في ظل التطور السريع الذي يشهده العالم في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، برزت حاجة ملحة في الأردن وبخاصة في المحافظات والأطراف لتعزيز هذه المعارف الجديدة و تأهيل الأجيال الشابة لتواكب هذه المتغيرات المتسارعة، وسد الفجوة المعرفية ما بين الشباب واليافعين في هذا القطاع ما بين المدن الكبرى والعاصمة وباقي المحافظات التي تعاني من شح أو ندرة هذه الفرص أحيانا.
ومن هنا جاءت فكرة المهندسة ظلال الشمايلة، للمساهمة بسد هذه الفجوة في الكرك وبادرت بتأسيس أكاديمية "إيزي روبوت كت" لتعليم الروبوت والذكاء الاصطناعي وعلوم المستقبل، وانعكاسا لشغفها بالتكنولوجيا والتطوير دفعها للتوجه نحو تعليم الأجيال الصاعدة وتزويدهم بالمهارات اللازمة في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وتقول ظلال الشمايلة المتخصصة في مجال التكنولوجيا"إن فكرة تأسيس الأكاديمية من حاجة المجتمع إلى برامج تعليمية تفاعلية تركز على تطوير المهارات التكنولوجية للأطفال والشباب، وإتاحة الفرصة للطلاب في الكرك لتعلم بناء الروبوتات وبرمجتها، بالإضافة إلى تقديم دروس في الذكاء الاصطناعي وعلوم التكنولوجيا الحديثة بمنهج يدمج بين الجانب النظري والتطبيقي في التعليم، حيث يمكن للطلاب تجربة بناء الروبوتات وبرمجتها بأنفسهم، وهو ما يعزز لديهم المهارات الإبداعية والتفكير النقدي".
وتضيف الشمايلة ل "صوت شبابي" تقدم الأكاديمية تقنيات التكنولوجيا كعالم الميتافيرس والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيره لتعريف المجتمع عليها ودمجها بحل تحديات مجتمعاتنا ، والذي قادهم لتدريب أكثر من ٢٥٠٠ طالب وطالبة ، وإطلاق أول مسابقة افتراضية للروبوت داخل محافظة الكرك لطلبة المدارس الحكومية والخاصة وساعدهم أيضا على تقديم برامج داعمة لرياديين الأعمال وسيدات المجتمع المحلي بمجالات التكنولوجيا ودمجها بقطاعاتهم وزيادة كفاءة مشاريعهم .
بالإضافة إلى تقديم برامج للقطاع التعليمي للمعلمين لرفع كفاءة الغرفة الصفية من خلال التكنولوجيا، والعديد من البرامج للمراكز والشباب حسب مجالاتهم.
قالت السيدة مي رهايفه وهي أحد أولياء الأمور لأحد الطلبة المستفيدين من تدريبات الأكاديمية، ابني، بعد مشاركته في العديد من الدورات التدريبية والمسابقات، شهد تطورًا ملحوظًا في شخصيته ومهاراته. بدايةً، شارك في دورات تدريبية مع أكاديمية "إيزي روبوت كت"، حيث تعلّم أنواع مختلفة من الروبوتات ، بالإضافة إلى البرمجة والخوارزميات، مما ساهم في تطوير تفكيره النقدي وقدرته على حل المشكلات بطرق إبداعية.
تجربته في المسابقات، مثل "Make X Robotics Competitio ومشاركته في مسابقة الأردوينو والابتكار ومسابقة تتبع الخط، عززت ثقته بنفسه وجعلته يدرك قدراته وإمكاناته.
وتضيف ل "صوت شبابي" العمل الجماعي في تلك المسابقات، خاصة مع فريق أكاديمية "إيزي روبوت كت"، علّمه أهمية التعاون والتواصل الفعّال مع الآخرين لتحقيق الأهداف المشتركة. إلى جانب ذلك، اكتسب ابني التزامًا وانضباطًا في تنظيم وقته واستعداده للمسابقات، مما ساعده في التكيف مع التحديات المختلفة والتغلب عليها بفعالية.
بفضل هذه التجارب، تغيرت شخصية ابني نحو الأفضل، وأصبح أكثر ثقة، تفكيرًا نقديًا، وابتكارًا في التعامل مع المهام التي يواجهها.
شأس الرهايفه الحباشنة أحد المشاركين مع الأكاديمية يقول " شاركت في دورات تدريبية مع الأكاديمية وتعلمت عن الروبوتات بمختلف أنواعها ،وأنواع البرمجة المختلفة و شاركت من خلالهم في مسابقة بفريق من أكاديمية ايزي روبوت كت "Make X Robotics Competition" وحصلت فيها على جائزة "أفضل جائزة للإبداع" لعام 2021.
حاليًا، أستعد للمشاركة في مسابقة أولمبياد الروبوت في الأردن مع WRO أيضا شاركنا باسم أكاديمية ايزي روبوت كت التي وفرت لنا كل الملاعب ودربونا على طريق بناء البرمجة تتبع الخط و كيفية حل المهام المطلوبة .
ويقول الرهايفة ل "صوت شبابي" عكست هذه التدريبات على شخصيتي نحو الأفضل
تأثرت شخصيتي نحو الأفضل من خلال هذه التدريبات فقد تطورت مهارات التفكير النقدي، وساهمت تدريباتهم في تعزيز الثقة بالنفس لدي .
ونتيجة لهذا الجهد الكبير تم اختيار الشمايله من قبل حاضنة أعمال دولية في مشروع تبادل دولي ، وهي الان عبر هذا المشروع محتضنة لدى عدد من حاضنات الأعمال مثل أورانج وجمعية المبتكرين الأردنيين وغيره.
وحصلت المهندسة الشابة على جائزة مساهمة التغيير من خلال العالم الرقمي المركز الثاني على المملكة من شركة أورانج وشركة انتاج، والذي اتاح لها الفرصة لاختيار مشروعها من ضمن سبع شركات ناشئة فقط في الاردن لمقابلة جلالة الملك وعرض مشاريعهم الرائدة كمنجز شبابي أمامه .
كما حصلت على المركز الخامس على مستوى الأردن والعراق وسوريا ضمن جائزة الأميرة بسمة للعمل التنموي كما حصلت وجائزة الإبداع والابتكار من جامعة مؤتة .
ترى المهندسة ظلال أن مستقبل العالم يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، ولذلك يجب أن يتمكن الشباب من فهم هذه العلوم بشكل مبكر. وتسعى من خلال أكاديميتها إلى تزويد الطلاب ليس فقط بالمهارات التقنية، ولكن أيضًا بالقدرة على التفكير بطريقة علمية ومنهجية لحل المشكلات.
بالرغم من النجاحات الكبيرة التي حققتها المهندسة ظلال الشمايلة في تأسيس أكاديمية "إيزي روبوت كت"، إلا أنها لا تزال تواجه تحديات، أهمها غياب الوعي بمجالات التكنولوجيا للشباب وأهمية تطوير مهاراتهم العملية من خلالها ،والبيئة الريادية غير الداعمة للمشاريع الناشئة ، وايضا كان هنالك تحديات تشغيلية مثل الدعم والتمويل وتشكيل فرق عمل متخصصة.
مع ذلك، تسعى الشمايلة إلى توسيع نطاق الأكاديمية لتشمل المزيد من الطلاب في جميع أنحاء الأردن، وأعربت عن طموحها في أن تصل برامج "إيزي روبوت كت" إلى كل بيت أردني.