التداول بالعملات الرقمية فرصة إستثمارية جديدة أم ركوب موجة بين الشباب

الرابط المختصر

في السنوات الأخيرة شهدت العملات الرقمية إنتشارا واسعا على مستوى العالم، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من النظام المالي الحديث ، في الأردن بدأت هذه الظاهرة تأخذ شكلا متزايدا من الإهتمام ، حيث يسعى المستثمرين إلى إكتشاف الفرص التي تقدمها العملات الرقمية مثل البيتكوين ولا يثيريوم وغيرها.

أشار تقرير شركة تريبل للدفع بالعملات الرقمية إلى أن 129 ألف أردني معظمهم من الذكور يتداولون بالعملات الرقمية في وسط نقص كبيرة في فرص العمل وعلى الرغم من الحظر والمخاطر في سوق تداول هذه العملات الرقمية .

قالت الشابة سارة الحنيطي متداولة في سوق العملات الرقمية  ذات 24 عاما حاصلة على شهادة الصيدلة ، أن مفهوم التداول لديها بدأ من الإستثمار بفرصة جديدة  في ظل محدودية فرص العمل ، حيث اتجهت للعملات الرقمية نظرا لما شهدته من إقبال كبير للشباب عليه وعملت على دراسته جيدا قبل الخوض به والإطلاع على مفاهيمه، ووجدت في البداية دخل ثابت منه مما شجعها على الاستمرار ، لكن بقيت الحنيطي في تأرجح حول المخاطرة موجودة في هذه السوق وارتباطه في الأحداث العالمية مما يوجب فهم الأبعاد لتجنب الخسارة، وأن ما وجدته وثيقا بالخسارة كان أن معظم الشباب يقبلون على هذه الأسواق دون خبرة حقيقة مما يجعلهم فريسة سهلة للاحتيال والأسواق الوهمية ، لذا تنصح الشباب بالتوجه إلى منصات مرخصة ورسمية لضمان الإستثمار القانوني والعائد المفيد .

قال الدكتور رعد التل رئيس قسم الاقتصاد في الجامعة الأردنية بحوار خاص لصوت شبابي : إن التعامل بالعملات الرقمية أدرج عدد من التحولات في الاقتصاد الأردني أهمها تعزيز الاقتصاد الرقمي  من خلال زيادة الاعتماد على التكنولوجيا المالية، كما تم استحداث قطاعات جديدة للتعامل مع العملات الرقمية مثل منصات التداول ومكاتب الإستشارة القانونية والتكنولوجية ، مما أدى إلى تحول سلوك المستثمرين نحو الاستثمارات الغير تقليدية وتحفيز الابتكار في أدوات الدفع الإلكتروني .

ويضيف التل أن بعد الخسارة المؤخرة في سوق العملات الرقمية زاد التحفظ إتجاه الإستثمار بالعملات الرقمية خاصة من قبل المستثمرين التقليديين ، مما أدى أيضا إلى تعزيز التنظيمات والتشريعات المتعلقة بالعملات الرقمية حيث بدأ البنك المركزي الأردني في وضع قيود وضوابط للتعامل بهذه العملات وتوعية الأفراد  بالمخاطر المصاحبة لهذا الاستثمار .

وعن توجه الشباب إلى التداول بالعملات الرقمية قال التل أن هذا التوجه يعكس إهتمام الشباب بالتكنولوجيا والبحث عن فرص إستثمارية جديدة، لكنه يحمل عدد من المخاطر مثل التقلب العالي لقيمة العملات الرقمية مما يعني أن الأرباح قد تتحول إلى خسائر في وقت قصير، إضافة إلى ضعف الحماية القانونية في مجال العملات الرقمية مما يعرضهم لمخاطر قانونية ، و احتمالية الاحتيال نظرا لوجود عدد من العملات الرقمية الوهمية والمشاريع الغير قانونية في التداول، وقد يؤدي التداول المستمر إلى الإصابة بحالة من إدمان التداول التي تحمل عدد من المخاطر النفسية والمالية .

وفي تصريح لمفلح العقل الرئيس السابق لجمعية البنوك في الأردن قال إن الاستثمار في العملات الرقمية غير مجدي وأنه نتج من قلة فرص الإستثمار المحلية ويجب علينا توعية الشباب في مخاطر هذا التداول وبعض الشركات .

 من جهة اخرى قال الشاب احمد العكاوي صاحب أحد منصات التداول بالعملات الرقمية أن رحلة التداول بدأت عندما كان يعمل شيف في أحد المطاعم بالسماع عن التداول والعملات الرقمية والإستثمار و رغب حينها بالتجربة من خلال المنصات الموثوقة وعادت بالنفع عليه ، ومن ثم قرر أن يخوض تجربة خاصة حيث قام بإفتتاح  منصة خاصة بالتداول بالشراكة مع زوجته توفر جميع المعلومات المتعلقة بالاقتصاد والاسواق العالمية مما يوفر الثقة والتداول الأمن للأفراد ، نظرا إلى أن الإستثمار الرقمي يحتاج إلى رأس مال جيد ومعلومات جيدة عن هذه الأسواق .

يواجه تداول العملات الرقمية في الأردن تحديات وفرص متعددة، من جهة توفر هذه العملات إمكانية الوصول إلى استثمارات جديدة وتنوع في محفظة الأفراد ، ومن جهة أخرى يواجه السوق الأردني عدد من التحديات مثل قلى التنظيم، والتوعية المحدودة حول المخاطر المرتبطة بتداول هذه العملات.