شبان أردنيون يطلقون مشروعاً لمحو الأمية الإعلامية

الرابط المختصر

يشكل محو الأمية الإعلامية أداة بالغة الأهمية في مكافحة التضليل الذي يطفح به العالم الافتراضي اليوم. فالجمهور الذي يتمتع بالقدرة على النقد والقراءة الرقمية من المرجح أن يكون أكثر قدرة على تقييم المعلومات التي يواجهها على الإنترنت، وتحديد المصادر التي يمكنه الوثوق بها، واتخاذ قرارات مستنيرة كمواطنين ومستهلكين وغيرهم. ومن شأن محو الأمية الإعلامية أن يفتح الفرص للانخراط بشكل أكثر اكتمالاً وإبداعًا في عالم الإعلام عبر الإنترنت (وخارجه). وهذا ما يقوم به مجموعة من الشبان الأردنيين من خلال برنامج سفراء محو الأمية الإعلامية للشباب YMLAPالذي أطلقته منظمة اليونسكو في الأردن.

وأسس البرنامج الأول من نوعه في البلاد عدد من الشبان الأردنيين وهم "سماء قدومي" و"سجى سلام" و"محمد القضاة"، و"وسن العبادي" ويهدف إلى رفع مستويات الثقافة الإعلامية العامة وزيادة قدرة الجمهور على الصمود في مواجهة المعلومات المضللة عبر الإنترنت وتعزيز التفكير النقدي ومحو الأمية الإعلامية. وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمكافحة التضليل الإعلامي وتعزيز مجتمع أكثر اطلاعًا. وكانت نتائج دراسة حول التضليل الإعلامي في العالم الرقمي وأثره على منظومة الأمن الاجتماعي أعدها فريق التربية الاعلامي التابع لجمعية حماية الاسرة والطفولة في محافظة أربد أظهرت أن 55% ممن لهم حسابات على الفيسبوك في الأردن يقعون ضحية ممارسة التضليل الاعلامي.

وحسب الدراسة التي نشرت في تموز 2020 ونقلتها وكالة الأنباء الأردنية، فإن ما نسبته 10.6 بالمئة نشروا أخبارا على مواقع التواصل الاجتماعي كان هدفهم التلاعب والتشويه. في حين كانت ما نسبته 7.4 بالمئة تعنى بالصراعات السياسية، وأن الثقة بالمصدر أو الشخص أحيانًا هي الدافع الذي يجعل هؤلاء يقومون في نشر أخبار مضللة ومشاركتها. الفكرة بدأت بمنشور، بدأت رحلة سماء ورفاقها بإدراك شخصي للتحديات التي يفرضها التضليل الإعلامي في الأردن. ولمسوا خلال ذلك كيف يمكن أن يقع الكثير من مستخدمي العالم الرقمي فريسة للمعلومات المضللة. وعن فكرة البرنامج، ودوافع إطلاقه والهدف منه، تقول سماء قدومي لـ"صوت شبابي" إن الفكرة بدأت بعد رصد منشور على منصة "لينكد إن" العام الماضي وبوستات لأمانة عمان الكبرى عن مسابقة حول موضوع التضليل الإعلامي وكيفية التصدي له، وحينها - كما تقول - شاركت مع عدد من زملائها وتمكنوا من الفوز في جميع المراحل وتم تكريمهم من قبل منظمة اليونسكو العالمية.

وكانت هذه المشاركة  -كما تقول- نقطة تحول بالنسبة لهم إذ تعلموا أهمية المشاركة المجتمعية، وضمان أن تكون مبادراتهم ذات صلة ثقافية وتستجيب للاحتياجات المحلية، وتمكنوا بعد ذلك من تكوين فريق لديه شغف بالإعلام والقيادة بشكل عام ويمتلك إمكانية التأثير 

وأضافت خريجة الإدارة العامة من الجامعة الأردنية أن الفريق قرر بعد ذلك إطلاق برنامج سفراء الإعلام للدراية الإعلامية والمعلوماتية، وجاءت هذه الفكرة – بعد رحلة بحث كامل عن الموضوع حتى يتمكنوا من إيصال أهمية الإعلام وتأثيره على مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية وحتى الاقتصادية، ومدى أهمية تبني الوعي في هذا الوقت بالذات، وكشف التضليل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الإعلام، حتى باتت هذه المبادرة أشبه بالمنارة التي تمكن من إرشاد الشباب في العصر الرقمي وتبصيرهم بالحقائق.

جلسات توعية

وأردفت سماء أن الشباب الأردني اليوم مُبدع ومتواجد في مختلف ميادين الحياة العلمية والعملية والمهنية أيضاً وصورتهم مشرفة في المحافل الدولية، ولكن تركيز المشروع حالياً على نشر المعرفة وإدارتها بشكل صحيح لتصل إلى جميع الشباب والفئات وتحدث تأثيراً أكبر وفارقاً يُشار إليه بالبنان . 

ولكن كيف يمكن للشباب الأردني أن يقود الطريق في مجال محو الأمية الرقمية تجيب سماء أن محو الأمية الإعلامية يكون عبر إنشاء جلسات توعية بهذه القضايا   عن طريق الشراكات مع العديد من المنظمات المحلية والدولية  مثل اليونسكو واليونسيف وغيرها والوصول لطلبة المدارس والجامعات ، وإنشاء مواد جامعية عن موضوع الإعلام وتكون اجبارية لجميع الطلاب ولكن ليس بالطريقة التقليدية.

معالجة التضليل

وبحسب شبكة  EDMO  لمكافحة التضليل لا ينبغي النظر إلى قيمة محو الأمية الإعلامية في معالجة التضليل بمعزل عن غيرها. ففي حين ظهرت العديد من المخاوف بشأن التضليل عبر الإنترنت في السنوات الأخيرة، فإن عمل محو الأمية الإعلامية مستمر منذ عقود وله دور أوسع في المواطنة. 

ووفق المصدر ذاته فإن هناك ميلاَ إلى رؤية محو الأمية الإعلامية كحل لمشكلة معينة مثل التضليل أو السلامة عبر الإنترنت، والإدماج الرقمي، وخطاب الكراهية، والتطرف وما إلى ذلك، 

ومن شأن رفع مستويات الثقافة الإعلامية العامة أن يزيد من قدرة الجمهور على الصمود في مواجهة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، حتى لو لم يكن هذا هو الهدف المباشر للتدخل.

أضف تعليقك