إطلاق العيارات النارية..خطر يهدد المجتمع والشباب يدعون لتشديد العقوبات

الرابط المختصر

في إحدى الأيام، كانت نغم، طفلة صغيرة تلعب أمام منزلها، تركض وتضحك بعالم مليء بالبراءة، لكن تلك اللحظة انقلبت فجأة عندما جاءت رصاصة طائشة لتسلبها نظرها، وتحول كل شيء حولي إلى ظلام، ومعه بدأت رحلة جديدة من الألم والمعاناة. 

تقول نغم، 23 عاماً، شعرت أن الحياة قد انتهت أثناء تلقي العلاج في المستشفى، بينما كان أقراني يبحثون عن الألعاب ويستمتعون بطفولتهم، كنت أبحث عن أفضل الأطباء لعلاج عيني المفقودة. 

وبعد فترة طويلة من فقدان الأمل، جاء قرار استئصال عينيها، ووصفت نغم هذا القرار بـ"الصدمة"، لأنه يتطلب أن تبقى عينيها فارغة لمدة 40 يومًا دون أن تزرع عين صناعية، في البداية، تشير إلى أن الأمر كان مؤلمًا، لكن شيئًا فشيئًا، أصبحت عينها الصناعية رفيقتها، وبدلاً من أن تكون مصدر ضعف، شعرت بأنها جزء منها. 

ومع مرور الوقت، بدأت نغم تواجه نظرات الشفقة من المجتمع، وكأنها تعيد لها ذكريات آلامها، فقررت أن تكون صوتًا لمن لا صوت لهم، وأن تحول الألم إلى أمل. قامت بتأسيس جمعية "نغم الحياة" الخيرية للحد من إطلاق العيارات النارية في الأردن.

وترسل نغم تنبيهاً لمطلقي العيارات النارية قائلةً: "ارحموا قلوب الأمهات، فوالدتي لا تزال تبكي على عيني، وأتمنى أن تكون عقوبة مطلقي العيارات النارية أكثر شدة، لكي لا يتكرر ما عانيته مع غيري." 

تعد ظاهرة إطلاق العيارات النارية من السلوكيات الخطرة التي تهدد سلامة وأمن المجتمع، حيث انها لا تُعتبر تعبيرًا عن الفرح، بل هي ممارسات غير قانونية تتسبب بوقوع إصابات ووفيات للأبرياء دون مبرر، ولا سيما أنه من المهم جداً رفع مستوى الوعي حول مخاطرها، وتشديد العقوبات على مرتكبيها، لما له من أثر في الحد من هذه الظاهرة وتعزيز الأمان والاستقرار في المجتمع.

 

إطلاق العيارات النارية شائع ومن الواجب علينا أن نكون واعيين

قال محمد البطوش، محامي شرعي، 25 عاماً، إن إطلاق العيارات النارية يعكس تقاليد اجتماعية ببعض الثقافات في الاحتفالات والمناسبات الخاصة. ومن الواجب علينا أن نكون واعيين بأنها تحمل مخاطر كبيرة على السلامة العامة، مشيراً أنه من الضروري إيجاد توازن بين احترام التقاليد وضمان سلامة المجتمع وأن تعمل التوعية والتشريعات الصارمة بالمساعدة في تقليل هذه الظاهرة.

ولفت، بأن الشباب قد يشاركون في إطلاق النار لأسباب متعددة، كـ تقليد اجتماعي، وضغط الأقران، أو حب التباهي، ولا سيما أن كل هذه العوامل تلعب دورًا  هاماً بتشكيل سلوكهم، ومن المهم البدء بالتوعية والتعليم من خلال إشراك المدارس، والأهل، والمجتمع المحلي حول المخاطر التي تنطوي عليها هذه العادات.

