الإرشاد الجامعي.. تطوع يمهد الطريق للطلبة المستجدين

الرابط المختصر

مع ظهور نتائج القبول الموحد للجامعات الحكومية، وضعت الفرق التطوعية في الجامعات بإعداد خطط لتعريف الطلبة المستجدين بالتخصصات المقبلين عليها وإرشادهم في خطوات استكمال إجراءات التسجيل وتثبيت مقاعدهم في الجامعات للالتحاق بالفصل الأول مع بدء الدوام الجامعي. 

شيماء البيك مسؤولة إدارية في كتلة أهل الهمة في الجامعة الأردنية ذكرت لـ"صوت شبابي" أنها منذ انتسابها للكتلة تشارك على مدار ثلاث سنوات في نشاط الإرشاد للطلبة المستجدين، موضحةً أن الهدف من ذلك لا يقتصر على مساعدة الطالب وتقديم العون له عند تسجيله لأول مرة بل طوال فترة دراسته الجامعية، "فجميعنا مرَّ بهذه النقلة النوعية بدخوله الجامعة وقد يتعرض للضياع ما يجعله بحاجة لمن يرشده ويزيد وعيه بما هو مقبل عليه من طبيعة المجتمع الجامعي والطلبة".

وتابعت أن المشاركين في هذا الموسم الإرشادي يشكلون أعدادًا ضخمة من الطلبة، تنظم كتلة أهل الهمة لقاءات معهم قبل بدء الإرشاد الميداني لشرح عملية الإرشاد بتفاصيلها للمرشدين، لافتةً إلى أن عملية الإرشاد الإلكتروني تبدأ من انتهاء آخر امتحان للثانوية العامة متمثلًا في مجموعة لضم أكبر عدد من طلاب الثانوية العامة المقبلين على الدراسة الجامعية، للإجابة عن استفسارات الطلبة وتوضيح طبيعة التخصصات لمساعدتهم على الاختيار، ويبقى الإرشاد الإلكتروني مستمرًا إلى يوم القبول الموحد، "ثم تبدأ عملية التعرف على الطلبة وتخصصاتهم وصولًا للإرشاد الميداني الذي يكون فيه مرشدو أهل الهمة بالقرب من مبنى القبول والتسجيل على امتداد جميع البوابات بأكثر من 200 مرشد لمساعدة الطلبة المستجدين القادمين للجامعة، كما يشمل الإرشاد الميداني جولات داخل الجامعة للتعرف على كلياتها وأقسامها وتعريف أي طالب جديد على أماكن انعقاد محاضراته".

تجربة الإرشاد تشكل جزءًا مهمًا للطالب المستجد، وتعطيه الانطباع الأول وشعورًا بالاطمئنان من قبل الطالب وأهله، وهذا ما أكدته شيماء موضحةً أن هذه التجربة تضفي للمرشد كثيرًا في شخصيته، "فمن كان في عون العبد كان الله في عونه، ونحتسب الأجر على الله". 

 

من جانبها قالت إيناس المرشدة بكتلة أهل المجد في جامعة آل البيت، "عندما تدخل للجامعة لأول مرة فأنت تدخل لعالم جديد فوجود من يرشدك يبعث داخل الطالب شعورًا بالطمأنينة والأمان والسعادة مع بداية المشوار الجامعي".

وأكملت حديثها لـ"صوت شبابي" بأن الهدف من عملية الإرشاد هي إفادة الطلبة "السنافر" وإجابتهم على كل سؤال يخطر لهم، وإرشادهم للطريق الصحيح و متابعتهم من بداية دخولهم للجامعة إلى تخرجهم، وذلك بالإرشاد الإلكتروني والإرشاد الميداني الذي يرافق الطلبة.

 

وحول ما يقوم به المرشدون قبل الإرشاد الميداني ذكرت إيناس "بداية نقوم بحملة إلكترونية مثل "جروب السنافر" ويتم متابعة المستجدين والإجابة عن أسئلتهم، وتتطلب هذه المجموعة متابعة ونشرًا باستمرار من قبلنا، لذلك فإن أولى تجهيزاتنا هي اللجان المختصة بهذه المجموعة من حيث إعداد المنشورات ونشرها وجمع المعلومات من المستجدين" 

وبيَّنت أن تجربتها الإرشادية بدأت من الميداني، "ويمكنني القول أنها كانت أعظم تجربة في حياتي إلى الآن ناهيك عن الأجر عند الله عز وجل الإرشاد هو طريقك للتعامل مع مختلف الأشخاص، تتعامل مع الطالبة وامها واحيانا ابيها واعمامها، فهي تجربة فريدة تمكنكِ من تعلم كيفية التعامل مع الشخصيات المختلفة وتنمي لكِ مهارة التواصل وتصقل من شخصيتك وتقويها، حيث إنك مسؤولة عن كل شخص وافقتِ على مساعدته فهذا ينمي حس المسؤولية لدى المرشد. 

