النفايات الطبية تعد من أبرز التحديات التي تواجه النظام الصحي ، وتسبب هذه النفايات بأنواعها أخطاراً تهدد البيئة والصحة،و حسب منظمة الصحة العالمية فان نسبة المخلفات الغير خطرة عموماً 85% من الكم الإجمالي لمخلفات أنشطة الرعاية الصحية تُعتبر النسبة المتبقية البالغة 15% مواد خطرة يمكن أن تنقل العدوى أو أن تكون سامة أو مشعة ولذلك من المهم رصد أهم المخاطر للمساعدة في بحث الإجراءات اللازمة للحدِّ من مخاطرها .
ومن الجانب سلبي للتقدم في الطب وإجراءاته هو التلوث البيئي بمختلف الملوثات الطبية فالمخلفات الناتجة من المواد الطبية بدأت تتراكم في البيئة شيئاً فشيئاً ملحقة أضراراً بيئية كبيرة، وتحدثنا الدكتورة راية السلواني وهي الناطق الاعلامي لوزارة البيئة عن مخاطر النفايات الطبية على البيئة بشكل عام حيث قالت ((يكون التلوث البيئي في الأشكال التالية تلوث المياه الجوفية والتربة بالكائنات الممرضة في حال طرحها بشكل عشوائي او بمكاب النفايات البلدية مما يتسبب بانتشار الأمراض الخطرة مثل الكوليرا والتيفوئيد و يكون هنالك اختلال في عمل محطات التنقية البلدية عند طرح النفايات الطبية السائلة في شبكة الصرف الصحي و تلوث الهواء الجوي والانبعاثات السامة في حرق النفايات الطبية بطرق بدائية و ايضا تلوث التربة والمياه عند التخلص من الرماد المتبقي من الحرق لاحتوائه على عوامل ممرضة ومعادن ثقيلة )) .
وخطورة هذه المواد دفعت المختصين من وزارة البيئة الى وضع عدة اجراءات وشروط للتعامل مع هذه المواد حيث تكمل الدكتورة راية عن دور وزارة البيئة في ادارة النفايات الطبية ((اولا: تعمل وزارة البيئة على ترخيص منشأت تجارية لمعالجة النفايات الطبية على أسس تجارية بواسطة التقنيات الحديثة (اتوكليف) وترخيص المحارق وفقا لنظام الترخيص المعمول به في الوزارة
ثانيا تقوم الوزراة بمنح تصاريح للمركبات العاملة على نقل النفايات الطبية والتي تحقق الاشتراطات المطلوبة وفقا لتعليمات ادارة النفايات الطبية الصادرة بموجب قانون الصحة العامة
ثالثا: يقوم كادر مديرية البيئة بالتفتيش المستمر على منشات معالجة النفايات الطبية بما فيهم الحارقة المتواجدة بمكب الغباوي للتأكد من التزامهم بكافة التشريعات بالتعاون مع وزارة الصحة والادارة الملكية لحماية البيئة
رابعا: تم إجراء دراسة تدقيق بيئي للحارقة المتواجدة في الغباوي وإجراء كافة الفحوصات للانبعاثات وعمل خطط تسوية لضمان الالتزام بكافة التشريعات ذات الصلة. ))
ويدرك العاملون في القطاع الصحي أكثر من غيرهم خطورة النفايات الطبية فهم يتعاملون بحذر شديد معها وحرص الممرضون و الاطباء على فرز النفايات الطبية بشكل تلقائي ليتم بذلك وضع كل نوع في مكان خاص وبحسب درجة الخطورة.
المهندس صلاح الحياري وهو مدير صحة البيئة وهي الجهة التفتيشية على عملية فرز النفايات الطبية كيف يتم فرز النفايات الطبية حيث قال (تبعا لنوعية النفايات المتولدة و حسب التصنيفات الواردة في تعليمات إدارة النفايات الطبية الصادرة عن وزارة الصحة يتم فرزها وفق كود لوني محدد فيتم فرز النفايات الطبية شديدة العدوى في عبوات أو أكياس لونها احمر و النفايات المعدية العادية يتم وضعها في أكياس او عبوات لونها أصفر بينما هنالك الفضلات الناتجة عن تحضير وما يتبقى عن التحضير واستعمال العلاج الكيماوي لمرضى السرطان يتم وضعها في أكياس لونها أزرق و أخيرا النفايات الكيماوية توضع في أكياس وعبوات بلون بني هذا هو الدليل اللوني الذي حددته التعليمات لوضع النفايات الطبية فيها وتبعا لذلك يتم معاملة كل واحد بطريقة مختلفة عن الآخر والمعالجة تكون مختلفة .
وحسب تعليمات وزارة الصحة الخاصة بالنفايات الطبية فأنه يجب على إدارة الوحدة توفير الأعداد الكافية من حاملات الأوعية التي ستوضع النفايات فيها،مع مراعاة أن يكون لون الحاملة مطابقا للون الكيس أو العبوة المحمولة. وانه عندما تمتلئ الأكياس أو الحاويات المخصصة للنفايات الطبية تغلق بالشكل الصحيح وتوضع بطاقات التعريف عليها وذلك قبل أو عند تخزينها في نقطة التجميع المرحلية .
وتنتج المستشفيات الأردنية نفايات طبية 83 % منها نفايات معدية، 12 % نفايات حادة، 5 % نفايات حاملة خطر العدوى، بينما تصنّف وزارة البيئة النفايات الطبية إلى خطرة وغير خطرة؛ الخطرة منها تشكل ما نسبته 10-25 % وهي نفايات معدية، أما غير الخطرة؛ فتشكل 75-90 % من إجمالي النفايات الناتجة عن المستشفيات والنفايات العامة المنزلية، كالورق والكرتون والبلاستيك.