 

باسم  (قصص على الهواء) ضمن فقرات برنامج  «كافي شو»  كل يوم سبت.

 

وبذلك تسهم مجلة العربي، من خلال هذا الدور الذي تقوم به، في إبراز جيل جديد من الموهوبين الشباب، حيث تلقي الضوء على  أعمالهم الأولى، وتحتضنهم على صفحاتها، وتلفت أنظار الملايين من المستمعين إلى كلماتهم، وهي تحيطهم خلال ذلك بالنقد  والتوجيه اللازمين لممارسة فن القصة القصيرة الصعب.

يقول صقر الحمايدة معلقا على فوزه بهذه الجائوة الإقليمية "من منّا لا يحب الفوز؟! فالفوز شعور رائع يجمع بين الفخر والإنجاز. وبالنسبة لي، الفوز الحقيقي يتجاوز الحصول على جائزة، فهو يكمن في إيصال رسائل إلى قلوب الناس من خلال الفنون الأدبية المختلفة.

يضيف الحمايدة ل "صوت شبابي" أنَّ أي إنجاز أدبي أحققه ليس مجرد إنجاز شخصي فحسب، وإنما تتويج لشغفي بالكلمة المكتوبة وقدرتها على التعبير عن أعمق مشاعر الإنسان وأفكاره، هذا الفوز يُثبت أن الإبداع والخيال قادران على الوصول إلى قلوب الآخرين والتواصل معهم بطرق قد لا تستطيعها الكلمات المنطوقة.

 

"أشعر بفخر كبير أن قصتي نالت الإعجاب وحصدت هذا المركز، وهو دافع قوي لي لمواصلة الكتابة والتطوير من نفسي، لأن كل قصة تحمل بداخلها رسالة تنتظر أن تصل لمن يقرأها فلا تطرق باب قلبه وإنما تدخل إليه مباشرة. 

يصف الحمايدة فن كتابة القصة القصيرة بأنها "معزوفة موسيقية ادبية  تتناغم بانسيابية، وتحمل إيقاعًا يعكس نبض الحياة. هي نافذة صغيرة تطل على عوالم متشعبة كما يشير ، تكشف عن تفاصيل دقيقة لأحداث وشخصيات قد تبدو بسيطة في الظاهر، لكنها تحمل في عمقها معانٍ تلامس الروح، ويضيف" هي فن يجمع بين البساطة والعمق، حيث تحوّل اللحظات العادية إلى أحداث استثنائية، والحوار البسيط إلى مرآة تعكس أغوار النفس البشرية".

قدم  الروائي السوداني أمير تاج السر نقده لهذه القصة من خلال مداخلته  عبر  إذاعة مونت كارلو الدولية  بقوله: أنا سعيد بداية أن أحكم هذه القصة ( قصة معطف عثمان) وبرأيي الشخصي هي قصة مبتكرة جدا، فالكاتب الشاب جعل  المعطف المركون في الخزانة ينطق، هذه القصة جميلة ولكنني كنت أتمنى أن يكون هنالك جزء من المشاهدات أكثر اسهاباً تخاطب خيال القراء.  

قصته "معطف عثمان" ليست سوى بداية لمسيرة أدبية واعدة، تؤكد أن الحمايدة يمتلك من الأدوات ما يجعله قادرًا على أن يترك بصمته في عالم الأدب، ليس فقط على المستوى المحلي، بل في فضاء أوسع يتجاوز الحدود.