وتتابع أن تجربة العمل الطلابي هي من أفضل الأمور التي يجب على كل طالب تجربتها "حيث أن الطالب لا يكفي أن يكون هدفه من دخول الجامعة الدراسة فقط، فعالم الجامعة كبير وممتد وأعظم من ذلك بكثير" على حد قولها.

 

الطالبة سيرين من جامعة الطفيلة التقنية وضَّحت لـ"صوت شبابي" أنها تطوعت في الأنشطة الإرشادية 3 مرات وستشارك كذلك هذا العام في نشاط إرشاد الطلبة المستجدين، مبيِّنةً أن الهدف الأساسي للإرشاد هو تسهيل عملية التسجيل على الطلاب والإجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم حول الجامعة وكيفية التسجيل وأسعار الساعات، ونظام المنح والقروض ومساعدة الطلاب بما يخص السكنات الطلابية، وتعريف الطلبة بكيفية الدخول لبواباتهم الإلكترونية ومنصة التدريس، بالإضافة إلى أي استفسارات تجوب في بال الطلبة حول الحياة الجامعية.

وذكرت أن الإرشاد يكون على قسمين: قسم إلكتروني "نوفر من خلاله تواصل بيننا وبين الطلاب المستجدين على صفحات التواصل الاجتماعي لإجابتهم عن اسئلتهم، والميداني الذي يكون بالتنسيق مع عمادة الجامعة ويكون غالبًا في قسم القبول والتسجيل لمساعدة المستجدين بالتسجيل أثناء القبول المباشر أو إرشادهم لأماكن الكليات والقاعات، فنضع الخطة ونقسم عدد الطلبة المرشدين كل على اختصاصه، وخلال الإرشاد بنخبر الطلاب شو المواد اللي لازم ينزلوها أول فصل عشان تمشي خطتهم بسلاسة، وبنوزع عليهم منشورات وأوراق فيها تعريف عن تخصصاتهم وساعاتها و اسعار الساعات ومجالات العمل، وبنعرفهم على أماكن توفر ملخصات موادهم وبنوزع الكتب القديمة".

ونوهت بأن هذه التجربة تغير من أسلوب تعامل الإنسان تماما مع الناس "صرت اعرف اوصل للناس بسهولة وافهم شو بدهم وشو يريحهم وشو لازم احكي للأهل عشان يكونوا مرتاحين انه ابنائهم بعاد عنهم بس في ناس رح يساعدوهم، وشو احكي للسنافر المتوترين من الغربة وكيف ممكن أنا أتأثر وأأثر على الطلاب بحيث نستفيد على صعيد الدراسة، ويبقى الإرشاد تجربة ليست سهلة ومتعبة لكنها تترك أثرًا لطيفًا على المرشد والمستجد".

في سياق متصل قالت تقى شامية المرشدة من كتلة أهل الكرامة في الجامعة الهاشمية لـ"صوت شبابي": أنها قامت بإرشاد الطلبة المستجدين طوال مشوارها الجامعي، جاعلة حديث النبي عليه الصلاة والسلام ‏(من هدى إلى زقاق -أي طريق- كأنما أعتق رقبة) منطلقها خلال الإرشاد "‏إذا كان هذا فضل من دل على طريق حسي، فكيف بمن دل على طريق معنوي فأرشد طالبًا لتخصصه وكان له عوناً طوال مسيرته الجامعية" .

وذكرت أن الإرشاد يستمر طوال الأربع سنين في الجامعة ولا يقتصر على بداية المشوار الجامعي فحسب، بين إرشاد إلكتروني وميداني "نأخذ فيه بيد الطالب ونعينه فيما يحتاجه من استفسارات وتفاصيل حول دراسته، ويبدأ نشاطنا الإرشادي ميدانيًا بتجمع نستذكر فيه الغاية من هذا العمل ونشجع بعضنا للاستمرار في عملية الإرشاد، مقسِّمين المهام فيما بيننا بين مسؤول ونائب ودعم لوجستي".

وتتابع أن العمادة توفر للطلبة المرشدين "فيست" لتمييزهم من قبل الطلبة وأهاليهم وطلب المساعدة منهم لاستكمال إجراءات التسجيل، موضحةً أن أثر الإرشاد كبير على الطلبة فهو يوثق العلاقات وينشر الخير والعون في المجتمع الطلابي ويجعله يتمدد "فالطلبة الذين أرشدناهم يعودون بعد فصل وفصلين يريدون أن ينضموا لفريقنا ويكونوا مرشدين لغيرهم". 

وتصف تقى تجربة الإرشاد بأنها ماتعة ومتعبة في الوقت نفسه، كما تقوي من شخصية الطالب وتجعله قادرًا على التعامل مع مختلف المواقف التي قد يتعرض لها. 

أضف تعليقك