الجامعات الأردنية لا تنجب أبطالاً لأنديتنا والأولمبياد

الرابط المختصر

تعيش الكليات الرياضية وأنديتنا الوطنية واللجنة الأولمبية حالة قطيعة وعدم تعاون بينهما بهدف رفد ساحتنا الوطنية الرياضية بأبطال يشاركون في الأولمبياد أو الأندية.

غير أن كليات التربية الرياضية في جامعاتنا الأردنية تعاني من فقر واضح في تأهيل وتدريب طلبتنها ليكونوا أسماء تلمع في عالم الرياضة، فالجامعات لا تدرب طلبتها على أن يكونوا محترفين في مختلف الألعاب الرياضية، بل تعلمهم نظرياً وتؤهلهم أكاديمياً للعمل كمعلمين لمادة التربية الرياضية في مدارسنا.

يدرس الطلبة 4 سنوات في الجامعات ولا يتم تأهيلهم ليكونوا أبطالاً يشاركون في مختلف الألعاب الأولمبية، وهذا ما يفسر فقر الجامعات في عمليات التأهيل والتدريب.

ويدخل معظم طلبة الكليات الرياضية إلى الجامعات على قاعدة التنافس الرياضي، من خلال حصولهم على بطولات في مدارس التربية والتعليم، وعند دخولهم للجامعات يصبحوا مجرد طلبة بعيداً عن أجواء البطولات وممارسة الرياضة عمليا في الميادين والملاعب.

وتعليقا على عدم وجود كليات رياضية في الجامعات ترفد أبطال للأولمبياد والأندية قالت الدكتورة آمال الزعبي من جامعة اليرموك أن الجامعات تركز على الجانب النظري أكثر من التدريب العملي المتخصص المكثف الذي يحتاجه اللاعبين للوصول إلى مستويات رياضية عالية حيث تهتم الكليات الرياضية بإعداد معلمين للتربية البدنية وتطوير المهارات التدريسية والفكرية للطلاب بدلا من تطويرهم كرياضيين محترفين.

بدوره قال الدكتور صدام الطويسي من جامعة البترا أنه لا يوجد لدى العديد من الكليات الرياضية في الجامعات الأردنية أي مساقات تعمل على تطوير الموهبة الرياضية لذلك يجب تغيير المناهج، وتصميم برامج تدريبية للطلبة تؤهلهم ليكونوا أبطالا في مختلف الألعاب الرياضية.

واتفق الدكتور كرم عواقلة والدكتورة نهاد مخادمة على أن أي طالب يتم قبوله في كليات التربية الرياضية يجب عليه أن يكون بطلاً رياضياً في المدرسة، بحيث يحصل على التفوق الرياضي ليكون مفتاحا له للقبول في هذا التخصص.

وتعليقاً على سؤال حول أثر التفوق الرياضي وهو أن يحصل الطالب على تأييد وشهادة من المدرسة أو الأندية بتفوق الطالب في لعبة معينة، قالت الدكتورة آمال الزعبي بأن أحد التحديات التي تواجه الرياضة الأردنية هو عدم وجود بيئة قوية لدعم المواهب الشابة وتأهيلهم للاحتراف، وفي حال توفر البنية التحتية اللازمة والدعم المناسب يمكن لهؤلاء الطلاب أن يسهموا بشكل أكبر في ظهور نجوم جدد في عالم الرياضة. 

بدورها قالت الدكتورة نهاد مخادمة من جامعة اليرموك بأن هناك العديد من لاعبي المنتخبات حصلوا على مقاعد جامعية بسبب تفوقهم الرياضي، كما أن بعض الجامعات تمنحهم خصومات على الرسوم الدراسية مما يشجعهم على الاستمرار في العطاء والتفوق الرياضي، غير أن هذا التفوق ينحصر في إطار المنافسات الجامعية بين طلبة الكليات الرياضية.

