رانيا النعيمات تمارس رسم الماندالا لعلاج واكتشاف للنفس

الرابط المختصر

الماندالا أو ما يسمى بفن "البهجة "وهي أحد الفنون المتاحة للجميع دون تدريب متخصص ، والمعتاد عند شرود ذهنك أو التشويش في أفكارك إستعمالك أحد الأوراق والبدأ في رسم رسومات عشوائية الهدف منها هو التفريغ النفسي، وهو الشيء القريب لفن الماندالا الذي يمتاز بالترتيب ورسم لوحات جمالية من هذه الرسومات الصغيرة.

 

الماندالا أو الدائرة هي مجموعة من الرموز تم إستعمالها من قِبل الهندوسيين والبوذيين للتعبير عن صورة الكون الميتافيزيقي، بدأ هذا الفن في منطقة التبت بالهند ثم انتشر بعد ذلك في الكثير من دول العالم، وتعني كلمة "ماندالا" في اللغة "السنسكريتية" الدائرة أو القرص، والشائع الآن أن "ماندالا" أصبحت مصطلحا عاما لأي تخطيط جدول أو نمط هندسي الذي يقدم الكون عن طريق "الميتافيزيقيا" أو "الرموز".

رانيا النعيمات شابة تبلغ من العمر 25 عاما درست اللغة الإنجليزية وآدابها تقيم بقرية الصبيحي في محافظة البلقاء، بدأت لديها موهبة رسم الماندالا عندما كانت ترسم بعض الزخارف العشوائية على حاشية الكتب الدراسية  ثم صادفت بعض الرسومات المشابهة على الإنترنت مما زاد إليها الرغبة بالمعرفة أكثر عن هذا العالم حينها أكتشفت أنه عالم من الفنون وله العديد من المجالات وخصوصا النفسية التي أثبت علميا أنه يعالج في التخلص من الضغط النفسي، وباشرت في تعلم أساسياته لتطوير هذه الموهبة وصقلها .

وتأتي  آلية رسم الماندالا بتوفر مسطرة ونصف دائرة وفرجار وقلم، يحدد بعدها مركز الورقة ثم تنطلق منه في رسم دائرة صغيرة وتوسع فتحة الفرجار شيئا فشيئا حتى تجد أن ورقتك قد غطتها الدوائر، تضع المنقلة على مركز الورقة تماما مما يساعدك على وضع نقاط متباعدة (حسب المقاييس التي تُفَضله) تمرر من خلالها الخطوط بحيث ينتهي كل خط إلى مركز الورقة وهي ليست مرحلة ضرورية عند المحترفين في هذا الفن .

تأتي المرحلة الممتعة التي ينطلق فيها إبداعك حيث تبدأ في نقش أشكال هندسية حسب رغبتك، وستجد أن الدوائر والخطوط التي حددتَها أولا ستساعدك وتريحك كثيرا أثناء عملية الرسم، أما مرحلة التلوين فهي أمتعُ المراحل كلِّها حيث إنك تصبح عنوان لوحتك بعد التلوين لا تعجب إذا أخبرتك أننا لو قدمنا نفس اللوحة غير الملونة لأشخاص مختلفين، ثم قام كل واحد منهم بتلوينها لكانت النتائج مُختلفة ستجد حتما أن كل لوحة مغايرة تماما لأختها حتى إنك لتكاد تجزم أن كل لوحة منفردة بزخارفها أيضا، ذلك أن لكل شخص رؤية، وذوق، وحالة نفسية، ونظرة خاصة للحياة، تجدها منعكسة جلية على اللوحة الفنية.
     

 بدأت لوحات النعيمات من لوحات بسيطة بقياسات فردية إلى أن توسعت للوحات كبيرة، لوحة " الزخارف الضخمة " كانت من أول لوحاتي التي رسمتها بحجم كبير عن المعتاد تحتوي على (4049) نقطة وكانت بمثابة تحدي شخصي للقدرة على إنجازها لما تحتاج من دقة وإتقان في العمل، كما أتقنت أيضا الرسم على الأكواب الزجاجية وعرضها في نقاط بيع لزوار المدينة للإحتفاظ بتذكار من زيارتهم ، والرسم على ميداليات صغيرة تعلق في الغرف أو المركبات لتكون الموهبة أيضا مردود إقتصاديا ومجال لممتلكيها للدخول إلى سوق العمل والريادة فيه .

وفيما يتعلق بالجانب التدريبي  تم عقد مجموعة من الورشات التدريبية في محافظة البلقاء  للأطفال والشباب من مختلف الأعمار حتى عمر (45) عاما، وتم تصنيف هذه الورش كواحدة من أفضل التجارب السياحية في مدينة السلط ،كما إستطاعت النعيمات عقد ورشات عن بعد  للأشخاص الراغبين بالتعلم في مختلف المحافظات حتى تنمي هذا الجانب وتستثمره في إيجاد هويات شخصية لهم .

 

وتصف النعيمات بأن المانديلا بأنها المساحة الفارغة للتعبير عن النفس من خلال الأشكال والألوان المستخدمة فيها ، حيث تعكس شخصية الفنان وما يدور في ذهنه مما يسمح للشخص أيضا بالتواصل مع عواطفه الداخلية، كما تعتبر تجربة تأملية تساعد على التركيز والإسترخاء وتساعد في تعزيز الوعي الداخلي .

وتختم النعيمات برسالة إلى مالكي المواهب أيا كانت أن يستثمروا في مواهبهم بدءا من تحديد مجال الموهبة والإهتمام بتطوير هذه المهارات فيما بعد من خلال الورشات والدورات المعززة ، كما أن مشاركة هذه الموهبة مع المحيط يساعد في تعزيزها وتكوين مجتمع متخصص مشابه لهذه الموهبة وداعم لها ، ومن خلال تجربتها تنوه الى ضرورة صبر أي شخص في بداية أعماله التي تعتبرها بمثابة طفله يجب عليه أن يرعاها جيد حتى تكبر .