وأوضح، البطوش، أن العقاب القانوني قد يكون رادعًا إذا تم تطبيقه بصرامة وبشكل عادل ولكن العقاب وحده ليس كافيًا؛ يجب أن يكون هناك توعية مستمرة وبرامج تثقيفية لتغيير السلوكيات والمفاهيم الخاطئة. التغيير يتطلب جهودًا متكاملة تشمل التوعية، التعليم، وتطبيق القانون بشكل فعال.

"تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بترويج هذه الظاهرة من خلال تغطية الأحداث والمحتويات التي تعطي الانطباع بأن إطلاق العيارات النارية شيء شائع أو مقبول  ومن جهة أخرى، يمكن أن تكون وسائل فعالة في التوعية والتحذير من مخاطر هذا السلوك، ولا سيما أن التأثير يعتمد بشكل كبير على كيفية تقديم الرسالة والمحتوى  و إذا كانت الرسالة تشدد على المخاطر والعواقب القانونية والاجتماعية".. وفق البطوش. 

 

 

حملات التوعية تفعل تغيير سلوك الشباب  

بدوره قال، عبادة الربيع، 21 عاماً، ناشط اجتماعي، إن حملات التوعية الحكومية يجب أن تكون فعالة في تغيير سلوك الشباب؛ خاصةً إذا تم تصميمها بشكل جذاب وتفاعلي، ولا سيما أن الشباب يميلون إلى الاستجابة للمبادرات التي تتحدث بلغة تناسبهم وتظهر لهم الفوائد المباشرة. لذلك، يجب أن تكون هذه الحملات موجهة بشكل جيد وتستهدف القضايا التي تهمهم. 

وشدد، أن، معالجة ظاهرة إطلاق العيارات النارية تتطلب جهودًا مشتركة من المجتمع، ووسائل الإعلام، والحكومة لتغيير التصورات السلبية وتحفيز الشباب على اتخاذ خيارات آمنة في المجتمع.

وأضاف، الربيع، أن إطلاق العيارات النارية يعتبر علامة على القوة أو الشجاعة بالعديد من الحالات، مشيراً أن العقوبات القانونية يجب أن تترافق مع توعية شاملة.

ولفت، بأنه من المهم استخدام وسائل الإعلام لنشر رسائل توعوية فعالة، مشيراً أن هذه الحملات يجب أن تكون موجهة لاستهداف الظواهر والقضايا التي تهم المجتمع.

 

العيارات النارية لا تعكس تقاليد معينة في الأردن

وأردف الاعلامي شادي السعدي، 25 عاماً، قائلاً  إن ظاهرة إطلاق العيارات النارية لا تعكس أي تقاليد معينة لأن السلاح في الأردن يعتبر رمزاً للجيش الباسل، وللدفاع عن الوطن، مؤكداً أنها "سلوك خاطئ ويجب إيقافه".

وأشار، إلى أن الأغلبية الكبرى تتبع ثقافة القطيع، والتقليد الأعمى ويفترضون أن الافراح لا تكتمل الا باطلاق العيارات النارية كـ نوع من أنواع التباهي الاجتماعي انه انا هيك ابن عز ومعي فلوس كتير ومن منطلق بفديك بدمي لانه معي سلاح كتير العقاب القانوني لازم يكون صارم اكتر لحتى نخفف من هي الظاهرة وكمان الاعلام لازم يكون صارم اكتر ويحكي بطريقة شاملة وموسعة. 

وشدد، السعدي، نحن في بلد توجد به اخلاقيات ومعايير اعلامية معينة، معتقداً ان مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً التيك توك اسهمت في نشر هذه الظاهرة بالمقابل هناك الكثير من المؤسسات التي تحد من انتشارها والتوعية من عواقبها. 

واختتم، بأن جيل الشباب قادر على التغيير واحداث الفرق بالمجتمعات من خلال مواقع التراصل الاجتماعي، والحملات التوعوية بالتعاون مع الجهات المعنية المتخصصة قادر على الحد من هذه الظاهرة وإيجاد لغة مناسبة تتناسب مع هي الشريحة من المجتمع.