شباب في الكرك يمتهنون حرفًا يدويّة اقتصرت على الإناث لسنوات
تشهد الحرف اليدوية التقليدية في محافظة الكرك ، تغيرًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، فبعد أن كانت تلك الحرف، مثل الخياطة والتطريز وصناعة السجاد، مقتصرة بشكل كبير على النساء، بدأ شباب في دخول هذا المجال، محدثين تغييرا هاما بنظرة المجتمع نحو هذه المهن، خاصة بعد تزايد نسب البطالة وقلة الفرص الاقتصادية في المحافظة بين قطاع الشباب والذكور خاصة.
علما أنه سجلت محافظة الكرك النسبة الأقل لمعدل البطالة بين المحافظات إذ بلغت 18.1% بحسب دائرة الإحصاءات العامة فإن معدل البطالة في المملكة للربع الثاني من عام 2023 أن نسبة البطالة بين الذكور 19.8 مقابل 31.7 بين الإناث .
لجأ شباب في الكرك إلى التخلص من تهديد البطالة باللجوء إلى العمل في مجال الحرف اليدوية من خلال توفير فرص عمل مستقلة وتنمية المهارات العملية، فهي تمكّن الشباب من تأسيس مشاريع صغيرة تدر عليهم دخلاً ثابتًا دون الحاجة إلى انتظار الوظائف التقليدية، مما يعزز روح ريادة الأعمال والابتكار لديهم، بحسب مهند مازن ، الذي قال صحيح انه هذه العرف تاريخيا كانت منتشرة أكثر بين النساء لكن اليوم لا اجد اختلاف في المهارة في أي حرفة ما دامت تشكل مصدر رزق لي من الجنسين"
يبين مازن وهو أحد الشبان في الكرك الذين يعملون في صناعة منتجات التحف يدوية الصنع من الخشب الطبيعي والمناسبة لديكور المنازل والمكاتب وهدايا للمناسبات. ل"صوت شبابي" : حاولت ان اخلق فرصة عمل من خلال تجربتي بالحرف اليدوية تلبي متطلبات السوق بحيث أنني اتقنها لأحسن من دخلي ، كانت تجربه جميله ورائعه على الرغم من الظروف الاقتصادية التي نواجهها اليوم إن كان من البطالة أو من ضعف سوق العمل .
بدأ مازن هذه الحرفة من عامين تقريباً بالحصول على عدد من الدورات لكيفية استخدام الآلات وكيفية اتقان التصميم ومع الممارسه استطاع اتقان منتجات مميزة وطرحها بالسوق .
لكن الإقبال ما زال ضعيفا عليها كما يقول " بالإضافة إلى عدم قدرتي على تسعير القطع بالقيم الحقيقية للجهد المبذول فيها نظرا لارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في إنتاج الحرف اليدوية وعد توافر رأس المال لاستيراد هذه المنتجات من الخارج أو شرائها بكميات كبيرة لـ احصل على تخفيض بالسعر".
ورغم هذه الصعوبات وحاجه الحرف اليدوية للوقت والجهد إلى أنني أحب اتقانها كما يجب ، خاصة أنه أصبح هناك اليوم تقبل من قبل الناس للمشروع يشرح مازن "كنت راضٍ عنه للغايه من تعاملي مع الناس والحرف اليدويه اليوم لم تعد تقتصر على النساء فقط دون الرجال بل هو عمل يستطيع أن يمارس الجميع لذلك يجب أن يكسر حاجز الخوف في هذا الجانب فأنت من يحدد مجالك وتحسن دخلك لتستطيع التغلب على البطالة "
إن صناعة التحف والحرف اليدوية ، لم يكن مألوفًا في مجتمع محافظة الكرك ، لكن مهند وجد فيه فرصة للتعبير عن إبداعه وتقديم شيء مختلف. فكما أشار "البداية كانت صعبة، حيث لم يكن هناك تقبل من المجتمع، ولكنني أصررت على الاستمرار وأثبت أن الرجال يمكنهم أيضًا تقديم إبداعات في هذه المجالات."
من المعروف ان الحرف اليدوية في تساهم بطريقة أو بأخرى دعم الاقتصاد المحلي، حيث ترتبط غالبًا بالتراث الثقافي وتلقى قبولًا واسعًا في الأسواق المحلية والدولية، ويعزز الاستقلالية المالية للشباب ويمنحهم القدرة على المشاركة الفعالة في المجتمع، مما يسهم في تمكينهم الاجتماعي والاقتصادي ويخفف من حدة البطالة بشكل ملموس، بحسب ما أشار الخبير الاقتصادي السيد حسام عياش والذي قال ل "صوت شباب" الاستثمار بالحرف اليدوية له دور بالعملية الاقتصاديه المحليه بشكل خاص والوطنية بشكل عام يتعدى دعم الاقتصاد المحلي لأن هذا الاستثمار هو طريقة للحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التنمية المستدامة ودعم الفئات المجتمعية المختلفة وبالذات النساء والشباب خصوصا في الأرياف ضمن ما يعرف بـ البيئات المحلية وعلى هذا الأساس".
كما انه هناك بعدا بيئيا للعمل في الحرف اليدوية يتجاوز الجانب الاقتصادي والاجتماعي بحسب ما بينت الخبيرة البيئة الدكتورة زينه حمدان ل "صوت شبابي " " أن الاقتصاد المحلي والوطني يستفيد من التصنيع والعمل بالحرف على جملة مستويات اولا هو شكل من أشكال الاقتصاد الدائري وإعادة التدوير واستخدام موارد طبيعية متجددة، وهو يعمل على مفهوم الاستدامة البيئية في الحرف اليدوية التي تعد صديقة للبيئة إذ تعتمد على الموارد المحلية المستدامة وتقلل من الاعتماد على الصناعات الملوثة للبيئة والمواد الخام الصناعية خاصة أن التغيير المناخي وتأثيره الصناعة عليه هو الهم العالمي الأهم اليوم ومستقبل الأجيال في ظل ذلك ".