وأما الدكتور كرم العواقلة من  جامعة آل البيت أشار إلى أن الطلاب يواجهون مشاكل عديدة ما بين الالتزام في الدراسة ومتابعة أنديتهم واتحاداتهم التي ينتسبون إليها لشعورهم بمسؤولية حصولهم على الشهادة ومسؤولية الالتزام بالتدريب مع النادي وخوفهم من الإصابة أثناء الدراسة والتغيب عن التمارين.

واقترح الدكتور صدام الطويسي أن تستثني الجامعات الاردنية طلبة الثانوية العامة الذين يحصلون على التفوق الرياضي ويكونوا ملتزمين بتدريبات مع الأندية واللجنة الأولمبية من بعض الأسس التي يتم تطبيقها على قبولات الجامعات على مستوى التنافس.

ولمواجهة زيادة الطلب في السوق الأردني على تخصص الرياضية البدنية قالت الدكتورة المخادمة أنه تم استحداث تخصصات رياضية جديدة، لرفد سوق العمل بهذه الخبرات، خاصة مع كثرة انتشار مراكز اللياقة البدنية والمراكز المتخصصة بذلك، موضحةَ فيما يخص الخطط المستقبلية والإمكانيات لرفد لاعبين بأنه لابد من خطط محدثة تواكب هذه التغيرات العصرية ومتطلبات سوق العمل، كما تم استحداث تخصصات عديدة منها التدريب وتحليل الأداء والعمل في العلاج والإصابات الرياضية ، حيث كانت الرؤيا سابقا محصورة فقط بتخريج معلمين للتربية الرياضية. 

وتمنَّت الدكتورة الزعبي إنشاء برامج مخصصة لاكتشاف المواهب الرياضية في المدارس والجامعات والتجمعات الشبابية لجميع الرياضات تستهدف جميع الفئات العمرية أو تنظيم معسكرات تدريبية متخصصة بالتعاون مع مدربين محترفين مما يمنح اللاعبين الموهوبين فرصا لصقل مهاراتهم وتحسين أدائهم في بيئة تدريبية عالية المستوى. 

وبشأن عقد اتفاقيات تعاون مع الأندية والمؤسسات الرياضية قال الدكتور الطويسي بأنه لا يوجد أي تواصل مع الاندية، داعياً الكليات الرياضية أن تكون على تواصل مع الاتحادات والطلاب المتميزين لأنه لا يوجد أي خطة واضحة في الكليات الرياضية.

واقترحت الدكتورة المخادمة بضرورة التنسيق مع الجهات التي تحتضن اللاعبين مستقبلاً، وإبرام اتفاقيات معهم لمعرفة ما هو المناسب للميدان، وما يجب تجهيز الطالب له أثناء دراسته، حيث استحدثت جامعة اليرموك برنامجي البكالوريوس لتواكب مخرجاتهم التعليمية مع متطلبات سوق العمل.  

وأعربت الدكتورة الزعبي عن أسفها لعدم وجود نظام فعال لاكتشاف ورعاية المواهب الرياضية داخل الجامعات في الأردن على عكس بعض الدول التي لديها أنظمة لاكتشاف المواهب الرياضية وتطويرها في سن مبكرة، مؤكدة أن كل هذه العوامل مجتمعة قد تفسر عدم قدرة كليات التربية الرياضية في الجامعات على إنتاج أبطال رياضيين للأولمبياد والأندية بشكل مستمر.

ختاماً يتضح غياب التنسيق بين المدارس التي تمنح قبولات وشهادات التفوق الرياضي وبين كليات التربية الرياضية في الجامعات وبين الأندية الأردنية واللجنة الأولمبية، لرفد الوطن بأبطال قادرين على تمثيل الوطن في المحافل الرياضية الدولية، وهو ما يحتاج لوقفة تمعنٍ والجلوس على طاولة مستديرة لبحث هذه الإشكالية.